صفوت عطا الله يكتب: رب ضارة نافعة

صفوت عطا الله يكتب: رب ضارة نافعة
صفوت عطا الله يكتب: رب ضارة نافعة

هذا المثل نضربه عندما يصيب شخص ما ظروف سيئة خلال حياته لكنة لا ينبهني له أن يخرج من رحمة الله . وجاء المثل من قصة رجل غرقت سفينة وقد قذفته الأمواج إلي جزيرة نائية لايوجد  بها احد فأخذ بقات بعض الثمار ويصطاد لكي يعيش وبني له كوخ وفي أحد ألأيام وهو يطهي طعامه اشتعلت النيران في الكوخ واحتراقه تماما وحينها نام الرجل جائعا حزينا علي حظه العاثر إلا إنه استيقظ علي أصوات وقارب صغيرا جاء لإنقاذه وعندما استفسر قالوا له أنهم شاهدوا نيران ودخان قادم من الجزيرة فعرفنا أن شخص يطلب معونة.

الذي يهمنا من هذا المثل ما يدور في السعودية من أمور غريبة ومتشابكة ومعقدة بداية من الإجراءات الصارمة والقبض علي أكثر من عشرين أمير وسبعة وزراء سابقين وأربعة حاليين تحت حجة الفساد واستغلال النفوذ وغسيل الأموال وقد أطلق عليها مذبحة ألأمراء علي طريقة مذبحة المماليك في أول عهد محمد علي بمصر وتوالت الأحداث والتصريحات النارية من ولي العهد ضد الإرهاب والتطرف وعزل ونقل ألاف من رجال الدين المتشددين وكان من قبلها السماح للمرأة  لقياده السيارة وبعض الحريات الاخري مما قوبل بالترحاب وتوالت الأحداث الغريبة بإعلان رئيس وزراء لبنان سعد الحريري من السعودية استقالته وتوجيه الاتهام الصريح

واللوم لايران وحزب الله بتدبير مؤامرة اغتياله  والتدخل في الشئون الداخلية للبنان ولأول مرة في تاريخ المملكة زيارة شخصية مسيحية فى الرياض وهو البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي ومقابلة كل من الملك سلمان عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان للتباحث و المشورة في مسألة الاستقالة وتم إستغلالها اعلاميا في اشارة للتسامح الديني واثر الاقاويل من سماح السعودية في بناء الكنيسة كل ذلك يوحي من قريب وبعيد  من تحولات ايجابية نحو التخفيف من حرية ممارسة العقيدة وخاصة للمسيحيين الموجودين بالسعودية .

واضح جدا ان مايدور بها هو صراع علي العرش السعودي وتمهيدا وترسيخ فكرة التوريث للابن وتولي  ولي العهد محمد بن سلمان دون مضايقة أو معارضة خلاف ما كان معمول به  في السابق من تولي العرش أبناء الملك عبد العزيز اولا وبداية عهد جديد في الظاهر محاربة الفساد والارهاب والتشدد الديني واطلاق الحريات وكلها تشير بالخير ويلاحظ ايضا عدم تأثير المواطن السعودي العادي لسبب أنه يدور داخل الاسرة المالكة لهم شأن  وداخل الرعية شأن اخر كما كان متبع بالضبط في بلادنا المصرية من صراع وخلاف ومؤتمرات ودسائس تدور داخل السلطة الحاكمة أيام الدولة الفاطمية والمماليك والاتراك بعيدا عن عامة الشعب المصري والذي لا يهمه سوي العيش في سلام  واذا حاولنا التحليل والربط بما يدور في السعوديه وتأثيره علي مجريات الامور في مصر

اولا : نعلم بان السعوديه  تنتهج الفكر الوهابي المتشدد منذ نشأة المملكة في مقابل اننا نجد  مصر تقريبا في نفس الوقت ولدت جماعة الاخوان وهما تمثيلا وجهان لعمله واحدة وان جميع زعماء الارهاب في انحاء العالم أما من السعودية او مصر .

ثانيا  ربما تأتي بالنفع  والفائدة وسرعة وتيرة اتخاذ الاجراءات بالسعودية ينعكس بالايجابية علي مصر مما يشجع أصحاب القرار اتخاذ قرارت صارمة وحاسمة خاصة التي تخص المؤسسة الدينية  والجماعات السلفية دون تردد او خوف بالرغم من التصريح دائما من مشيخية  الازهر تتبنى  الاسلام الوسطي لكنه في الحقيقة يميل لكونه المعوق الوحيد في تنفيذ  الفكر الجديد والمطالبة باستمرار من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ ثلاث سنوات بتجديد الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم الخاطئة والمغلوطة في التفاسير لتواكب التطور الحديث وحتي الان لم يحدث أي تغير او تطور ملحوظ  بل بالعكس زادت جرعات التشدد والتطرف كما نراها بوضوح من اجراءات تعسفية سواء في رفع قضايا ضد الفكر المستنير او الفتاوي المحرضة ولا يخفى علي احد غلق الكنائس وعدم الترخيص لممارسة الشعائر الدينية بحرية حسبما ينص الدستور والقوانين المصدق عليها من مجلس النواب كأنهم يخرجون السنتهم  وان القانون عبارة عن حبر علي ورق فقط واعتراف الازهر بوسطية الفكر فأنه يعترف بوجود من يمثل اسلاماً اخر سواء متشدد أو متطرف او ارهابي ومع ذلك لم يتخذ أي اجراءات عملية وفعالة حيال تلك الجماعات الارهابية سوء اجراء التصريح بالشجب او الرفض او التبرير عن حدوث العمليات الارهابية سواء ضد القوات المسلحة او الاقباط كلمات كثيرة والشعارات كبيرة ولكن الفعل والعمل قليل وبطئ فمازال الفكر الداعشي معشش والسلوك المتشدد من الفكر السلفي منتشر في ربوع البلاد والاحزاب الدينية و موجوده وباقيه حتي هذة اللحظة .

التدين هو القاسم المشترك الاعظم للشعب المصري منذ أن عرفت الحضارة وبعد ظهور الأديان متغلغلاً في وجدان المسلم والمسيحي وظاهرة وواضحة في تعاملاته  وسلوكة العام وممارسة طقوسة ولا تختلف عليها اثنين حيث إن الدين والتدين هما علاقة خاصة بين العبد وخالقة وهذا في الوقت نفسة لا يتعارض مع علاقته بالاخرين المختلفين عنه لكونها مبنية علي اساس الاحترام وقبول الاخر طالما لاتؤثر عليه وبغض النظر لتفسيرات او أراء متشددة تمنع ذلك أما زيادة جرعات التدين بواسطة رجال الدين المسيطرين علي مقدرات الشعب في بث روح التعصب والحقد والكراهية بدون مبررا أو سند ديني .

فمنذ ظهور الجماعات الشرعية والسلفية  في مصر حتي وضح مدي الروح الغريبة والسلوك المستهجن من هؤلاء ممثلة في مجموعة الفتاوي والتصرفات العدائية وبدلا من الوقوف ضدها واتخاذ اجراءات حازمة زادت بصورة ملفته واصبحت ظاهرة وواقع ملموس وصل الي حد التطرف والارهاب الفكري المفروض علي رقاب العباد لاقل تصرف او لفظ او عمل ويتحول الي معركة ورفع قضايا ازدراء الاديان ولم يسلم كاهن  فاضل واب معروف ومشهور بمحبته للمسلمين وهو القمص مكاري  يونان فنجد من يرفع قضية ضدة بتهمة ازدراء الدين الاسلامي ولولا الضغط تراجع وثصالح امام سراي النيابة امر مشين ومحزن واخر يدعي نبيه الوحش يحرض الشباب علي التحرش واغتصاب الفتيات التي تلبس البنطلونات المحزقة حتي اصبح وجه سيئ علي صفحات الجرائد وشاشات التليفزيون وتشوية سمعة مصر ورئيس جامعة القاهرة يترك مشغولياته للتفرغ في اصدار فرمان وتصريحات لمنع الطالبات الغير محتشمات من الدخول للجامعة وعميد يصدر قرار مثيل ومهمتة التعليق علي الملابس لفئة معينه .. لقطة عادية جدا للممثلة علا غانم وبناتها علي الشاطئ بملابس البحر والمايوهات وإذا تتحول التعليقات والشتائم والهجوم عليهن كأن اللباس الرسمي علي الشواطئ الان هو المايوة الشرعي البوروكيني  وخلاف ذلك من الفسق والعري والفجور.

