عبير حرب تكتب: حيوان ذو تاريخ

عبير حرب تكتب: حيوان ذو تاريخ
عبير حرب تكتب: حيوان ذو تاريخ

هل فكر احدكم يوما في وصف دقيق لمفهوم الانسان .او تعريف شامل لهذا المخلوق الذي فضله الله علي سائر المخلوقات وجعلها جميعا في خدمته ؟ عندما حاولت التفكير بتمعن للوصول لتعريف ووصف يغذي المنطق عندي في وصف الانسان وجدت كتاب المؤلف العظيم احمد بهاء الدين والذي تحدث عنه في كتابه (ايام لها تاريخ) وتسائل هل الانسان حيوان ناطق؟ وكانت الاجابة نعم ولكن هذا الوصف ينطبق علي حيوانات كثيرة فالقرد حيوان ناطق والببغاء طائر ولكنه قد يتعلم بعض الكلمات وينطق بها وغيرهم من المخلوقات  .وهل الانسان حيوان ضاحك ؟الاجابة نعم ولكن هناك الكثير من الحيوانات  الضاحكة .وهل هو حيوان متنقل او يسافر ويرحل ؟وجد ان هذه الصفة تنطبق علي كثير من الكائنات . 

هل هو حيوان عاقل ؟.وجد ايضا ان كثير من الحيوانات تتميز بوجود العقل بل والذكاء والتفكير حتي ولو بدرجات مختلفة . .لذلك ومن خلال فكر عميق وبحث دقيق توصل الي وصف للانسان يميزه عن سائر الكائنات وهو وصفه كحيوان او كائن  ذو تاريخ لايولد بهذا التاريخ معبأ في جوفه وانما يقرأ ليعرفه و يدركه ويمنحه صفة التطور والمعرفة والتكملة من حيث انتهي جدوده وسوالفه حيث ان كل مجموعة من البشر تاتي تعلم تماما كل ماحدث في الفترات التي تسبقها وتستفيد منه  و تستطيع قراءة التاريخ  والتعلم منه وتطوير الذات  والبدء من حيث انتهي السابقين  .علي خلاف الحيوان فمثلا الاسد من الف سنة هو نفس الاسد الان لما يتطور شكله او سلوكه ولا ينظر لتاريخه او يعلم عنه شئ ليتعلم او يغير من شكله وصفاته  او يستفيد  من مستقبله.. كما استعان  الكاتب  في التصديق علي نظريته  بالفار الذي نصطاده منذ عشرات السنوات بالمصيدة وقطعة الجبن والي الان نصطاده بنفس الادوات لانه لايعلم ان هذه المصيدة هي من قتلت ملايين الفئران من قبله منذ زمن لانه لايعلم التاريخ ولايدركه ولايستفاد منه . وعندما قرات هذا الكتاب اقتنعت جدا بهذا الوصف الذي توصل اليه الاستاذ احمد بهاء الدين والذي فعلا اثبته فعليا من خلال دلالات منطقية .ان الانسان كائن حي له تاريخ يعرفه ويدركه ومن خلاله يستطيع تطوير نفسه وتجنب اخطاء الماضي والاستفادة منه لصنع حاضر ومستقبل افضل .حتما مايميزنا هو تاريخنا وهو من يساهم بخبرته في استمتاعنا بحاضرنا وصنع مستقبل افضل لنا ولكل الاجيال القادمة .كل الاحترام والتقدير للكاتب العبقري احمد بهاء الدين.