بلا مجاملة د. هاني توفيق يكتب: الأكاديمية

بلا مجاملة د. هاني توفيق يكتب: الأكاديمية
بلا مجاملة د. هاني توفيق يكتب: الأكاديمية

الى هنا والخبر عادى ممكن ان يكون مجرد دعايه للفنانه ولكن استرسل الخبر في شرح ما قامت به الفنانه من تدريبات إعداد ممثل هى وزميله لها للتجهيز لتصوير مسلسل من بطولتها وأسهبت الفنانه في وصف المدرب وعبقريته حتى انها قررت ان تدعوه لعمل هذه الكورسات فى للقاهره.

وهنا انتابتنى الدهشة ان تكون فنانه لها هذه القامه الفنيه تنبهر بكورسات إعداد ممثل في ورشه عاديه . هذه الورش ليست جديده في أمريكاو أيضا الانبهار التى تحدثت به عن المدرب الامريكى حتى وصفته بالساحر هذا غير طبيعى لفنانه لها ثقل فنى لسنوات.

ذلك دفعنى الى ان ا بحث أسباب هذا الانبهار الغير مبرر من هذه الفنانه المرموقة وليتنى لم افعل لقد كانت الحقيقه مخيبه للامال .

أكاديمية الفنون كانت احدى الصروح الثقافية والفنية على مستوى الشرق الأوسط تجمع معهد الفنون المسرحية و معهد السينما والموسيقى والباليه لم يكن في الشرق الأوسط ما يضاهى هذا الصرح الفنى والثقافى لذلك تجد طلاب من جميع انحاء البلاد ألعربيه وخصوصا في معهدى السنيما والفنون المسرحية .

معهد الفنون المسرحيه كان حلم أى ممثل شاب للالتحاق به كان بوابه الشباب للاحتراف وكان ليس بالسهل الالتحاق به لان المعهد يقوم بعمل اختبرات تحريرية وعمليه صعبه مثلا تتم اختبارات ل 3000 متقدم لاختيار 30 فرد .

يقوم بالتدريس في المعهد العالى للفنون المسرحيه باقه من الأساتذة الفنانين المرموقين في المجال الفنى ليس فقط مجال التمثيل بل كل مجالات الفن المسرحى من ديكور ومكياج وخلافه من الأدوات المسرحيه وكان لى الشرف ان أتتلمذ على يد بعض من هذه القامات الفنيه مما كان لهم الفضل في ترسيخ الاسس الفنيه والثقافية التى مهدت لى الطريق للتفوق على اقرانى في مرحلة الدراسات العليا التى قمت بها في اكبر الجامعات الامريكيه.

ولكن تاتى الرياح بما لا تشتهى السفن بعدما بدأت البيروقراطيه الحكومية تتسلل الى هذا الصرح الفنى واولها كان لابد من ان يكون كوادر التدريس في المعهد من حاملى الدكتوراه أو ما يعادلها ولكن من أين لهولاء الفنانين لهذه الدرجه العلميه وكانت هذه بدايه النهايه وبالطبع عمل ترزيه القوانين البيروقراطيه على إيجاد مخرج لهذه المعضلة ولكن بالنسبة لهم كان الحل بسيط وهو استغلال كلمه أو مايعدلها لحل هذه المشكلة لذلك قرروا بما ان لا توجد شهاده دكتوراه في التمثيل والإخراج فيكون اعلى شهاده في درجه التخصص هى دكتوراه .

وهنا كانت المهزله مثلا فنان راحل عمل كورس في التمثيل في إيطاليا تمت معادلتها بالدكتوراه وأستاذه قامت بعمل دبلومة لمده سته أشهر تم معادلتها بالدكتوراه وليس هؤلاء فقط بل كل الجيل الاول من الأساتذة أصبحوا يقدره قادر اساتذه يحملون درجه الدكتوراه ومن المضحك عندما تقدمت بمعادلة الماجستير الخاص بى قام بمعادلتها فنان وأستاذ لى لم يحصل حتى على ماجستير من قبل ولكن على الورق هو أستاذ دكتور.

ومن هذا المنطلق بدء معهد الفنون المسرحيه يتحول بالتدريج من خليه فنيه الى معهد مثله مثل باقى الجامعات والمعاهد في الدولة يتحكم فيه السلم الوظيفى والبيروقراطيه التى هى صفه لاصقه لاى هيئه حكوميه

وحتى البعثات الخارجية كانت من نصيب دول معظمها دول الكتله الشرقيه وذلك لااسباب سياسيه وهى دول ليس لها ثقل في المجال الفنى حتى في دوله مثل روسيا تجد ان الدراسة نظريه و عندما يعود المبعوث يقوم بالتدريس النظرى فقط وهنا يتم فقدان اهم عنصر وهو التطبيق العملى وكان كل ما يقومون بتدريسه هى نظريات فنيه عفى عليها الزمن

تحول معهد الفنون المسرحيه الى جامعه مثلها مثل اى جامعه اخرى يحكمها الروتين الوظيفى والدرجات الوظيفيه وبالتدريج مع مع الزمن فقد بريقه الفنى وانغلق على من فيه طارد لاى جديد اتذكر عندما انهيت دراساتى في أمريكا كنت أأمل في نقل ما تعلمت من أسس أخراجيه واعداد ممثل حديثه وهى نفس اسس اعداد الممثل التى انبهرت بها فنانتنا العزيزه اتذكر عندما كنت اجلس في حجره العميد وسمعت فنان قديم ذو صوت مميز يقول

عنى وايه الى جايبه ده كمان احنا نقصينه وقتها علمت ان هناك حرب ضروس في انتظارى. وبالفعل صدق حسى وقد كان مما جعلنى أقرر العودة الى أمريكا والبقاء بها وقد علمت ان هناك بعض الورش الفنيه يقوم بها شباب مصرى ولكن لست ادرى ما هى مؤهلات القائمين بها ومدى نجاحها في تقديم بديل فنى يملأ الفراغ الموجود وان كنت أشك ان هذه الورش يمكن ان تملا هذا الفراغ أنا لا أنكر مكانه المعهد العالى للفنون المسرحية ولكن هذا الصرح الثقافى والفنى الكبير فقد الكثير من ثقله نتيجه عدم الانفتاح على الخارج وادخال كل ماهو حديث في هذا الفن العريق لابد ان يكون هناك دماء جديده شابه تضخ في شرايين هذا الصرح العجوز لابد من عمليه نقل دم جديد حديث يواكب التطور العالمي في أعدد الفنان الممثل أو المخرج وكيفيه

مسايره التطور الهائل في الإخراج المسرحي العالمي حتى  يعود هذا الصرح كمنارة فنيه في الشرق الأوسط .

بسرعه

ما تتعرض له الكنيسه القبطيه الان من هجوم شرس بعد جريمه الدير ليس الا بدايه حرب منظمه والاخطر قادم