كاتب ودكتور معروف خالد منتصر يزور ايطاليا والتي تشهر بتماثيل عصر النهضة وينشر بعض اللقطات ختي تتحول المنتديات إلى سعار وتهديد واتهامه بنشر الفسق والعري بحجة أن التمثال عاري .

 لقطه عاديه جدا للممثل احمد حلمي والدنيا هاجت بسبب شىء تافه حيث ظهر فى خلفيه الصورة زجاجه خمر كأنها قنبله او مدفع رشاش فهل نسينا فى السابق حين كانت اعلانات الخمور منتشره فى اللوحات فى الشوارع وصفحات الجرائد دون معارضه او تحريم !!.

الكاتب يوسف زيدان باحث اراد تصحيح مفاهيم عن بعض زعماء ورموز تاريخيه صلاح الدين الايوبى واحمد عرابى وانقلبت الدنيا باعتباره محرض وتشويه رموز الوطن خلاف الفتاوى الغريبه والشاذه التى تجد قبول من البسطاء والجهال ومع الايام تحولت الى واقع وحقائق ولايتخيل المرء ماكنا عليه فى الماضى القريب من مناظر حضاريه ومشاهد مودرن وجماليه حتى يتضح لنا مدى التخلف والتقهقر والانحدار الى الجاهليه فالمقارنه بين الامس واليوم نعرف مدى الفرق الشاسع بين المدنيه والحضاره وبين التخلف والجهل .

فكان التطور الطبيعى لكثيرين من التدين المظهرى الى التعصب والتشدد والتطرف والوصول الى الارهاب الهدف سبيله الوحيد  الوصول الى الخلافه المزعومه وفرض الفكر الداعشى وقتل الحياه وهدم الدوله المصريه ونشر الفوضى والفلتان كما حدث ايام 25 يناير 2011 للاسف الشديد ان معظم الارهابيين فكريا حاليا هم احرار طلقاء منتشرين فى معظم انحاء الوطن خلاف الموجودين فى المناصب الحكوميه والمدارس والمعاهد الدينيه ينشرون الفكر الاخوانى والسلفى الارهابى.

عندما اراد جمال عبد الناصر تجميد المؤسسه الدينية الازهر قام بتحويله الى جامعه علمية واغدق عليها الاموال لتنفيذ ذلك  ولم يفطن انه اخطأ فالخريجين الاطباء والمهندسين والمدرسين  وصلوا الى أعلى المناصب ولهم  فكرمتشدد كما هو واضح اثناء الحكم الاخوانى من غرائب الامور تمكين الاخوان  والاستيلاء على مفاصل الدوله حتى الان وحيث لم يتم التطهير أو ازاحتهم من مواقعهم .

الزعيم جوزيف ستالن صاحب  القبضة الحديديه فى الاتحاد السوفيتى اراد إعطاء درس عملى فى التعامل مع المعارضين لحكمة فأخذ دجاجة فى يده القوية واخذ نتف ريشها واحده واحده  وهى تتألم وتصرخ من الالآم  ثم اطلقها لتهرب ولكنه امسك بيده قليلاً من الحبوب واخذ يلقى لها وهو يتحرك فاذا بالدجاجه تسير خلفه مطيعه ومنتظره الحبات وتلتقطها  بشغف وهكذا اعطى درسآ عمليآ للمرؤسين في الاسلوب الامثل  للتعامل مع المعارضين.

