بلا مجاملة د. هاني توفيق يكتب: صراع التطرف و الوسطيه

بلا مجاملة د. هاني توفيق يكتب: صراع التطرف و الوسطيه
بلا مجاملة د. هاني توفيق يكتب: صراع التطرف و الوسطيه

الومضه  الأولى 

الى من ينعتون السيسى بانه متخاذل فى رفع الغبن والظلم عن الاقباط فى عموم المعمورة وخصوصا فى جمهوريه المنيا الإسلامية وذلك بعد حادثه قتل شرطى لاثنين من الاقباط وكأنه يقدم قربان دموى لإله غير الذى نعرفه جميعا 

لقد اشرت انه هناك حرب ضروس ونار موقده تحت رماد هش بين السيسى والإسلاميين المتشددين وهذا قد ظهر جليا فى الاحتفالية التى صاحبت افتتاح جامع الفتاح العليم وكنيسه الميلاد فى العاصمة الإدارية الجديدة بحضور لفيف من رجالات الدوله وشيخ الأزهر والبابا تواضروس

 

فى هذه المناسبة  ظهر جليا الصراع بين شيخ الأزهر والرئيس السيسى وقد حاول  الشيخ الطيب  ان يخفى شعوره الا ان لغه جسده وعلامات وجهه أظهرت ما حاول إخفاءه وان كنا تعودنا منه  انه يصرح غير ما يبطن فمثلا عندما ذهب الى مؤتمر تحاور الأديان قال فى كلمته ان الإسلام لا يعادى المسيحية وان المسيحيين فى مصر يعيشون ازهى عصور التسامح والوءام فى مصر.

 عن ماذا يتحدث لست ادرى اى سلام هذا لست ادرى ولكنه فى الخارج يكون كالحمل  الوديع وينشر الحب والسلام مع الاقباط كما لو كان  فى الخارج لا يعلمون مدى معاناه الاقباط فى مصر ابتداء من التفرقة البغيضه وحرمانهم من المناصب القياديه فى كل المجالات حتى السحل والقتل والتنكيل الممنهج

ظهر جليا كما قلت التضاد بين السيسى وشيخ الأزهر عندما ذهبوا للصلاة فى افتتاح الجامع وفوجى الجميع ان الإمام فى  هذه الصلاة ليس الشىخ الطيب بل المستشار الدينى الرئيس السيسى على الرغم انه من المفترض ان فى هذه المناسبات ان يكون الإمام لهذه الصلاه هو شيخ الأزهر.

وقد بدء التوتر بين السيسى وشيخ الأزهر عندما طلب السيسى تجديد الخطاب الدينى ولم يعطى شيخ الأزهر اى اهتمام لطلب الرأئيس وقد كرر السيسى هذا الطلب عده مرات وكل مره يقابله الطيب  بعدم مبالاه  حتى هاجمه السيسى فى احدى كلماته وقال ان الله سوف يحاسبكم عن تقاعسكم فى تجديد الخطاب الدينى وتنقيته من هيمنه كتب التراث وهنا تبارى شيخ الأزهر للرد وقال ان القران هو ربع الدين فقط والثلاثة ارباع من كتب التراث و من هنا ظهر الوجه السلفي الوهابي للشيخ الطيب و الان يدور  صراع خفى بين الرجلين بدأت اثاره تظهر على السطح 

 

أيضا ظهر جليا تأفف شيخنا الجليل عندما ذهب فى افتتاح كنيسه الميلاد كم كان متهجم الوجه وعندما بداء فى إلقاء كلمته تناسى بعض الآيات القرأنيه  مما يدل على عدم تركزه وانفعاله العصبي والانكىً من ذلك انصرف من الكنيسه بعدما أنهى كلمته ولم يدخل الى صحن الكنيسه مع باقى الحضور بل انصرف فورا بعد الانتهاء من كلمته التى أظهرت أيضا تطرفه فاظهر الدوله كدوله اسلاميه سمحت للمسيحيين بالعيش فيها وليست دوله علمانيه المسيحيين والمسلمين فى تساوى فى الحقوق والواجبات

 

ان الأيام القادمة سوف تظهر بوضوح صراع السيسى مع طيور الظلام والوهابيين .

