فيفا يفتح الباب لشراء حقوق بث مباريات كأس العالم فى أفريقيا.. مصر صاحبة الشرارة الأولى فى كشف الحقائق.. الاتحاد الدولى يوزع الحقوق بعد فسخ العقد مع الشركة الفرنسية.. والهدف وصول المباريات لأكبر عدد من المشاهدين

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" فتح الباب أمام الهيئات الراغبة في شراء حقوق بث مباريات تصفيات كأس العالم فى أفريقيا للمرحلتين الثانية والثالثة، والمؤهلة لكأس العالم 2022.

وأصدر الاتحاد الأفريقى لكرة القدم "كاف" بيانًا رسميًا اليوم أعلن فيه فسخ التعاقد مع شركة لاجاردير الفرنسية لحقوق البث التليفزيونى لبطولات الاتحاد الأفريقى، لينهى بذلك احتكار الشركة الفرنسية لحقوق البث الممتد منذ 2008 حتى 2016 الذى تم تجديده حتى 2028.

وقرر الاتحاد الدولى فتح عملية المناقصات والدعوة لتقديم العطاءات للحقوق الإعلامية المركزية لجميع مباريات المرحلة الثانية، وكذلك الثالثة لتصفيات المونديال.

 

قرار الفيفا بالاتفاق مع 54 اتحادا

انفانتينو
إنفانتينو

جاء القرار بعدما تم الاتفاق مع جميع الاتحادات الأفريقية المحلية البالغ عددها 54 اتحادًا، حيث تقرر أن تتم عملية البيع مركزيًا بواسطة فيفا للحقوق التي تتمثل في البث التليفزيوني، الإنترنت، الإذاعة والهواتف المحمولة.

وأوضح فيفا فى بيانه أن القرار جاء من أجل تحسين المنافسة للجماهير والقنوات الناقلة على حد سواء، ولإتاحة الفرصة للجماهير عالميًا لمشاهدة المباريات.

وتلتزم الشركات الراغبة فى دخول عملية المناقصة بدفع مبلغ التأمين المطلوب، والتقدم للدخول بداية من اليوم حتى 16 ديسمبر المقبل.

 

فيفا يتولى توزيع حقوق البث

ويحصل الاتحاد الدولي لكرة القدم جراء موافقة الاتحادات الأفريقية على توزيع جميع حقوق وسائل الإعلام سواء البث التليفزيوني، أو الإنترنت، أو البث الإذاعي والهواتف المحمولة لجميع مباريات تصفيات المونديال بالقارة الأفريقية.

وتسير مباريات تصفيات كأس العالم المقبلة في القارة الأفريقية على 3 مراحل أولها مرحلة تمهيدية، فيما تكون الثانية عبارة عن دور مجموعات (10 مجموعات تحمل كل واحدة 4 منتخبات)، ويتأهل للمرحلة النهائية 10 منتخبات (متصدرى المجموعات)، ويتم اجراء قرعة لتحديد 5 مباريات بنظام الذهاب والإياب بين الـ 10 منتخبات، بحيث يتأهل الفائز بمجموع المباراتين إلى كأس العالم.

 

فيفا يستهدف وصول المباريات لأكثر عدد من المشاهدين

رئيس الفيفا
رئيس الفيفا

 

وأصدر الاتحاد الدولي بيانًا جاء في عنوانه: "فتح عملية المناقصات لحقوق وسائل الإعلام للجولتين الثانية والثالثة من التصفيات الأفريقية لكأس العالم 2022".

وقال البيان: "افتتح الفيفا دعوة لتقديم العطاءات للحقوق الإعلامية المركزية لجميع المباريات في الجولة الثانية من التصفيات، وكذلك مباريات الجولة الثالثة، والتي ستحدد الفرق الخمسة الأخيرة من أفريقيا التي ستلعب في كأس العالم المقبلة المُقرر إقامتها في قطر عام 2022".

وأضاف البيان: "بعد الاتفاق مع جميع الاتحادات الأعضاء البالغ عددها 54 في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم في أغسطس، تتم إدارة حقوق وسائل الإعلام لجميع التصفيات الأفريقية لكأس العالم وفقًا لنموذج مبيعات مركزى من قبل الفيفا، حيث ستغطى حقوق وسائل الإعلام كلًا من البث التليفزيوني والإذاعي والإنترنت والهواتف المحمولة".

وتابع الفيفا: "ستتاح لشركاء الإعلام المحتملين الفرصة ليصبحوا موطن مباريات التصفيات الأفريقية، وسيكونون قادرين على الاستفادة من عدد من العناصر الجديدة التي من شأنها تحسين المنافسة الأفريقية المؤهلة لكأس العالم للجمهور وقنوات البث على حد سواء".

وأكمل: "يهدف الفيفا إلى إتاحة المزيد من المباريات لمشاهدتها حول العالم أكثر من أي وقت مضى، مع اهتمام إضافي لجودة الإنتاج، وتوفير التعليقات باللغتين الفرنسية والإنجليزية، وهوية العلامة التجارية الفريدة، وحزمة رسومات شاملة على الشاشة (الجرافيكس)".

وتابع البيان: "ستسمح عملية المناقصات من قِبل الفيفا باختيار شركات الإعلام التي هي في وضع أفضل لتأمين التزامات نقل المباريات المطلوبة، وتحقيق أهداف الوصول إلى أوسع جمهور ممكن وتوفير تجربة مشاهدة عالية الجودة للجماهير".

واختتم البيان موضحًا أن عملية المناقصة ستظل مفتوحة اعتبارًا من الساعة الثانية فجر أمس الاثنين 18 نوفمبر 2019، على أن تستمر فترة التشاور حتى الساعة السادسة مساء يوم الجمعة 13 ديسمبر 2019، فيما يكون الموعد النهائي لتقديم العطاءات هو الرابعة عصر يوم الاثنين 16 ديسمبر.

 

مصر صاحبة الشرارة الأولى فى كشف الحقائق

عيسى حياتو وأحمد أحمد
عيسى حياتو وأحمد أحمد

وأصدرت محكمة القاهرة الاقتصادية فى نوفمبر الماضى حكما بتغريم كل من عيسى حياتو، الرئيس السابق للاتحاد الإفريقى لكرة القدم (الكاف)، وهشام العمرانى سكرتير عام الاتحاد السابق، مبلغ 500 مليون جنيه لكلا منهما بإجمالى مليار جنيه، وإلزامهما بدفع المصاريف الجنائية، وإحالة الدعاوى المدنية إلى المحكمة المختصة، وذلك بسبب المخالفات التى ارتكبها الاثنان لقانون حماية المنافسة، ووقائع الفساد التى تورطا فيها ببيع الحقوق البث الخاصة بالاتحاد لشركة لاجاردير الفرنسية، التى منحتها لشبكة بى إن القطرية، والإضرار بالمشاهد المصرى.

وأظهرت حيثيات حكم المحكمة عن امتناع المتهمين عن التعاقد مع شركة بريزنتيشن على حق الاستغلال التجارى للحقوق المتعلقة بالبث المباشر بكل الوسائل الإعلامية للبطولات دون مبرر مشروع، على الرغم من تقدمها بعرض جدى وتزيد عن القيمة المالية المتعاقد عليها مع شركة لاجاردير، فضلًا على إصرارهما على إبرام التعاقد على بيع حق الاستغلال التجارى للحقوق المتعلقة بالبث المباشر للبطولات وتعليقها على شرط شرائها مجمعة وعلى كل الوسائل الإعلامية وبجميع المناطق الجغرافية بأنحاء العالم على الرغم من عدم توافر التماثل بين البطولات أو المناطق الجغرافية أو الوسائل الإعلامية المختلفة.

 

ضربة قاسمة لـ تميم

حياتو وتميم
حياتو وتميم

وكشفت أوراق تحقيقات نيابة الشئون المالية والتجارية، والتقارير المقدمة من جهاز المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، عن حقيقة العلاقة بين عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم سابقاً، والذى تلاحقه العديد من قضايا الفساد والرشوة في مصر ودول أفريقيا، وتبعيته لناصر الخليفي، وأمير دولة قطر تميم بن حمد، وتكشف كذلك سيطرة الديوان القطرى ومجموعة "بي.إن" على شركة لاجاردير والتى يحاكم "حياتو" بسببها وتطارده اتهامات بالفساد والرشوة لإسناده حقوق بث المباريات لها بالأمر المباشر حتى عام 2028.

في مارس الماضى أحال النائب العام المصرى كلا من عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم سابقا، وهشام العمراني، السكرتير العام للاتحاد، حيث باعا حق الاستغلال التجاري للحقوق المتعلقة بالبث المباشر بكافة الوسائل الإعلامية للبطولات إلى شركة لاجاردير سبورتس بطريق الإسناد المباشر ودون طرح هذه الحقوق في مزايدة علنية وذلك حتى 2028، بما أدى إلى منع الشركات المنافسة للشركة المتعاقد معها ومن بينها الشركة المصرية لخدمات إعلانات الأقاليم "برزنتيشن" ومنع حرية المنافسة، وامتنعا عن التعاقد مع الشركة المصرية لخدمات إعلانات الأقاليم "برزنتيشن" دون مبرر مشروع، على الرغم من تقدمها بعرض جدى وتزيد عن القيمة المالية المتعاقد عليها مع شركة لاجاردير بمبلغ 200 مليون دولار.