هؤلاء المنتمين للفكر الارهابى المطلوب فورآ دون التأخير والتباطؤ حرمانهم من المال والسلاح وبعد ذلك يمكن إخضاعهم  ليختفوا  تحت الارض كما كانوا سابقآ منحصرين  داخل الغرف المظلمة لايسمعهم  أحد او يقابلوا الشعب البسيط السهل الانسياق خلفهم وهو الذى لمح له الرئيس السيسى فى المؤتمر فى السعودية بحضور ترامب عندما طالب بتخفيف منابع الاموال عن تلك الجماعات ومنع امدادهم  بالسلاح  ووضح تماما بعد ذلك من التضيق على دويله قطر وتدمير مئات العربات المحمله بالسلاح التى تحاول الهروب من الحدود الغربيه  والقادمه من ليبيا ربما نجح البعض منها ووصلت الى اعوانهم داخل مصر للقيام بالعمليات الارهابيه .

ولاننسى ان ممتلكات واصول الشركات والمصارف والمصانع التابعه للجماعه الارهابيه والاخوان تبلغ بعده مليارات من الجنيهات كانوا  يستخدمونها لاغراضهم الاجراميه

 من هنا نرى ان الذى حدث فى السعوديه من اجراءات واستخدام القبضة الحديدة ضد الفاسدين او المتشددين سوف يكون لها صدى مسموع  وواضح التأثير فى بلادنا  لاتخاذ اجراءات اكثر صرامه وحاسمه ربما نشعر بها خلال فتره ولايتة السيسي الثانية للقضاء على سطوه وهيبه الفكر الارهابى داخل البلاد ومحاربه الارهابيين القادمين من ليبيا بعد هروبهم من سوريا والعراق.

وتضيق الخناق على كل الفكر الاخوانى بمصر خاصة بعد الانتعاش الاقتصادى الحادث وكلما شعر الشعب المصرى  والفئات  الكادحة  بهذا الانتعاش سوف يزيد من المؤيدين بقدره الرئيس السيسى وتناقص واضح فى اعداد المعارضين سواء كانوا سياسيين او سلفين او اخوان ويبدأ فى تغيير واصلاح الفكر المتشدد وتعود مصر فعلآ للإسلام الوسطى ويكون الازهر الشريف مناره دينيه ويكون التدين الخالى من كافة  المظاهرالكاذبة والمغالاه فى السلوك المتعصب المقيت  فلن تجد من يهجم على كنيسه او يعتدى على الابرياء ويصبح ابناء الوطن مثالآ للوحده الوطنية النقية  والعلاقات المحترمه المبنية على الحب والتألف  دون احتكاك او افتعال فتن طائفية فالكل يصلى والكل يمارس شعائره الدينية بكل حريه وامان وسوف تختفى الحراسات على الكنائس التى تحولت الى ثكنات عسكريه  حتى الاديره التى فى الصحراء ونقاط التفتيش تدعوا الى الاسى والحزن وان كان غرضها الحمايه ولكنها تترك اثر سىء فى نفوس المسحيين فى الوقت تتحرك نحو ابرز المزارات الدينيه المسيحيه على خريطه السياحه واعتماد الرحله المقدسه فان الاحساس بالامان والسلام اهم عنصر فى اجتذاب السياح وزياده اعداد السائحين وهذا لايرغب فيه هؤلاء الارهابيون فى الوقت الحالى ويمكن ارتكاب حماقات اجراميه لكننا لدينا ثقة اكيده فى قدره الرئيس عبد الفتاح السيسى ونؤيده فى الترشح لفتره ثانيه استكمالا  لمسيرته فى الاصلاح والخطط المستقبليه لتعود مصرنا الجميله المشرقه مرة اخرى ... مصر ومشرقة ورب ضاره نافعه .