إدوارد فيلبس جرجس يكتب: الثقافة والفكر من خلف النقاب

إدوارد فيلبس جرجس يكتب: الثقافة والفكر من خلف النقاب
إدوارد فيلبس جرجس يكتب: الثقافة والفكر من خلف النقاب

سهل أن نكتب العنوان ، لكن الغوص فيه لتوضيح المقصود منه قد تحيطه صعوبة الفهم إن لم ننظر  إلى الموضوع بحيادية تامه وذهن متفتح ومن أجل الإفادة ، شأنه شأن أي موضوع يتعلق بالعقل وتوابعه ، أو اللاعقل وتوابعه . كلمة العقل أساسها الله ، الله عقل غير محدود ، وخلق الإنسان بعقله المحدود ولا قياس له بالنسبة لعدم محدودية العقل الإلهي .

والأديان تؤكد أن الإنسان كان بعقله منذ اللحظة الأولى ، خلق آدم ، ثم خلق حواء ، وقصة الخلق  أظهرت أن الله أوكل إلى آدم تسمية الحيوانات وهذا فعل عقلي بحت ، وعملية الخطيئة أظهرت أن حواء كانت تتمتع بالعقل أيضاً وبجانبه الفكر بغض النظر عن نوعية هذا الفكر سواء كان اتجاهه للخير أو للشر . وأيضا جاءت بعدها خطيئة قايين بقتله شقيقه هابيل وما يتبعها من فكر عقلي وسؤال أوصله لجريمته ، لماذا قبل الله تقدمة هابيل ولم يقبل تقدمته فولد بداخله الحقد الدموي ؟! ، وهكذا سار الإنسان من القديم مارا بعصور مختلفة حتى عصرنا الحديث وهو يحمل ما يسمى بالعقل ، وما تولد عنه يسمى الفكر سواء كان قليلاً أو كثيراً أوحتى منعدم ، الثقافة والفكر هما موضوعي الدائم للحديث لأن على ركائزهما تقوم الدول والمجتمعات والحضارات . ومن أجل الحق في مصداقية القلم يجب أن أتحدث عن العنوان كمسمى ، أو ما الذي أوحى لي بفكرة " الثقافة والفكر خلف النقاب " ، مشهد رأيته منذ أكثر من عام وأنا في مصر ، كنت مدعوا من صديق عزيز في الإسكندرية على الغداء في أحد المطاعم الشهيرة بالطعام البحري والأسماك ، ومن باب الذوقيات لم أشأ أن أخبره بأنني لا أحب أكل المطاعم والأدهى أنه بيني وبين الأسماك عدم استلطاف ، ذهبت كمجاملة ، لكنني لم أتوقع أنني سأخرج منه بمشهد سيظل لاصقا بذهني طوال هذه الفترة وأخرجه كعنوان . رجل بجلباب أبيض ولحية ومعه سيدة منتقبة هي زوجته بالطبع ، وحتى هذه اللحظة كانت الأمور عادية لأن هذا المشهد يتكرر كثيرا وأنا موجود بمصر فهذه النوعيات موجودة بكثرة ، لكن أحيانا تشدنا صورة فجة لا يمكن للعينين تجاهلها ، حقيقي لم أكن أقصد التلصص عليهما ، لكن كما قلت المشهد باغت عيني ، عندما وضِعت الوجبة أمامهما وبدأت السيدة المنتقبة في تناولها ، وكمشهد صاعق امتدت يدها التي ترتدي القفاز إلى السمك وقد تركت الشوكة والسكين جانبا وأمسكت بالقطعة لتدخل بها أسفل النقاب إلى فمها ، ثم تعيد الكرة ، شعرت بقشعريرة تمتد ليس إلى بدني لكنها ذهبت مباشرة إلى عقلي ، مازحت صديقي المتفتح ببعض الكلمات وضحكنا ، لكن المشهد ظل عالقا برأسي طوال هذه الفترة الطويلة وكنت أنوي أن يكون نواة لقصة قصيرة أو كمشهد لرواية طويلة ، لكن شاءت الظروف أن يبقى إلى هذا العنوان وكأنه مرسوم عليه ، ليس كحديث أو تعليق عن النقاب فهذا لا يعنيني ، لكن كضوء ساطع اخترق عيني فأتعبها  وفتح أمامي الحديث عن الثقافة والفكر وكيف يمكن أن يتواريا عن عقول البشر كما تتوارى هذه الوجوه الآدمية خليقة الله خلف هذا الساتر النقابي تحت مسمى العورة  وجمعها العورات كمصطلح أجمع عليه بشر تدنى فكرهم إلى الحضيض هذا إذا كان موجوداً من أصله . وكما قلت لا تعنيني لا هي ولا نقابها ، لكن كتشبيه أو توضيح بأن الثقافة والفكر يمكن أن يختفيا أسفل نقاب من صنع الإنسان نفسه أو نتيجة لأنظمة لم تهتم كثيرا بشعوبها أو بيئة لم تخرج من مستنقعات الجهل ، وقد نسينا أو تناسينا أو لم نتعلم بقصد أو غير قصد من قفزات التقدم التي قفزها العالم حولنا وأن الثقافة والفكر هما ضرورة المرحلة القادمة إذا كنا بالفعل نسعي إلى تلامس الأكتاف مع هذا العالم ، فالثقافة والفكر الحر ، من أبرز المفاهيم العصرية المتداولة حالياً في المجتمعات الإنسانية ، هذه المفاهيم  يسعى البشر إلى تطويرها وتنميتها والنهوض بها ، لأنها تشكل عاملاً أساسياً في نهضة وارتقاء الأفراد والصعود بهم إلى المستوى الذي يحقق الإيجابيات المجتمعية والدولية . وإذا عدت لمشهد السيدة المنتقبة أنا لا أستطيع الحكم عليها بأنها أُمية أو جاهلة ، فقد تكون حاصلة على شهادة عليا وقد تقفز إلى ما بعد العليا فالكثير من الذين يقومون بالتدريس في الجامعات منتقبات ، وليس بعيدا القرار الذي اتخذه الدكتور" جابر نصار " عندما كان رئيسا لجامعة القاهرة بمنع النقاب من هيئة التدريس ونتذكر ما سببه هذا القرار من اعتراضات بالجملة لإناس يحملون نفس الثقافة والفكر المنتقب خلف شهادة تعليمية غير معلوم كيفية الحصول عليها !! ، إذن فالربط بين الأستاذة الجامعية المنتقبه وسيدة المطعم حتى لو كانت جاهلة أصبح سهلا ، إحداهما تحمل أعلى الشهادات وأخرى جاهلة أو أمية لكنهما اشتركا في الثقافة والفكر المنتقب ، ومن المؤكد أن  سلوك سيدة المطعم في تناولها للطعام حتى لا تكشف عن كفها أو وجهها  ستفعله الحاملة لأعلى الشهادات لأن الثقافة والفكر منعدمان في الاثنتين ، ستسلكان سلوكا واحدا لأن العلم لم يعط التنويرللمتعلمة تجاه السلوكيات المجتمعية واعتقدت أن تعرية الكف أو رفع النقاب لكي تتمكن من أن تأكل بطريقة نظيفة ومهذبة هو ما زرعوه في رأسها على أنه من أشد أنواع الحرام ، نفس هذه الثقافة أوهذا الفكر يوجد عند الجاهلة أو الأمية سواء كان بالإجبار أو الإقناع ، الحالتان نستطيع أن نقول وبمنتهى العفوية أن الثقافة والفكرهما اللذان خلف النقاب الجاهل وليس النقاب الديني مع التأكيد بأن الدين لا يوجد به ما يسمى بالنقاب أو التنقب ، لكنه انعدام ثقافي وانحراف فكري ، لأن المفهوم العام للثقافة أنها القدرات المعرفية والفكرية لدى المفكرين والدارسين والقارئين " بجميع مستوياتهم " التي تمنحهم إدراكا  وإحاطة جيدة بالأمور ، وتتيح لهم الفرصة لفهم الواقع الذي يعيشون فيه بشكل جيد والإحاطة به ، والحصول على أكبر قدر من المعارف الإنسانية لتتولد منها المجتمعات الإنسانية  ، التي تؤمن باستقلالية وحرية الفكر إلى حد بعيد أو مطلق بالمقارنة بالمجتمعات التي تقوم على التسلط ، وتتبع لسيطرة مجموعة من الأفراد ، أو تخضع لحكم الموروثات الاجتماعية والتقليدية المختلفة ، ولهذا وكنتيجة واضحة جدا نجد أن المفاهيم الثقافية والفكرية ساطعة كالشمس في الدول المتقدمة كما هو الحال في معظم الدول الأوربية بعكس دول العالم الثالث أو الدول النامية . ولكي أوضح ما معنى المقصود من أن الثقافة والفكر خلف النقاب ، يجب أن أسير في ثلاثة اتجاهات أو محاور ، الأول المجتمع  ، الثاني الثقافة ، الثالث الشخص المثقف نفسه ، الأرتباط وثيق بينهم ، فهل هناك قدرة للمثقف على صناعة المجتمع المتمدن وما هو دور الثقافة في هذا المجال ، وما هو دور المجتمع في الوصول إلى هذا الهدف ، ومن هذا المنطلق دعونا أولا أن نعرف كل محور من المحاور الثلاثة التي لا يمكن فصلها عن بعضها لأن التشابك بينها متين وقوي . المجتمع : هو عبارة عن مجموعة من الأفراد تعيش في موقع معين تربط بينها علاقات ثقافية واجتماعية متجانسة ، مجتمعنا المصري مجتمع به عقيدتين المسيحية والإسلامية وكل عقيدة قد يكون لها طقوسها التي تؤثر على الشكل المجتمعي ، لكن الارتباط في العادات والتقاليد تحكمه ألاف السنين .                                                   

الثقافة : هي كلمة قديمة وعريقة في العربية ، فهي تعني صقل النفس والمنطق وكلمة " ثقف نفسه " في المعجم أي صار حاذقا فطناً .                                            

المثقف : كلمة المثقف في اللغة تعني القلم المبري ومنه اشتقت كلمة المثقف كصفة للإنسان حيث أنه يقوم نفسه بتعلم أمور جديدة كما هو حال القلم عندما يتم بريه ، ولطالما استخدمت كلمة الثقافة في عصرنا الحديث للدلالة على الرقي الفكري والأدبي والاجتماعي . والمثقف بحسب المثقفين أنفسهم أو أصحاب الكلمة بشكل عام ، هو حامل العقل الراجح والرأي الناجع ، الذي يمكنه أن يطور حياته الفردية من خلال عقله المتنور وأفكاره المتوقدة، ولا شك أنه يؤثر في أشخاص آخرين من المجتمع ، وباجتماع عدد من المثقفين يمكن أن يتشكل تيار ثقافي أو رأي قد يناسب المجتمع في حال كونه مناسبا ومتطابقا مع أفكار المجتمع وأساسياته ، فيكون هنا دور المثقف فاعلا وربما يُسهم الى حد بعيد في صناعة المجتمع المثقف أو المتحضّر أو المتمدن ، فهذه المفاهيم متقاربة من بعضها من حيث المعنى والهدف . وبعد ان اطلعنا على مفاهيم المفردات والركائز التي يمكنها أن تشترك في تطوير المجتمع ، يمكن أن نذهب الى بعض الأسباب التي تمنع المجتمع من الانتقال الى المدنية والإغراق في كل ظواهر ومؤشرات المجتمع المتخلف ، ومنها مثلا، التطرف، والتعصّب، والانغلاق، ومن ثم العنف، ومنع وصول العلم الى أفراد المجتمع لأسباب تعود الى اعتماد قيم أو عادات بالية، وعندما نبحث في الأسباب ، فإننا سوف نجد تأثيرات معينة تسهم بطريقة أو أخرى في تعويق تمدّن المجتمع ، وتعود بنا إلى العنوان " الثقافة والفكر خلف النقاب " ، وقد يكون من الأسباب التي يشار لها في هذه الناحية ، التطور المادي الذي حدث في المجتمع بعد عصر الانفتاح والذي طغى على التطور الفكري ، فالتطور المادي إذا لم يرافقه تطور فكري سوف ينعكس ذلك على حالة او درجة التمدن التي يعيشها المجتمع ، لقد كان الجيران والأقرباء فيما مضى يتزاورون ، ويقضون ساعات طويلة في الحديث ، فتتفاعل مشاعرهم ، ويتواصل بعضهم مع بعض ، وبعد دخول التلفزيون الى البيوت ، أصبح الناس قليلو الاختلاط والتزاور، فإنّهم يقضون ساعات من اليوم حول التلفزيون ، وكان الناس قبل تعقيدات الحياة المادية والعمل المتواصل ، يجدون وقتاً كافياً للعلاقات الاجتماعية ، وللضيافة وزيارة الأصدقاء والأقرباء ، لكن بعدما طرأ على الحياة من تعقيدات ومشاكل ، تضاءلت هذه العلاقات الحسنة ، وخسر الإنسان تلك الروح الاجتماعية البنّاءة ، أما الأسباب فهي تكمن في اللهاث صوب المادة ، ونسيان الجانب الفكري الذي يسهم في تركيز مدنية المجتمع . ولكي نتغلّب على هذه الظاهرة السلبية في الحياة المادية، لا بدّ من أن نوسِّع علاقاتنا مع الأصدقاء والأهل والأقرباء والجيران، وفي هذا المجال ينبغي أن يحضر دور المثقف بصورة فعالة من أجل تغليب المعنوي الأخلاقي على المادي ، فهذا بحد ذاته يسهم في بناء المجتمع المتمدن، علما أن الإنسان المثقّف ، هو إنسان اجتماعي ، يعرف كيف يعيش مع المجتمع ويتعامل بإيجابية مع الآخرين ، ويؤثر فيهم بصورة جيدة ، ويمكن أن يغير نظرتهم للحياة من مادية بحتة لاهثة خلف المال بكل الطرق والوسائل ، الى نمط سلوكي متفاعل إنساني وأخلاقي متمدن ، ومن هنا أسأل كيف نوجد المثقف في بلادنا الذي يمكن أن يكون دعامة للمجتمع وليس مخربا ، الذي يفكر في الغد ويترك النظرة التي لم تخرج عن حدود خطوة القدم حتى الآن ، الذي يكون عضوا فعالا في المجتمع وليس خاملا وكل فكره متجه إلى التعقيدات الفكرية الناشئة من النظرة الضيقة للإنسان وتقييمه حسب عقيدته ولا شئ غيرها . هذه تحتاج إلى عملية بناء للإنسان المصري من جديد بكل ما تحمله كلمة بنيان من معنى ، الذي يستلزم الأساس القوي للنشأ الحديث لأن ما بني على باطل فهو باطل وهذا ما سرنا عليه منذ عام 1952 وحتى الآن . دعونا نأمل في الغد وفي الثقافة والفكر والإنسان المثقف .   

 

   

الثقافة عونا للسلاح في مقاومة الإرهاب

*******************************

أتحدث هنا عن الثقافة كسلاح ماض وحتمى لمواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه وكخط دفاع صلب لمنع تسلل هذا الفيروس للأجيال المقبلة ، فالمواجهة العسكرية التى تديرها قواتنا المسلحة فى العملية سيناء 2018 وكذا جهود الشرطة فى تتبع خلايا الإرهاب والتطرف وتوجيه الضربات الاستباقية لها، ستقضى على الجيل الحالى من الإرهابيين وستقطع خطوط اتصالهم بداعميهم فى الخارج ، لكن البذرة الإرهابية موجودة وقائمة فى فكرة شيطانية والقائمون عليها بالرعاية والتوجيه والدعم سواء كانوا فى الغرب أو فى الشرق ، لابد من مواجهتهم بأفكار مضادة وثقافة مضادة وإبداع مضاد بالتوازى مع العمليات العسكرية الجارية ، فهل يمكن أن نقول ونحن مطمئنون أن الجهود الثقافية لإدارة الحرب الفكرية والإبداعية والفنية على الإرهاب على نفس الموجة مع جهود القوات المسلحة والشرطة؟ وحتى نوضح أكثر، هل تقوم الوزارات والهيئات المعنية بجهودها فى التوعية من خلال الوسائط الفكرية والثقافية والتوعوية والفنية والأدبية بشكل حاسم ومكثف على غرار القوات المسلحة والشرطة؟ هل لدينا مثلا العملية سيناء 2018 فى الأزهر الشريف بوسائله ودعاته ومناهجه ومؤلفاته؟ بأن نرى قوافل دعوية فى المحافظات والقرى والنجوع وأن نرى رجال الدين المتنورين يأسسون عشرات الصفحات على مواقع التواصل للاجتماعى لمخاطبة الشباب ويستحدثون برامج على القنوات الفضائية لإيصال العلم الصحيح ولمواجهة خطاب  التطرف والإرهاب؟ , وهل لدينا مثلا العملية سيناء 2018 فى وزارة الثقافة من خلال سلاسل كتب المواجهة على غرار ما كان يحدث فى التسعينيات؟ وهل لدينا مثلا من خلال هيئة قصور الثقافة مهرجان للمسرح فى الأقاليم أو مسابقة على مستوى مراكز ومدن مصر يكون موضوعها مواجهة الإرهاب بالمسرح مع إطلاق طاقات شباب المسرحيين فى طول مصر وعرضها ليبدعوا نصوصا وموسيقى وفرجة مسرحية لمواجهة الإرهاب؟ . وهل لدينا مثلا العملية سيناء  2018، بديلاً عن الثرثرة المستمرة عن إعادة هيكلة ماسبيرو وعدد موظفى ماسبيرو قائمون أصحاب فكر وثقافة لإحياء أفلام التلفزيون ومسرح التلفزيون كنوع من الإنقاذ لمؤسسة التليفزيون المصرى وفى إطار الحرب الحتمية والضرورية على الإرهاب ، على أن تجمع أفلام التليفزيون كبار وشباب المؤلفين والمخرجين والفنانيين لإطلاق خطاب جديد بلغة الواقع الراهن لمواجهة جذور التطرف والإرهاب ، وأن يتم تسويق هذه الأعمال بشكل جيد فى الداخل والخارج  . حقيقي ، نحن جميعا نفرح ونفخر بجهود القوات المسلحة والشرطة فى مواجهة الإرهاب ، لكننا فى مجالات عملنا وتخصصنا لا يكفى أن نقف ونصفق للجيش والشرطة فى معركتهما مع الإرهاب على الأرض بينما نحن لا ندير معاركنا على أرضنا التخصصية فى الإعلام أو الشأن الثقافى والفنى أو فى تجديد الخطاب الدينى، فجميعها مجالات تحتاج لتخطيط وإدارة ومواجهة للفكر المتطرف حتى نحمى أجيالنا المقبلة من هذا الفيروس الخطير، خاصة وأن هناك دولا وأجهزة استخبارات كبرى تستخدمه لتدمير مجتمعاتنا .      

 

إدوارد فيلبس جرجس

edwardgirges@yahoo.com

**********************