كبسولة حنان شلبي: إنهيار الدول يأتي بعد فناء فرسانها

كبسولة حنان شلبي: إنهيار الدول يأتي بعد فناء فرسانها
كبسولة حنان شلبي: إنهيار الدول يأتي بعد فناء فرسانها

إن الفروسية اخلاق و أصول و شرف و قواعد و قوانين ملزمة للنفس من النفس لا يجوز فيها الطعن من الخلف و الفارس النبيل اذا ما سقط خصمه على الأرض أو سقط سيفه لا يقترب منه أو يهينه و لا تتعدي الخصومة عنده موضوعها و إن كان الأشخاص الطبيعيين تجد الرحمة إلي قلوبهم طريق فإن الفارس النبيل تجد الرحمة و الإنسانية لقلبه ألف طريق

و برغم من إننا نعاني في عصرنا الحاضر من تفشي الظلم و الفساد و التدني في الأخلاق و القسوة إلا أنه مازال هناك فرسان نبلاء قد تصادفك الفرصة و تلتقي بهم أو يمر بك العمر دون ان تري أحدهم ! لكنهم موجودون و قد كنت محظوظة و قابلت في حياتي مجموعات و أفراد ينطبق عليهم وصف الفرسان كما تقابلت مع آخرون أفرادا و جماعات يتباهون بالاجرام و التدني و الوقوع في الرزيلة بشكل يقشعر له البدن و كنت محظوظة في هذا أيضا لأن بوجود الأشياء و عكسها نشعر بقيمة الأشياء و نتعرف عليها بسهولة فلولا الشر ما عرفنا قيمة الخير و لولا المرض ما عرفنا قيمة الصحة .. و تقديرنا للأخلاق يزداد حينما نرى عديمي الأخلاق و لولا الخيانة ما عرفنا قيمة الإخلاص و هكذا ،،

و الفارس النبيل يمتلك وجدان سليم يستطيع من خلاله التمييز بين الحق و الباطل و بين الخير و الشر و بين الجمال و القبح يشعر بالارتياح عندما يسعي لإغاثة ملهوف أو يحسن إلي فقير أو يعدل في حكم ،، أما من توسوس له نفسه بكذب أو سرقة و يري الخير شرا و الشر خيرا فهذا هو صاحب الوجدان المريض !

و ما أكثر مرضى الوجدان و ما أكثر الفاسدين الذين احاطوا أنفسهم بالمنافقين و يعيش علي أجسادهم فطريات تسمي المتسلقين و علي إستعداد لعمل أي شيء للاحتفاظ بمنصبهم حتي لو تحالفوا مع الشيطان و طعنوا ألف بريء في ظهره بدون حق و بدون رحمة و لا تحتاج الدول و الشعوب أكثر من هذا حتي تتلاشي و تفني !

نعم يمكن للشعوب أن تفني و تتلاشي اما بكوارث طبيعية أو بكوارث من صنع البشر سواء مسئولين عن تصريف امور البلاد و العباد او عباد اختاروا الخنوع و الذل و استحسنوا الباطل و أوغلوا في الحرام الا ان غاصوا في الوحل فحق عليهم انتقام الله لان الاصل في خلق الإنسان كان اعمار الأرض و ليس المساعدة علي فنائها و ليس لنشر الظلم و الفساد ،، لذلك بعث الله الانبياء والرسل لتذكير الناس من وقت لآخر  كما سخر البعض ليحملوا أمانة الكلمة و امانة الفعل و التصدي للظلم و لنصرة الحق و رفع رايته و هؤلاء عادة تضطهدهم السلطة و تضطهدهم الغالبية في مجتمعات الجهل ! مجتمعات خلت من اصحاب الراي الحر و اصحاب المواقف و اصحاب الضمير  و اصحاب العقل الراجع ،، مجتمعات خلت من الفرسان فحق عليهم انتقام العدالة الالهية ! 

 

حنان شلبي