محيى الدين إبراهيم يكتب: تصورات ( شخصية ) عن الحزن والفرح

محيى الدين إبراهيم يكتب: تصورات ( شخصية ) عن الحزن والفرح
محيى الدين إبراهيم يكتب: تصورات ( شخصية ) عن الحزن والفرح

الإنسان تتحكم فيه إشارة بث إلهية .. إشارة أقرب للإشارة الكهربية المغناطيسية .. إشارة تتأثر إيجاباً وسلباً بكل ما يدور في محيطها من موجات كونية .. وأخطر بث هو البث الكهرومغناطيسي بين إنسان وإنسان .. إنسان يجذبك فتحكي له دون توقف .. وإنسان يختزلك فتتحجر ولا تستطيع التلفظ في ( حضرته ) .. وكتأثير القمر علينا بالمد والجزر .. المد الإنساني هو أختيار المجتمع المغمور بالفرح .. اختيار الصحبة التي تغلب عليها الابتسام والبساطة والعفو .. اختيار الصديق الذي يصيب إصابة صادقة في انفعالات مشاعرك ويحتويك .. جميعنا يحلم بزوجة خفيفة الظل أو زوج كريم الخلق ثم يتزوج بلا أدني مجهود في اختبار ذلك الشخص الذي سيرتبط به العمر كله .. يختار الرجل المرأة الجميلة فيجد في روحها قبح العالم .. وتختار المرأة أول من يتقدم لها لتتفاخر بزواجها المبكر وهي في سن صغيرة دون أي اعتبار لشخصية هذا الرجل الذي في أغلب الأحيان يكون أشد إيلاما من الموت انتحاراً عند امرأة لا تملك أي خبرة في عالم الرجال .. المدهش أن هؤلاء بعد حدوث الكارثة وظهور المحيط المجتمعي .. الصحبة .. الصديق .. الزوج .. على حقيقته الشريرة .. ننكر أننا أصحاب السبب الرئيس .. ونزيد الطين بله بتقمص دور الضحية .. ثم نقضي المتبقي من أعمارنا في حزن عظيم .. كآبة .. فقد مستمر .. دون أدنى مقاومة .. دون أي ثورة .. دون أي ( انسلاخ ) .. لم نتربى في مجتمعنا المجهد على ثقافة الانسلاخ وإنما على ثقافة الاستعباد .. استعباد المرأة لصالح الرجل .. واستعباد الرجل لصالح رجل .. استعباد يتمثل في إن يجبرني الأب .. الأم .. الأخ .. الصديق .. المجتمع كله .. أن أفعل ما لا طاقة لي به .. أو ما لا خبرة لي به .. كنوع من ( استغلال ) طبيعتي الفطرية .. البريئة .. المتسامحة .. فيجبروا الفتاة الطيبة على الزواج من ( مجرم ) .. ويجبروا الرجل على الزواج بالثانية والثالثة والرابعة لتأتي له بالولد الذكر .. أعراف فاسدة وعادات سقيمة إن لم نقاومها بالاختيار الحر المتوافق مع طبيعتنا وأدواتنا النفسية فلا نلوم إلا أنفسنا .. وإذا لم أتمكن من التعبير عن روحي .. نفسي .. شخصيتي .. سيبتلعني المجتمع .. وستبتلعني عائلتي .. وسيستغلني أقرب الأصدقاء إلى نفسي .. ولن أكون محترماً بين أبنائي .. لا يجب أن نشكك في طريقة تفكيرنا .. فقراري الخطأ مع تحملي مسئولية ذلك الخطأ سيكون ( الدافع العظيم ) لتصحيحه والمضي قدماً .. أما قراري الذي دفعت فيه دفعاً من أب أو أم أو أخ أو صديق .. ولا أملك خبرته وأدواته .. فسيتم استغلالي فيه .. ودائما سألقى تبعة فشلي عليهم .. ومن فشل إلى فشل تتجسد في نفسي مشاعر تحولي إلى ضحية .. ومن ضحية إلى ضحية .. أستسلم .. أخضع .. أنسحق .. رغم أني كنت ذات يوم طموح .. مثابر .. مشرق .. فلتسقط كل نفس قريب أو غريب خانها ( تكبرها ) في معرفة ما نريد .. ودفعتنا لما لا نريد !!

في النهاية .. علينا ترميم أنفسنا بمنتهى الكبرياء ولو خسرنا في ذلك أقرب الناس إلينا ممن كانوا حجر عثرة في تراجع الفرح .. الحرية .. الرضا .. إن فعلناها سنكون سبباً في استجلاب السعادة من موطنها الأصلي البعيد لتأتينا راكعة نأمرها فتطيع !!

 

 

تأثير الأكوان الموازية على تغير الذات لذات أخرى !!

قد تكون أنت لست أنت !! .. وربما أنت أنت !! .. ومن ثم فإنني أتصور .. أن النفس الأولى والوحيدة هي ( نفس آدم ) هي التي تم النفخ فيها من روح الله دون غيرها .. ثم خلق منها حواء .. ثم ( بث ) منهما البشر .. ذلك البث يمكن أن يكون متعدد لا نهائي في أكوان مستقلة متعددة .. أو قد يكون له انعكاسات لا نهائية في أكوان منعكسة وموازية لا نهائية .. مسألة أشبه بتجربة المصباح والمرايا فتزيد شدة الاستضاءة وكأن المصباح صار عشرات المصابيح بسبب انعكاسه عشرات المرات .. لكن المعضلة هي أنه لو كان البث متعدد فإن كل وحده منه ستكون لها إرادة حرة مستقلة عن الوحدات الأخرى .. بمعنى أن إنسان وحدة البث رقم واحد يكون له إرادة وشخصية مغايرة له تماماً عن إرادة وشخصية وحدة البث رقم اثنان في الكون ورقم ثلاثة وأربعة وعشرين ومائة ومليون .. والمشكلة لو تداخلت الأكوان في لحظة زمنية .. في ومضة .. في جزء من الفيمتو ثانية .. ماذا سيحدث؟ .. ربما سيتم استبدال إنسان الكون ( ا ) بإنسان الكون ( ب ) أو ( ج ) أو ( س ) دون أن يشعر الإنسان أنه تم استبداله .. وربما يشعر إنسان آخر بعملية الاستبدال .. الزوجة مثلاً ربما تشعر أن زوجها الودود صار عنيفاً .. أو الزوج ربما يأتي عليه يوم يشعر أن زوجته قد صار لها طقوس غريبة غير التي يعرفها منذ زواجه بها .. أو يخرج الابن الطيب الخلوق في نزهة ثم يعود شخصاً آخر بلطجي .. هناك تأثير اسمه تأثير مانديلا يشرح هذا بتفصيل ممل وقد أطلق عليه هذا الاسم نظراً لأن هناك من كانوا شركاء نيلسون مانديللا في السجن وشهدوا أنه مات عام 1989 بينما العالم شاهد مانديللا وهو يموت عام 2013 م أي أن مانديللا الذي عاش بين البشر منذ عام 1989 وحتى عام 2013 هو مانديللا آخر .. من كون موازي آخر .. شبيه مانديللا اخترق عالمنا من عالم آخر لا نعرفه !! ..ولقد أطلق العلماء الأمريكان والأوروبيين نظرية أو تأثير مانديللا بعد ظهورات وأحداث غريبة وغير منطقية لاحت في الكون من حولنا من أثر تلاعب أوروبا في ( الزمان ) بالاختبارات التي تجريها على ( إلكترون الرب أو إلكترون الإله ) منذ عام 1995 والتي يؤكد بعض العلماء أنها حولت بعض الأكوان الموازية من التوازي الأفقي للتوازي العمودي وهذا يمكن له أن يسبب تداخل مجموعة من الأكوان المتوازية في حزمة واحدة في نفس الزمن .. نفس اللحظة .. مما يؤدي لتواجد عدة ( وحدات ) إنسانية من نفس الشخص ( بث متعدد الوجه - أشبة بمجموعة من أجهزة الراديو من نوع واحد ومن إنتاج نفس الشركة ولها نفس السيريال نمبر .. وبعدما كان كل جهاز منها موجوداً في مدينة مستقلة وبعيدة عن الأخرى صارت كل الأجهزة متراكمة مع بعضها في غرفة وحيدة وواحدة وتتلقى نفس بث الإشارة من الإذاعة الأم .. بث واحد .. موجة واحدة !! ) .. ولنا أن نتخيل أن أجهزة الراديو تلك هي نفس الشخص .. نفس الإنسان .. ولكن بدلاً من أن كل ( وحدة ) منه كانت في كون مستقل .. وكل كون بعيد عن الآخر .. صارت كل وحدات هذا الإنسان متراكمة داخل كون واحد .. كارثة !! .. أما إذا كانت المسألة هي انعكاس للبث الرئيس الأصلي فهذا يعني أن الأكوان الموازية هي انعكاس للكون الأصلي وأن إرادة وشخصية الإنسان في الأكوان المعاكسة هي نفس إرادة وشخصية الإنسان في الكون الأصلي مع فرق ( إزاحة ) بسيط .. يعني إنسان الكون الأصلي يعيش عام 2018 بينما انعكاسه في كون ( ا ) ربما يعيش في عام 1900 وانعكاسه في كون ( ب ) ربما يعيش في عام 2895 .. وانعكاسه في كون ( س ) ربما يعيش في عام 500 قبل الميلاد مثلاً .. فلو حدث تداخل في أشعة البث بين الكون الرئيس وانعكاس أو أثنين من انعكاساته للأمام أو الخلف .. سيتأثر بها البث الرئيس .. فيرى ماضيه أو حاضره في انعكاسه داخل زمن قبله أو بعده فيظن أنها تعدد حيوات فينتابه الحزن المفاجئ أو الفرح المفاجئ أو الموت المفاجئ أو الفقر .. الغنى .. المرض .. الطلاق .. الزواج .. ستنتابه أحداث لم يتوقعها من تأثير سقوط انعكاسه الحي على الكون المنعكس الموازي للكون الأصلي .. وربما هي كذلك .. وربما ليست كذلك على الإطلاق !!.

في هجرة الطيور تعلن الجغرافيا عن برودة المكان حتى تعود .. فتلملم الجغرافيا بالعودة أشلاء ما تبقى لها من فرح .. أشلاء ما كان غائراً في أعماق جبال الثلج .. ففي شروق الربيع صلاة أخرى .. ميلاد آخر .. كأنه نبي !!

احتمالية عدم وجود ( كون ) يمكن لنا أن ندرك وجوده ومن ثم إدراك أننا جزء منه .. مسألة تحتاج لكثير من التأمل؟؟ وسؤال واحد: هل نحن على قيد الوجود بالفعل أم أن الوجود نفسه مجرد فرضية أقرها الإله .. لكنه إقراراً خارج الوعي المادي الذي نظن أننا ماثلين فيه وهو لم يكن بعد .. لم يتم تفعيله .. مازال قيد الاختبار .. مازال بين كن .. فيكون ؟؟!!

 

السلام مرحلة متقدمة من مراحل السعادة لا ينكرها إلا ضال .. والعشق هالة وجود لا تتم بدونها الحياة .. والحركة .. انفعال السلام بالعشق في اتجاة واحد .. ليوليانك قِبْلةً ترضاها !!

حين تتناثر لغة الحس في معنى الحضور .. وحركة الكلمة في سكن الرحمات .. ويتم اختزال قوانين الطبيعة كلها في قانون الطفو .. تحلق الروح في سماء التجلي .. فتتبدل قوارب الحزن لسفن الفرح .. معلنة عن بزوغ نور .. ظهور أرض .. نبته وجود .. حلم .. ضحكة طفل .. بارقة .. و .. ابتهال !!

للحدود جهات .. وللجهات أمكنة .. وللأمكنة فواصل .. وللفواصل نسبة .. وللنسبة تمايز .. وللتمايز هوى .. وللهوى تقلب .. وللتقلب شهوة .. وللشهوة فناء .. فإن تقلب القلب في شهوة تمايز النسبة انفصلت الروح في الظلمة .. حيث لا حد .. لا جهة .. لا مكان !!

حتى الرجوع للخلف .. يحتاج لمحرك قوي !!