ان الرجل صادق فى تجديد الخطاب الدينى ولكن تجار الدين والوهابيين يقفون له بالمرصاد لذلك يخطى من يتحامل على السيسى من المسيحيين لانه لابد من معرفه ما يدول فى كواليس الحكم وهى معركه تكسير عظام وألغلبه الان ليست للسلطه الغلبه  للمتطرفين هناك أربعون عام من التراكمات الوهابيه   بعدما  فتح لهم الرأيس المؤمن السادات  أبواب المعتقلات ليتغلغلوا فى جميع النقابات المهنيه والقضاء والشرطة والجيش واستمروا على خطه ممنهجه لتفريغ المراكز القياديه من اى قبطى وعندما استعصى عليهم مجابهه التفوق القبطي الدراسى اختلقوا جامعه الأزهر حتى يستطيع المسلم ان يلتحق بها فى كليات القمه بمجموع متدنى وقد نجحت خطتهم 

 

وفى الخطبة المرتجلة لشيخ الأزهر فى افتتاح الكنيسه ذكر ان كثير من الكنائس قد شيدت بعد دخول الإسلام الى مصر وتناسى اننا جميعا نعرف هذا التاريخ جيدا وتناسى أيضا انه يرتجل هذه الكلمة فى مصر وليس. فى خارجها كما ادعى من قبل فى مؤتمر الأديان الذى عقد فى اوربا ان الإسلام دين تسامح و محبه ورحمه للمسيحيين وأن المسيحيين ينعمون بنفس حقوق المسلمين وبالطبع كلام فضيله الشيخ الجليل صحيح بدليل الحريه الدينية  التى يتمتع بها الاقباط فى جمهوريه المنيا الإسلامية وما ينعمون به فى حريه الصلاه فى اى مكان حتى ان الاقباط كانوا يقيمون شعاءرهم الدينية فى الشوارع  هل هناك حريه اكثر من هذا سيدنا شيخ الأزهر 

 

والجميع يعلمون التاريخ المظلم للكنائس بعد الفتح الإسلامي فكم من كنأئس هدمت وتم الاستيلاء على أحجارها ورخامها لبناء المساجد وقصور الخلفاء لقد تم هدم اكثر من خمسه آلاف كنيسه بعد الغزو الإسلامي لمصر والتاريخ معروف ومتاح للجميع ولا يمكن انكاره 

وفى نفس السياق نصب شيخنا الجليل المانع والباسط لحريه العقيدة لدى الاقباط فقال فى سياق حديثه اننا امنا حريه العباده للمسيحيين وقد نطق بالحق فهولاء استطاعوا فرض سيطرتهم على بقعه تسمى جمهوريه المنيا الإسلامية  وكان لهم حق المنع عندما فرضوا هيمنتهم وطردوا أقباط وقساوسه من الكنيسه واغلقوها ففعلا لهم قوه الغلق والسماح للصلاه 

 

والمضحك المبكى ان يخرج علينا السيد رائيس الوزراء بتصريح انه لا توجد هناك كنأئس مغلقه فى المنيا وهو محق لان الساده المسئوليين اعطوا تقارير مضلله لان هذه الكنائس المغلقة هى كنائس بالفعل منتظره تقنين أوضاعها حسب قانون العار المسمى ببناء الكنائس ولذلك من وجهه نظرهم هى ليست بكنائس 

 

لا يا سيدى ما تم غلقه هى بيوت عباده تقام فيها الصلوات منذ فتره والساده الحكام الإسلاميين فى هذه الولاية قد قاموا بتضليل معالى سياده الوزير ولك الاختيار أما ان تحاسب من ضلل سيادتكم وجعل الجميع يسخر من البيان الذى أعلنته وقلت فيه انه لاتوجد كنائس مغلقه فى المنيا أو تعديها بمزاجك وكأنك مش عارف الصح ايه واعتقد ان سيادتك سوف تعديها بمزاجك لأسباب نعلمها جميعا وفقك الله لما فيه الخير لكرسى الوزاره 

 

ومن هنا تتضح بدايه حرب ضروس بين السيسى والمتطرفين الإسلاميين وهى معركه ليست هينه فارجوكم دعموا الرجل لانه يحتاج. الى تعضيدكم والمعركه فى بدايتها

 

الحرب بالدراما 

فى الوقت الذى يلعب فيه الإعلام والاتصالات دور محورى وهام فى التواصل وبلوره فكر الشعوب وحتى الدول بدليل ان العنصر الأهم فى تكوين وتوجيه فكر الشعب الامريكى هو الإعلام لذلك تجد الشعب الامريكى المغلق على ذاته يستقى معلوماته عن الدول الأخرى من خلال الإعلام والوسائل الترفيهية مثل العروض السينمائيه والتلفزيونية ومن هنا التقط القادة  الاسرائليين هذه الفكره وبدوا فى استغلالها

 

ببساطه بدأت الدوله العبريه فى استعمال سلاح الترفيه فى توجيه الفكر الأوربي والأمريكي الى ان الشعب الاسرائيلى شعب مسالم ومحب للحياه ولكن هؤلاء العرب الأوغاد لا يدعوهم يعيشون فى سلام انظروا وحشيه هؤلاء المتخلفين مع اولادنا الكيوت 

 

نعم ياساده فى الوقت الذى يتبارى فيه الإعلام المصرى والعربي فى مناقشه فستان فنانه كم هو قصير أو مناقشه قضيه هامه وهى كيف لنا ان نستورد الفيجرا النسائي أو غيرها من الموضوعات التافهه والكارثة برامج التفاهات هذه لها نجوم يتقاضون الملايين لماذا لست ادرى سالت نفسى نفس السؤال مرات ومرات ولم اجد مبرر واحد لوجود هذه البرامج وانصاف المواهب التى تقدمها وتتهافت عليهم شركات الجبنه والزيت للإعلان عن منتجاتهم خلال برامجهم 

 

فى نفس الوقت التى يتبارى عباقرة مسلسلات رمضان من منتجين وينفقوا الملايين على مسلسلات لاترقى للمشاهده ويغدقوا الملايين على أنصاف المواهب 

نجد فى المقابل غزو الدوله العبريه للعالم لتوظيف أعمالها التلفزيونية لبلورة الفكر الامريكى لصالح الدوله العبريه 

فقد قامت إسرائيل بإنتاج العديد من المسلاسلات والأفلام مدبلجه الى اللغه الإنجليزية بممثلين اسرائليين تعرض فيه معانات اليهود من العرب فى إسرائيل 

 

لقد شاهدت عده مسلسلات اسرائيليه  لى نتفليكس جميع هذه المسلسلات تخدم هدف واحد هو بناء تعاطف شعبى مع الدوله العبريه ضد الطغاه العرب وقد نجحوا الى الان فى اعطاء هذا الانطباع عن العرب البرابرة المتخلفيين اعداء الساميه والاسرائليين الضحيه محبى السلام 

 

المسلسل الأول  قدم باسم فوضى وهو كلمه عربيه ومعناها معروف ومترجم معناها الى الإنجليزية  فقد تعمد المنتج ان الاغراق فى المحلية حتى ينجح فى شد المتفرج للمتابعة ليقدم له جرعه غير مباشره لتكوين فكره مناهضه للعرب ومتعاطفة مع الدوله العبريه بحرفيه عاليه لا تشك فى لحظه انه فيلم له توجه سياسى 

 

وكنت اود ان تثير هذه الفكره الساده الملحقين الثقافيين فى السفارات المصرية ويرفعوا تقريرهم حتى تحذوا مصر حذوا الدوله العبريه واستخدام هذا السلاح لترويض الفكر الامريكى لفهم قضايا مصر الدولية بدلا من ترك الساحة للإخوان والدول التى تحاول تشويه صوره مصر فى العالم وحديث الرائيس الأخير فى آل سى بى اس اكبر مثال على جهلنا بالإعلام الاجنبى ويجب محاسبه المتسبب فى هذه الفضيحة الإعلامية وكفايه هراء هناك رجل واحد يسابق الزمن من اجل مصر وهو السيسى  والجميع فى سبات عميق   

 

أتمنى من سيادة الرائيس تبنى هذا المشروع ..ان مسلسل واحد تأثره أقوى من عشرات الموتمرات  والخطب والزيارات الرسمية 

هذه فرصه لتقديم قضايانا للشعب الامريكى وبلوره وجدانه بالحقيقة بدلا من الأكاذيب 

 

أتمنى ان ارى أعمال ترتقى الى العالميه ولكنى واثق إذا لم نتعامل مع إنتاجها بحرفيه وعلم سوف تتحول الى سبوبه ككل الأعمال التلفزيونية المقدمة من عباقرة الإعلام المصرى لك الله يا مصر