الإعلامية إلهام فهمى تكتب : ارواح موؤدة .. و للموت .. اكثر من معنى ..!

الإعلامية إلهام فهمى تكتب : ارواح موؤدة .. و للموت .. اكثر من معنى ..!
الإعلامية إلهام فهمى تكتب : ارواح موؤدة .. و للموت .. اكثر من معنى ..!

 

صمت وسكون ، جمود وثبات وعزلة ، تسليم واستسلام لشبح الموت الذى يثقل المكان ، شعور بالرهبة وكأنك مررت بالمقابر ، فهى لا تختلف كثيرا ، فمن هنا ايضا ارواح قتلت ودفنت واللقب احياء ، فاليوم مثل الامس مثل غدا ، أوقات وايام وساعات تمضى بطيئة ، والجميع فى انتظار الموت الجسدى ، أما الروح فتم وأدها وقتلت بفعل فاعل ..! فمن الفاعل .. هم فلذات اكبادهم ..! _ لو تأمل كل منا نفسه كإنسان ، من جهة أحاسيسه وحبه للحياه وتمسكه بها ، فمن المفترض أن ذلك الاحساس لا يتغير أو يختلف من فترة طفولته عن فترة شبابة عن ايضا فترة الشيخوخة ، وذلك بالفطرة وفى الظروف الطبيعية ، انما من يعمل على تغيير أو اختلاف تلك المشاعر والأحاسيس التى ولدت معه بالفطرة من حب الحياه والتمسك بوجوده ، هم فقط من حوله و المقربين له ، فهم وحدهم من قتلوا به حب الحياه وخلقوا منه ميت على قيدها ، وذلك بإهمالهم واشعارهم له بعدم أهميته وأنه أصبح عبء مثقل لكاهلهم ، وحان وقت انتهاء صلاحيته ومن ثمة إيداعه بالمنفى..! _ جعلوا منه زاهد فى الحياة ، يشعر وكأنه منبوذ غير مرغوب به ، تصير أمنيته فى الحياه هى الموت والموت فقط ... وممن ؟! _ من أبنائه فلذات اكباده... _ فما اصعب من أن تشعر بأن من هم قطعة منك يتمنون موتك ، وانت من أضاع العمر من أجلهم ، وانت تراهم أمام اعينك يكبرون ويحققون ذاتهم ، فترى بهم نفسك التى لم تحققها لذاتك ، فكل خط ومنحنى خطه الزمن على وجهك ، هو يحكى قصة حب وتفانى وبذل وتضحية ، فأبدآ لم يكتفون بما رسمته الشيخوخة من ملامحها على وجهك ، فتراهم يكافؤك بجعلها تمتد لتسكن وجدانك وقلبك ، ناسين ناكرين جاحدين كل ما كان من أجلهم ..! _ وفى صورة من اشد صور القسوة ، تراهم ملقين بك فى المنفى ، دور رعاية المسنين ، وكأنك أصبحت من النفايات منتهى الصلاحية ..! _ تلك الدور التى أنشأت فى الاصل لظروف محددة ، وهى محصورة فى ثلاث حالات بعينها ، منها حالة المسن والمسنة الذين لم يكرمهم الله بنعمة البنون ، كذلك المسن والمسنة الذين أكرمهم الله بالأبناء ولكن توفاهم الله سبحانه ، أما الحالة الثالثة فهى للمسن أو المسنة الذين لم يتزوجوا ، وبالتالى لم يكن لديهم أبناء يوفروا لهم الرعاية ، الا اننا نرى وقد تغيرت المعايير والمقاييس ، وأصبح التخلص من الآباء فى كبرهم هو السمة الغالبة عند البعض ، وقد يكون الدافع الوحيد فقط هو التفرغ للذات وملذات الحياه ، وإزاحة تلك العبء والعائق الذين يمثلونه لهم ، وذلك بالقائهم بدور الرعاية والتخلص من المسؤلية _ وما أصعبها من مرارة وقسوة ، عندما تصبح بلا حول ولا قوة ، فاقد القرار فى مصيرك ، فى اختياراتك ، موجه إلى حيث لا تعلم أو لا ترغب ، مسير لا مخير ، مشاعرك ، احاسيسك ، لا تمثل لهم شىء ولا يعبأ بها ، فتمضى مسلوب الإرادة ، منكس الرأس والكاهل ، وانت تنظر الى الخلف فى نظرة وداع اخير تبكيك الجدران وتبكيها ، ماضيا الى منفاك الأخير ، جريح ، قتيل والقاتل .... .... هو قطعة منك !!