وتتبع تقرير جهاز حماية المنافسة المقدم للنيابة العامة، العلاقة بين مجموعة "بي.إن" وشركة لاجاردير، منذ تأسيس بي إن، حيث تبين له من القرار القطري أن تميم بن حمد حاكم قطر، هو نفسه مؤسس مجموعة "بي.إن" الإعلامية، وذلك حتى تخضع لوصاية الحكومة القطرية، ويتفق عمل الشركة مع أهدافها، وعين الخليفي ليتولى إدارة المؤسسة، كما أن رئيس مجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار، المشكل وفقاً لقرار أمير دولة قطر، هو عبد الله بن حمد بن خليفة الثاني شقيق تميم وولي العهد، ويضم في عضويته ناصر الخليفى، وبالتالى فالمسئول عن تنسيق التعاون بين مؤسسة "بي إن" الإعلامية وشركة لاجاردير القابضة يما يتعلق بقطاع الرياضة هو أيضاً ناصر الخليفي، والذي يخضع بدوره للسيطرة الفعلية لأمير دولة قطر.

وتكشف الوثائق أنه فى 4 مايو 2012 تم تعيين سلطان بن عبد الرحمن الثاني عضو بمجلس إدارة شركة لاجاردير سبورتس آن إنترتنيمنت، والتي تملكها لاجاردير القابضة، ووفقا لوثائق شركة لاجاردير القابضة فإن سلطان بن عبد الرحمن الثاني يعمل بمكتب ولى العهد القطري بالديوان الأميرى، وهو ما يعني تمثيل مباشر لأمير دولة قطر المؤسس لشركة بي إن الإعلامية في مجلس إدارة شركة لاجاردير سبورتس آند إنترتنيمنت، التى حصلت على حقوق البث المباشر الخاصة بالاتحاد الأفريقى لكرة القدم منذ عام 2008 والتي تم تجديدها حتى عام 2028.

قيام الاتحاد الأفريقى لكرة القدم بالبيع بصفة حصرية لمجموعة "بي إن - لاجاردير" كان له ضرر بالغ على السوق المصرى، وذلك لتمتع مؤسسة بي إن الإعلامية بوضع مسيطر أصلاً في السوق المصرى كنتيجة طبيعية لتمتعها بالعديد من الحقوق الحصرية لفعاليات كرة القدم الدولية، الأمر الذى ساهم بشكل مباشر فى تسهيل إساءة مؤسسة بي إن الإعلامية لوضعها المسيطرة في السوق المصري، وإضرارها بالمنافسة في قطاعات حيوية، مثل سوق البث عبر الأقمار الصناعية والذى قامت فيه بالإضرار بوضع القمر الصناعي نايل سات التنافسى، والتهديد بإخراجه من السوق، بالإضافة على قيامها بفرض شروط تعسفية مع مشتركيها حرمتهم من حرية اختيار المحتوى الرياضي الذى يرغبون فى مشاهدته.

واستمعت نيابة الشئون المالية والتجارية لأقوال ممثلين عن جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية، وجاء على لسان أحدهم أنه بالفعل قامت شركة لاجاردير بمنح الحقوق المباعة لها من الاتحاد الأفريقي لشركة بي إن سبورتس بصورة حصرية داخل جمهورية مصر العربية، إذ أن شركة لاجاردير وشركة بي إن سبورت أطراف مرتبطة.

ووجهت له النيابة سؤالها، وما دليلك على أن كون شركة لاجاردير وشركة بي إن أطراف مرتبطة؟، أوضح أن جهاز قطر للاستثمار يمتلك حصة تصويت تبلغ 10% من أسهم مجموعة لاجاردير القابضة التي تملك بالكامل شركات "لاجاردير سبورتس أند إنترتيمنت" وشركة لاجاردير سبورتس، وأن تلك النسبة هى ثاني أعلى نسبة تصويت داخل الجمعية العمومية لمجموعة لاجاردير القابضة، حيث تبلغ أعلى نسبة حوالى 12% من حقوق التصويت داخل الجمعية العمومية لمجموعة لاجاردير وأحد أعضاء مجلس إدارة جهاز قطر للاستثمار هو ناصر بن غانم الخليفى، رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة بي إن الإعلامية، وأن الخليفي هو العضو الوحيد بالجهاز المرتبط باستثمارات دولة قطر فى قطاع الرياضة، وهو ما يعنى أنه من يدير حصة جهاز قطر التصويتية داخل مجموعة "لاجاردير".

وأكد أن مجموعة بي إن الإعلامية تتبع مباشرة أمير دولة قطر، وهو ما مكن حكومة دولة قطر من ممارسة تأثير فعال في القرارات الاستراتيجية لمجموعة لاجاردير، وأيضا مكن الديوان القطري الأمير من تعيين أحد أعضائه عضوا مجلس إدارة شركة لاجاردير سبورتس أند إنترتيمنت، بالإضافة إلى كل ذلك، أن العلاقات التعاقدية طويلة الأجل بين كلا الكيانين ساهمت في وجود توافق اقتصادي فيما بينهما وهو ما يعنى ارتباط المصلحة الاقتصادية لمجموعة بى إن ومجموعة لاجاردير وظهورهما بمظهر الكيان الاقتصادي الواحد داخل السوق المصرى وبناء عليه يعد كلاهما من قبيل الأطراف المرتبطة فى حكم المادة 2 من قانون حماية المنافسة والمادة 5 من لائحته التنفيذية.


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع