عدم ترشيح فيلم مصرى لجوائز أوسكار يثير الجدل.. نقاد يعترضون ويصفونه بالظالم وآخرون يتوقعون الأفضل.. محمود عبدالشكور: يجب أن نثنى على المتميزين والمختلفين.. و"السينمائيين" تشكر اللجنة.. وطارق الشناوي: ليست هزيمة

عدم ترشيح فيلم مصرى لجوائز أوسكار يثير الجدل.. نقاد يعترضون ويصفونه بالظالم وآخرون يتوقعون الأفضل.. محمود عبدالشكور: يجب أن نثنى على المتميزين والمختلفين.. و"السينمائيين" تشكر اللجنة.. وطارق الشناوي: ليست هزيمة
عدم ترشيح فيلم مصرى لجوائز أوسكار يثير الجدل.. نقاد يعترضون ويصفونه بالظالم وآخرون يتوقعون الأفضل.. محمود عبدالشكور: يجب أن نثنى على المتميزين والمختلفين.. و"السينمائيين" تشكر اللجنة.. وطارق الشناوي: ليست هزيمة

أثار قرار لجنة اختيار الفيلم المصري المرشح للمنافسة على الدخول بقائمة أوسكار أفضل فيلم أجنبي الكثير من الجدل في الفترة الأخيرة، إذ يراه البعض أنه كان ينبغي اختيار فيلم للمنافسة، فيما أيد البعض القرار.

قرار اللجنة بترشيح فيلم مصري للمنافسة على أوسكار أفضل فيلم مصري جاء بأغلبية آراء ذهبت إلى أن الأفلام التي كانت على مائدة الترشيح لم تكن مناسبة رغم أن بعضها حقق نجاحًا كبيرًا في دور العرض ولاقت استحسانًا نقديًا، إذ كان يتم الاختيار من بين كل الأفلام التي عرضت هذا العام ومنها "كيرة والجن"، "قمر 14".

الناقد محمود عبد الشكور يعترض على القرار

وحول هذا الجدل يرى الناقد محمود عبد الشكور إن قرار اللجنة لم يكن صائبًا وكان من الأفضل أن يتم ترشيح فيلم مصري، إذ كتب عبر حسابه بموقع فيس بوك مفندًا في عدة نقاط وجهة نظره معبرًا عن احترامه لأعضاء اللجنة.

وقال الناقد محمود عبد الشكور إن الموضوع فيه جوانب كثيرة ومهمة وجديرة بالتنويه، يمكن إيجازها فيما يلي:

- حق لجنة الاختيار وقرارها يجب احترامه، وأشهد من خلال مشاركاتي السابقة أن إدارة المناقشات وعملية التصويت، تتم بمنتهى النزاهة والشفافية، مع إتاحة الفرصة لكل مشارك في عرض رأيه، والدفاع عنه.

- أرفض الطعن أو تشويه أي زميل أو ناقد أو مشارك في اللجنة، نزاهتهم جميعا وجدارتهم ومحبتهم للسينما المصرية فوق المناقشة، وعيب جدًا أن تختلف في الرأي، فتسيء أو تتجاوز في حق الأشخاص، أو حول تاريخهم ونواياهم.

- تقديري الكامل لأعضاء اللجنة الموقرة لا يمنعني من الاختلاف مع قرارهم بحجب اختيار فيلم مصري هذا العام. وقد لا يكون لدينا فيلم عظيم، ولكن بالتأكيد فإن الأفلام التي ترشحت يمكن الجدل بشأن أحقية أحدها في المشاركة .

- الفيلم الذي يتم اختياره لتمثيل السينما المصرية يرتبط بفكرة الأفضلية النسبية، وتوافر الحدود المقبولة للمشاركة، ولا يمثل تحفة استثنائية تنتزع الجائزة من عظماء مخرجي الأفلام المنافسة في الأوسكار، ولو أن هذا منطق كل دولة، لما شاركت كثير من الدول بالأساس.

-إذا كان هدف الحجب إرسال جرس إنذار حول سوء الأحوال، وصعوبات الإنتاج، وهو أمر نتفق عليه، فإن هذا الجرس في رأيي لم يكن في موقعه الصحيح، لأن مستوى الأفلام المتنافسة يقول إن هناك محاولات واجتهادات، بل وعناصر متميزة جدا داخل الأفلام، بالرغم من أن ذلك ليس ما نطمح إليه، وبالرغم من أن ذلك ليس ما نرجوه لسينما عريقة.

أي أنه رغم الظروف التي نعرفها، والتي تجعل أي سينمائي يفكر ألف مرة قبل أن يحرق دمه وأعصابه، ويصنع فيلما سينمائيا، فهناك من يصر على العمل والاجتهاد، بل ويحاول تطوير الأنواع، والاجتهاد فيها، وإبراز وجوه وأسماء جديدة وموهوبة في عناصر الفيلم السينمائي.

حجب الترشيح مع الأسف يساوي بين هؤلاء واجتهادهم، وبين من يصنعون أفلاما لا علاقة لها بفن السينما، وكأننا نقول للجميع: كله سواء لدينا، ونحن لن نختار فيلما، حتى تعود السينما المصرية لسابق مجدها، وحتى يتحرك من يعنيه الأمر، وحتى نصنع الفيلم العبقري الذي يتحدث عنه العالم كله.

أما اذا كان جرس الإنذار موجها لمن يعنيه الأمر، فهو أيضا غير مؤثر، لأنه سينضم الى أجراس إنذار، ودقات طبول، وربما تفجيرات قنابل، سابقة، لم تحرك ساكنا، وكل ذلك يؤكد أن مشكلتنا ليست في الأجراس، فهي كثيرة ومتوفرة والحمد لله، وتقرع في كل المناسبات، ولكن المشكلة في عدم وجود إرادة إنقاذ، لمن ترتبط سلطته ومواقعه بصناعة السينما المصرية.

أعتقد أن دورنا يكون أخطر وأصعب وأكثر دقة عندما تكون ظروف السينما المصرية سيئة، لأننا سنكون وقتها بحاجة للفرز، حتى لا نضع الجميع في نفس السلة.

والسينما المصرية كانت على الدوام في أزمة، وهي تستحق فعلا ما هو أفضل، ولديها الطاقات والمواهب والإمكانيات التي تجعلها في أفضل مكانة على الساحة الدولية، ولكن وقت أن كانت المعامل والأستديوهات منهارة، كان هناك من يعملون ويبدعون أفلاما، نضعها اليوم في خانة أفضل الأفلام المصرية.

مهمتنا أن نهاجم الرديء، ولكن غير صحيح بالمرة أن كل ما نقدمه ونعرضه رديء، أو أنه لا يستحق، وقرار حجب اختيار فيلم مصري يعطي انطباعا بأن الرداءة شاملة وكاملة، وهو حكم لم يصدق حتى على عصر سينما المقاولات ، فقد كانت لدينا دوما محاولات وأفلام جيدة في أسوأ الظروف.

-أتفهم جدا نوايا طيبة لتحفيز صناع السينما، ولتنبيه أهل الصناعة، ولكني أعتقد أنه في قلب هذا التحفيز، وفي جوهر ذلك التنبيه، أن نقول لمن اجتهد وصنع شيئا مختلفا، إنك تستحق الثناء، رغم أنك لم تصنع عملا عظيما.كان يمكن في الحقيقة اختيار فيلم يمثل السينما المصرية، ثم نقول ما شئنا عن أحوال السينما، منبهين ومحذرين، في نفس الحيثيات.

نقابة السينمائيين تشكر اللجنة

ومن جهتها تقدمت نقابة المهن السينمائية برئاسة النقيب مسعد فودة، بالشكر إلى أعضاء اللجنة التى تم اختيارها لترشيح فيلم مصري لأوسكار 2023، بعد اتخاذ قرارهم النهائي بعدم ترشيح فيلم مصري هذا العام.

وجاء بيان النقابة كالآتي: شكر واجب أحسنتم صنعًا وجهدًا فى حيادية مطلقة وقناعات الواعدين كنتم بمعيار العدالة والشفافية حكما وتحملتم مسئولية فحص وتمحيص الصور السينمائية شكلاً ومضمونًا للأفلام السينمائية المصرية التى شاركت فى اختيار فيلم يرشح للمشاركة بمسابقة الأوسكار فجاء قراركم منزها عن الذاتية وبأغلبية الآراء شكرًا وتقديرًا واعتزاز.

فيما قال الناقد طارق الشناوي، عضو لجنة اختيار الفيلم المصري المرشح للأوسكار لـ "اليوم السابع" إن الموضوع أخذ أكبر من حجمه لأن ترشح فيلم مصري للأوسكار ليس انتصارًا وبالتالي عدم ترشح فيلم مصري للأوسكار لا يعد هزيمة، لأن الانتصار الحقيقي هو أن تحقق مصر نجاحًا بالوصول للقائمة المبدئية التي تتكون من 15 فيلمًا، ومن وسط 80 فيلما حيث يتم ترشيح فيلم واحد من كل دولة، وتكون اعلان هذه القائمة في شهر ديسمبر، وبالتالي اذا وصلنا للقائمة الطويلة فهذا هو النجاح وللعلم هذا النجاح لم نحققه منذ عام 1958.

وأضاف طارق الشناوي: "وبما أننا لم نصل للقائمة الطويلة منذ هذه المدة الكبيرة، بالتأكيد لم نصل للقائمة النهائية المكونة من 5 أفلام التي يتم الإعلان عنها في شهر فبراير من كل عام، وللعلم هناك عدد كبير من الدول العربية وصلت للقائمة النهائية القصيرة وليست الطويلة فقط مثل، الأردن وموريتانيا وتونس والمغرب والجزائر ولبنان وفلسطين، ونحن لم نصل حتى للقائمة الطويلة".

وتابع: طارق الشناوى: "أنا لا أرى خبر يهم الناس حاليًا بأنه يتم ترشيح فيلم مصري للأوسكار، ولا يعنى أي شيء للجمهور، لأن كل دولة في العالم من حقها أن تترشح إذن الترشح ليس إنجازًا، فبالتالي لا أعتبر الترشيح مكسب وعدم الترشيح ليس هزيمة، وهذا الجزء النظري الذي لا يفهمه البعض".

وأشار طارق الشناوى إلى أن اللجنة قررت بالأغلبية النسبية وليست المطلقة، بأنه لا يوجد فيلم جدير بالترشيح ولم تناقش اللجنة الأفلام الأربعة وهم، كيرة والجن، وقمر 14، والجريمة، وبـ19، فكان للجنة في البداية سؤالا هل نرشح أم لا نرشح؟ فكانت الأغلبية النسبية مع عدم الترشيح".

وأستكمل طارق الشناوى: "أنا شخصياً كنت مع ترشيح أحد الأفلام، ولأنى مؤمن بالديموقراطية ومؤمن بأن قرار اللجنة العام يجب أن يكون موضع احترام من الجميع، أؤيد القرار لأنه طالع من مجموعة من السينمائيين ليس لهم مصلحة سوى حفظ وجه ماء السينما المصرية، حتى لو اختلفت معهم لازم أقول انهم اشخاص شرفاء وليس لهم مصلحة مع أي طرف.

وأختتم طارق الشناوى حديثه: "نحن رصيدنا في الجوائز العالمية بشكل عام قليل جدا، ولكن عندى أمل كبير جدا في الجيل الجديد بأنه يعوض الفترة الماضية ويفوزوا بجوائز من المهرجانات العالمية".

سيد فؤاد: هناك شروط محددة لاختيار الفيلم

فيما كشف السيناريست سيد فؤاد عضو لجنة اختيار الفيلم المصري المرشح للأوسكار أسباب عدم اختيار فيلم والاعتذار عن الترشيح، قائلا : "هناك ردود أفعال متباينة، فالبعض يرى القرار صائبا لأن الصناعة في أزمة ولا توجد أفلام تسمح بالتنافس، فما الجدوى إذن من ترشيح فيلم لن يصل ولن يتم النظر إليه من الأساس وهذا ما كان يحدث في السنوات الأخيرة بشكل دائم في الوقت الذي تصعد فيه أفلام من دول عربية وأفريقية وتصل للقائمة النهائية.

وأضاف سيد فؤاد: ترشيح فيلم مصري للأوسكار ليس جائزة نعطيها للعمل، بل يجب أن يكون هذا الفيلم به خصوصية ما وشروط محددة تصلح للمنافسة عالميا، ومنها أنه لاقى ردود فعل أو حصل على جوائز بمهرجانات سينمائية عالمية، مشيرا إلى أن "كيرة والجن" فيلم جماهيري جيد وحقق إيرادات ونال إعجاب الجمهور المصري، ولكنه لا يصلح للترشيح لأن هناك الكثير من الأفلام بالسينما العالمية مثله، فهو فيلم جيد بالنسبة لنا، لكنه لن يصمد أمام المنافسة الخارجية.

وحول مناداة البعض باختيار فيلم مصري حتى لو كان مستواه لا يرقى للمنافسة العالمية عملا بمبدأ "أحسن الوحشين" قال سيد فؤاد: لغينا هذه الفكرة تماما، لأننا في النهاية لسنا مجبرين على تصعيد فيلم اعتمادا على هذا المبدأ، لأننا نريد فيلم يمثل السينما المصرية ويجعل هناك احترام لها.

وأيضًا أيدت الناقدة ماجدة خير الله القرار وقالت لـ "اليوم السابع": هناك الكثير من الدول ولها إنتاجات سينمائية محترمة لم ترشح أفلامها للمنافسة على جوائز أوسكار المقبلة، فلماذا نثير كل هذا الجدل الأن!

وأضافت الناقدة ماجدة خير الله: استبعاد فيلم مصري من الترشيح لجوائز أوسكار ليس سبه أو أمر يدعو للخزي، فالمسألة ليست كارثة، ولا بد أن يكون هناك فيلم صالح للترشح وتنطبق عليه الشروط وليس مجرد اختيار فقط.

وحول مستوى الأفلام المصرية هذا العام، قالت ماجدة خيرالله: من الأفضل أن نركز على أن يكون انتاجنا السينمائي متميزا وأن يصبح لدينا فيلمين أو ثلاثة على الأقل في العام صالحة للترشيح للأوسكار، فهذا الأمر يؤثر أيضًا في اختيار الفيلم المصري المنافس بالمسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي، وليس فقط في ترشيح لجوائز أوسكار التي في الأساس مجرد ترشيح فقط للدخول في التصفيات النهائية، وأكاديمية علوم وفنون السينما الأمريكية المنظمة للأوسكار هي من تختار في النهاية.

وأوضحت الناقدة أنها تقصد بتميز الأفلام المصرية ألا تكون فقط أفلام مستغرقة في النوعية التجارية بل لا بد أن تمتع بجوانب فنية صالحة لتمثيل مصر بالمهرجانات السينمائية وحفلات الجوائز المختلفة.

وأضافت ماجدة خير الله: للأسف بعض من يهاجمون عدم ترشيح أي فيلم مصري للمنافسة على جوائز أوسكار، لا يعلمون شيئا عنها، لكنهم يهاجمون فقط.

وكشفت الناقدة فايزة هنداوي، في تصريحات لـ"اليوم السابع" أن اللائحة تنص على أن اللجنة من حقها أن تمتنع عن ترشيح فيلم اذا لم تجد فيلماً مناسباً للترشح، وكانت الأغلبية في السنوات الماضية تميل لترشيح فيلم لتشجيع السينما المصرية يمكن ربنا يسهل.

وأضافت فايزة هنداوي: لكن عام تلو الأخر لم يكن يحدث جديدا في السينما المصرية، والفيلم الذي نرشحه لا يتم قبوله للدخول في المنافسة، فشعرنا أن ذلك "تحصيل حاصل"، فقررنا عدم ترشيح أي فيلم مصري للأوسكار، ونأمل أن تثمر حالة الجدل والنقاش الدائرة حاليا، وتحرك المياه الراكدة ونرى أفلاما صالحة .

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع