خالد صلاح يكتب: الشيطان يعدكم الفقر

 

أحببت تفسيرًا رقيقًا ناعمًا لهذه الآية، وأحب أن أشاركه معك.. 

 

فقد سأل رجل أحد الصالحين، كيف يعدنى الشيطان بالفقر حسب قول الله تعالى فى سورة البقرة: 

 

«الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ» 

    

كيف يعد الشيطان بالفقر، وما هى هذه الدعوة؟ فرد عليه الرجل الصالح قائلا: 

 

الشيطان يجعل حياتك كلها فقرًا حين يعلق قلبك بما لا تحتاج إليه

 

أنت غنى بما عندك، لكنك ستشعر بالفقر حين تنظر لما بين يدى الناس، ويتعلق قلبك بأشياء لم تفكر من قبل أنها قد تكون مهمة فى حياتك، كما أن الشيطان يعدك الفقر حين يصور لك بالوهم أنك إذا أنفقت ما لديك لخير الناس فإنك ستخسر سعادتك وتخسر مالك، فيحرمك من الإنفاق فى الخير خشية من الفقر، ثم يعلق قلبك بما لا تحتاج إليه فتشعر بالفقر أكثر.

 

الصالحون الكرماء أصحاب العطاء وحدهم هم الذين يشعرون بالغنى من عند الله، إذ يستحيل على الشيطان أن يصل إلى قلوبهم فيملأها خوفا من الإنفاق فى سبيل الله، أو يملأها غيرة وأملا فيما يملكه الناس، الصالحون الكرماء هم الأكثر غنى على وجه الأرض، لأنهم قادرون على المنح، ولا يشعرون برغبة فيما لا يحتاجون إليه، الصالحون الكرماء هم الذين ينجون من الفقر الشيطانى المذكور فى القرآن الكريم، هم الذين يملأ الله قلوبهم رضا وبهجة بما بين أيديهم، وبما يمنحونه للفقراء من الناس. 

 

الآيات السابقة مباشرة لآية «الشيطان يعدكم الفقر»، هى كالتالى: 

 

«وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ».

 

القضية إذن فى هذه التربية القرآنية، هى أنك كلما أنفقت شعرت بالغنى والرضا والسعادة، وكلما ابتعدت عن الإنفاق خشية الفقر ازداد فقرك، وأحسست طوال الوقت أنك أقل مالاً وحظوةً واستقرارًا وسعادة. 

 

أنفقوا ابتغاء مرضات الله لتصبحوا أغنياء. 

 

ولا تسمعوا وعد الشيطان.. الشيطان يعدكم الفقر.. فاحذروه.

 

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع