الفنان التشكيلى العظيم حسين نوح لـ" صوت بلادى " : مصر تنطلق .. مصر تستحق فن أفضل .. مصر كانت هوليود الشرق

الفنان التشكيلى العظيم حسين نوح لـ" صوت بلادى " : مصر تنطلق .. مصر تستحق فن أفضل .. مصر كانت هوليود الشرق
الفنان التشكيلى العظيم حسين نوح لـ" صوت بلادى " :  مصر تنطلق .. مصر تستحق فن أفضل .. مصر كانت هوليود الشرق
 
حاورته : جاكلين جرجس 
الفن يحول الحياة إلى جمال لذلك أحببت كل أنواع الفنون. 
مدد مدد شدى حيلك يا بلد من الأعمال التى لن تنسى على مر التاريخ. 
" حابى الحياة " تميز بالمصرية الشديدة ، و فكرته مبنية بإرتباط النيل بحياة المصريين. 
الفنون كانت تلعب دور تنويرى و ملهم للجماهير فى مختلف العصور ، أما ما يقدم الأن فهو للترفيه فقط .
وزارة الثقافة تبذل مجهود ضخم فالدولة في الوقت الحالي تسبق الفنون فى التنوير و الثقافة لكن هذا الإنجاز الضخم لا يصل للمواطن.
الدراما المصرية بدأت تنهار عندما تلاشت شخصية المخرج و هو القائد الأوحد للعمل و ظهور فكرة ورش المسلسلات. 
   الفن مقياس لتحرر الشعوب ... الفن أداة و سلاح ناعم قد يميت و قد يبث الحياة فى الجماد ... الفن علاج لآفات التعصب و الكراهية  ،و كما قال رائد علم النفس سيجموند فرويد :"ولعل الاستمتاع الفنى هو قمة اللذات المتخيلة، ومن خلال الفنان يتيسر تذوق الأعمال الفنية، لمن لا يستطيعون الخلق ولا الإبداع، ولا يقدر الناس الفن كمصدر من مصادر السعادة والعزاء فى الحياة، ومع ذلك فالفن يؤثر فينا، لكن تأثيره مخدر لطيف، نحن نلوذ إليه من شقاء الحياة، ولكنه ملجأ مؤقت.. فتأثيره فينا ليس بالدرجة التى تجعلنا ننسى شقاء الحياة»" .... 
لذلك كان لنا هذا الحوار مع أحد عمالقة الفن التشكيلى فى مصر " حسين نوح " هو فنان شامل له بصمة و لون خاص مختلف فى كل عمل نجده يبرع فى إحدى المعزوفات ليضى لنا عتمة الليل و يحولها إلى نهار مع فرقة " النهار " أو عندما كان يشارك في العزف الموسيقى مع الأوكسترا السيمفونى والكونسرفتوار ، أو بأختياره بكل دقة و وعى لإنتاج أعمال مثل ثمن الخوف لنور الشريف و" بنت من شبرا" لليلى علوى، و"عقد الياسمين" لصلاح ذوالفقار وأمينة رزق وصفاء السبع إخراج يوسف فرنسيس، و فيلم تليفزيونى "الأستاذ والهلفوت "لجميل راتب والمنتصر بالله إخراج رضا النجار، ، أما الحب فقدمه بشكل مختلف على المسرح وكان "الحب في الصندوق" لعلى الحجار إخراج السيد راضى، و "سحلب " لليلى علوى وحسين فهمى وتأليف وإخراج محمد نوح، أما "سوق الحلاوة " كان لنيللى وعبدالمنعم مدبولى ويوسف منصور إخراج سيد راضى. استحق لتاريخه الفنى التنويرى الرائد الحصول على درع جامعة القاهرة ودرع الأمير صباح الأحمد في القرية التراثية بالكويت ودرع الإبداع من جريدة الجمهورية وجائزة الإنتاج عن مسلسل بنت شبرا، وبعد نصيحة من أخيه الفنان الراحل محمد نوح قائًلا " أكتب يا حسين متعملش زيي " أصدر أولى رواياته "تعاريج" بدار الشروق ، ثم " سبورة "بدار الآفاق العربية وكتب بعدها مسرحية " هرتلة "، لم يقف مكتوف الأيدى عند رؤيته لحل الفن و هو ينهار أو لحال التنوير فأقام ندوات باسم الفن حياة بالتعاون مع وزارة الثقافة فى أوبرا دمنهور والإسكندرية ومعظم الجامعات المصرية وله العديد من مقالات التنوير للتعريف بدور الفنون والإبداع والدعاة للتصالح مع الجمال.
وعلى الجانب التشكيلى أقام العديد من معارض الفن التشكيلى في معظم صالات العرض وشارك في العديد من المعارض الجماعية مع كبار الفنانين أمثال جورج البهجورى وعمر النجدى ود. محمد الناصر و أيضًا شارك بأعمال خارج مصر بالأردن والكويت وكردستان العراق حتى 2019 و أخرهم كان معرض " حابى الحياة " بدار الأوبرا المصرية فترى اللوحة عنده كأنها عزفًا موسيقيًا تكاد تسمع صداها تراها تتلمسها في نعومة وانسيابية الخطوط وتلقائيتها ... و بنفس الروح المرحة و التلقائية كان لنا هذه الحديث الممتع الممزوج بجمال الروح و أصالة الفن و عبق التاريخ مع الفنان التشكيلى الكبير حسين نوح .
 
 
و إلى درر الحوار : 
أحكى لنا عن شكل علاقتك بالفنان الكبير الراحل محمد نوح و أجمل ذكرياتكما ؟ 
       لقد  توفى والدى و عمرى 9 سنوات لذلك كانت علاقتى بأخى الأكبر محمد نوح بمثابة علاقة أبوية فقد كان عونًا و سندًا لىّ فى كل مراحل حياتى و مصدر للإلهام و التشجيع ففى طفولتى كنت ملاصق له و كانت الآلات الموسيقية و كأنها تحتوينى فى كل أنحاء المنزل ؛ ففى هذا الركن أجد الفلوت و تلك الحجرة أجد البيانو ، و شجعنى على القراءة و الإطلاع كان يشتري لى الكتب، و شجعنى على العزف على أكثر من خمس آلات موسيقية و بالرغم من أنى تقدمت بأوراقى لكلية التربية الموسيقية إلا أنى كنت أحب الرسم فاقترح علىّ أن أدخل كلية فنون جميلة و بالفعل قدمت و قبلت فيها فنّمى لدى موهبتين الموسقى و الرسم التشكيلى .
 
 
 
ماذا عن المسيرة الفنية العظيمة للراحل محمد نوح و مشاركتكم فيها و كيف كانت موسيقى و أغانى نوح تتأثر بأحوال البلاد و تؤثر فيها ؟
    بعد تخرجى بفترة بدأنا التفكير بإنشاء فرقة النهار  و كنت أعزف وقتها على ألة الدرامز و قدمنا أغانى عن حب مصر و شارك في مسرحية "سحلب" و وضع الموسيقى التصويرية لبعض الأفلام ؛ كما أخرج فيلم رحلة العائلة المقدسة.
   و كانت من أكثر الأغانى التى تأثر بها الشعب وقت الأزمات السياسية للبلد هى أغنية مدد مدد شدي حيلك يا بلد و هى نفس أسم أول مسرحية قُدمت فى زمن أو توقيت واحد مع حرب 73 وقتها كانت جهات كثيرة قد أوقفت نشاطها لتتفرغ فقط لأخبار الحرب التى استعدنا بها سيناء من العدو الصهيونى ؛كانت الحرب دائرة فى سيناء والمسرح أيضا يدور فى مسرح الجمهورية، والغريب أن المسرح كانت مقاعده "كومبليه" بلغة المسرح.. أى كلها مشغولة بالمتفرجين.
   فى هذا التوقيت كانت الفنانة سميحة أيوب مديرة المسرح الحديث وهى الوحيدة التى استطاعت أن تفتح ستار المسرح عن هذه المسرحية.. كان هذا العرض قد تقدم لها لتبدأ فورا فى بروفاته وكان المخرج هو الراحل عبدالغفارعودة بينما الغناء والموسيقى للراحل الفنان محمد نوح ؛ كلمات الأغنية الأساسية كان الجمهور يرددها مع الممثلين ويحفظونها عن ظهر قلب كنا نشعر  أن المسرح يكاد تقع جدرانه من الصوت القوى الذى يهز جنباته ، "مدد مدد شدى حيلك يا بلدى " من الأعمال التى لا تنسى على مدى التاريخ،  و كان حلمه الكبير عمل مسرح خاص به و خسر كل ماله لأن فى هذه الفترة كان مسرح صيفى ترفيهى و هو أراد أن يعمل مسرح تنويرى مع الراحل المخرج جلال الشرقاوى .
   كما أنه لم يستثنى الأغانى الرومانسية من قائمة أعماله فقدم ، دلعو يا دلعو الحب محدش منعو،  الشور شورك على صدرك، يابو سنة، الله حي، بحبك يا حياة، ولا على بالي، لا تنسانا، أديني قلت آه، لو يروق الحال، يا عصفورين، حبيبتي يا حبيبتي و غيرهم .
 
 
كيف استطعتم الجمع بين مختلف أنواع الفنون فمسيرتكم الفنية متميزة زاخرة بالعديد من الأعمال الفنية سواء الفن التشكيليين أو بمجال هندسة الديكور والتصميم و الموسيقى أيضًا ؟و هل ترون أن هناك تناغم و اندماج بين الفنون المختلفة ؟ 
  أرى أن هناك علاقة ترابط بين مختلف اشكال الفنون وعلم الجمال وتحققه في الموسيقي والفن التشكيلي والأدب و كما قال الفيلسوف "شوبنهار" بأن كل الفنون تسعى أن تكون موسيقى، فلولا رسومات الفراعنة على الجدران ما تميزوا؛ فالفن يحول الحياة إلى جمال .
و لذلك أحببت كل أنواع الفنون التى درستها و قدمتها للجمهور بداية من إدارة شركة النهار للإنتاج الفنى والتوزيع واستديوهات الصوت في الثمانينيات حتى أواخر التسعينيات بإدارة وحدة تصوير الفيديو، و مشاركتى في العزف الموسيقى مع الأوكسترا السيمفونى والكونسرفتوار وفرقة النهار، كما شاركت في تنفيذ إنتاج أعمال مسرحية وتليفزيونية، منها ثمن الخوف لنور الشريف وبنت من شبرا لليلى علوى، مسلسل سحابة من الماضى لخالد زكى وفيلم تليفزيونى الحياة على طريقة فلفل لأحمد بدير وهالة فاخر، وعقد الياسمين لصلاح ذوالفقار وأمينة رزق وصفاء السبع إخراج يوسف فرنسيس، فيلم تليفزيونى الأستاذ والهلفوت جميل راتب والمنتصر بالله إخراج رضا النجار، كذبة لونها وردى ليلى طاهر ووائل نور. 
وقدمت أكثر من ثلاثين ساعة منوعات لبرنامج مزازيك إخراج يحيى زكريا، أما المسرح فقدمت "الحب في الصندوق" لعلى الحجار إخراج السيد راضى، " سحلب "ليلى علوى وحسين فهمى وتأليف وإخراج محمد نوح، سوق الحلاوة نيللى وعبدالمنعم مدبولى ويوسف منصور إخراج سيد راضى، وكان لى نصيب أيضًا من أغانى وفيديو كليب لعائشة الوعد مغربية ومالك ماضى بالأردن وأنور الحريرى و غيرهم .
وعلى جانب الفن التشكيلى أقامت العديد من المعارض في معظم صالات العرض مثل صلاح طاهر بالأوبرا وساقية الصاوى وقاعة سلامة وصالة الهناجر ومتحف شوقى وجامعة القاهرة،وشاركت في العديد من المعارض الجماعية مع كبار الفنانين أمثال جورج البهجورى وعمر النجدى ود. محمد الناصر وخارج مصر قاعة فخر النساء زيد الملكية بالأردن والكويت وكردستان العراق حتى 2019 ، و أخر معرض لى كان بإسم " حابى الحياة " بدار الأوبرا المصرية .
 
 
حدثنا عن معرضكم الأخير " حابى الحياة" ولماذا اخترت هذا الإسم تحديدًا ؟ و هل تطرقت لوحاتكم لأبواب جديدة و خرجت عن المألوف ؟ 
   بالفعل كانت لوحات غير مألوفة و اخترت عنوان المعرض بإسم  "حابي الحياة " إيمانًا بأن حياة المصريين لا تستقيم من دون المياه، و حابى هو إله النيل عند قدماء مصريين ليعبر فى لوحاتى عن انعاكسات و تكوينات متباينة لكل معانى الخير والنماء والحياة ذاتها ، منطلقا من أن النيل هو حياة المصريين و أن مصر ستبقي دوماً.
 
 
 
هل يتم تجريف الشخصية المصرية من أصولها من خلال بعض الأعمال السينمائية أو الدراميا و التى تقدم محتوى لا يتناسب مع ثقافتنا المصرية ؟ 
     نحتاج إلى الفرز الجيد ؛ نحن أمام الكثير من الأعمال الهابطة ، كثير مما يحدث على الشاشات هو أقل بكثير مما تستحقه مصر ، حين يتابع أى محب لبلده و يدرك قيمة الفنون على العقل الجمعى تتملكه الدهشة و الحزن على نوعية الفنون التى تقدم للجمهور المصرى ، فأنا أدرك جيدًا ما قدمته الفنون للتنوير و التوعية أما ما يقدم الأن هو للترفيه فقط ؛ فأين نحن الأن مما قدمه عظماء الدراما المصرية أمثال أسامة أنور عكاشة و كرم النجار و مجدى أبو عميرة و غيرهم ، أين نحن من الحبكة الدرامية و روايات توفيق الحكيم التى تحولت لعمل درامى فهذه الأعمال كانت تقوم على التوعية و إعمال العقل و تقوية الانتماء للوطن ؛ علينا الاهتمام بالمضمون والكيف قبل الكم، و هو المنوط بالفنون أن تقدمه و تفعله لصالح المواطن و الوطن.
 
 
 
هل تتفقون على أهمية مقص الرقابة على الاعمال الفنية أم أنه لا يتناسب مع عصر الإنترنت و المنصات الرقمية و قد يضر بالحالة الإبداعية للمؤلف ؟ 
      فى الحقيقة نحن نحتاج إلى رقابة ذاتية من خلال التربية والتعليم ، هناك فرق كبير بين رقابة سابقة ورقابة لاحقة ،بمعنى انه لو تمت الرقابة بعد تنفيذ العمل وحذف مشاهد منه سيتضرر منتج العمل ،لكن الأفضل تتم الرقابة على  النص وأتمنى أن يحدث ذلك كما كان يحدث في الستينات والسبعينات.
 
 
 
هل ترون أن وزارة الثقافة تقدم الدعم الكافى للفن أم هناك المزيد للنهوض بالفن المصرى بمختلف أنواعه ؟
    لقد أصبحت الدولة في الوقت الحالي تسبق الفنون والتنوير والثقافة ، فمصر يُعاد بناؤها و تصرف المليارات لكن هذا الإنجاز الضخم لا يصل للمواطن ، لدينا مشكلة فى التواصل فوزارة الثقافة تعمل كل ما بوسعها و هناك مجهود ضخم يبذل ، و هناك حركة تنقل للمعارض و الأعمال المسرحية و الصالونات الثقافية لأغلب المحافظات لكن أيضًا مطلوب من الإعلام تسليط الضوء على تلك الجهود و أن تكون هناك رغبة حقيقية للتنوير ... كفانا حوارات عقيمة. 
 
 
 
تاريخ الدراما المصرية عامر بالأعمال الهادفة التى اضاءت شعلت الوعى و الاستنارة للعالم كله و كان يقوم بكتابتها مؤلف واحد و سيناريست و مخرج بجانب باقى فريق العمل أما الأن أصبح هناك ما يسمى  بمسلسلات الورش بجانب مسلسلات التفصيل لفنان بعينه فما تقييمكم للأعمال التى تقدم من خلال تلك الورش؟ 
   قد تصلح تلك الورش للمسلسلات الطويلة المدى مثل المسلسلات الأجنبية " فالكون كريست " و غيرها و كنا نشاهدها على سنوات ؛ لكن فى رأيي أن الدراما المصرية بدأت تنهار عندما تلاشت شخصية المخرج و هو القائد الأوحد للعمل الدرامى و ظهور فكرة ورش المسلسلات وفيها يشترك فى كتابة العمل مجموعة من المؤلفين الشباب .. فكما أنه لا يمكن لخمسة رسامين أن يقوموا برسم لوحة واحدة أو أن يلحن أغنية ثلاثة ملحنين كذلك لا يستوى العمل الدرامى عندما يقدمه أكثر من كاتب لأنك ستجد أحداثًا لا رابط بينها و لا مبرر درامى يربطها و الحوار أغلبه ساذج و القضايا بائسة ؛ أين الأعمال العظيمة التى تعمل على إيصال رسائل تربوية و اخلاقية للناشئين ، على كثّاب الدراما التليفزيونية أن يدركوا معنى و خطورة مخاطبة الجمهور.
 
 
 
كانت السينما فى مصر تشارك القطن فى الدخل القومى ، فكيف ترون حال السينما الأن و ما تقدمه للجمهور؟ 
   السينما المصرية كانت ثانى سينما فى العالم بعد السينما الفرنسية ، و كانت تشارك القطن فى الدخل القومى فقد أنتجت أفلامًا تليق بإسم مصر و مثلت السينما المصرية فى معظم المهرجانات الدولية كما حدث مع أفلام نجيب محفوظ و شادى عبد السلام ، وقتها حلقت السينما المصرية فوق العالم العربى و العالمى .
أما المعروض الأن فى السينما المصرية أغلبه يرفع شعار الاستسهال و التسطيح و البحث عن الكوميديا الساخرة بهدف السيطرة على جماهير العشوائيات بالرغم من ذلك هناك بصيص من الأمل فى بعض الأعمال.
 
 
 
هل ترون أن برحيل عمالقة المسرح الذين  حملوا على أكتافهم الام الوطن باحزانه والمحن و قدموا ابداعات عظيمة مثل الفنان محمد نوح وصلاح جاهين والابنودى وعبد الرحمن الشرقاوى عبد الصبور والشيخ امام وجمال سلامة وأخيرًا رحل الفنان القدير جلال الشرقاوى فانطفأت أخر فتيلة للمسرح أم مازال هناك أمل بالوجوه الشابة أن يعود و يضىء من جديد؟ 
    جلال الشرقاوى قدم فن حقيقى من أعظم الأعمال المسرحية التى قدمت على خشبت المسرح المصرى رجل قلما يجود به الزمن ، أنسحب بهدوء بعدما صرف كل ما يملك علي المسرح ومن أعظم ما قدم الاوبرا الغنائيه "انقلاب "  كتبها العملاق صلاح  چاهين واشتغل علي موسيقاها محمد  نوح واستمع إليها أمامي جلال الشرقاوي وسالت دموعه وتحمس المبدع بداخله واستورد أجهزه  وماكينات عرض وباع معظم ما يملك ليخرج العرض للنور وجاء يوم الافتتاح  وعاد الجمهور المصري والحقيقي للمسرح وفرح نوح وجلال ولكن ماحدث من النجم ما لم يكن في الحسبان. وتوقف العرض وشهاده امام الله هذا العمل من أعظم الأعمال في تاريخ المسرح الغنائي المصري ولكن اللا فرز، قتل صلاح چاهين  وقتل محمد نوح  فقد صرف معظم ما يمتلكه من مال علي تسجيل الموسيقي بالأوركسترا الفولهارموني  بلندن ومات قهراً والأن لحق به العملاق المبدع جلال الشرقاوي.  
 
 
 
ما تقييمكم لدور أبو الفنون و ما يعرض على خشبته و ما هى مقترحاتكم للنهوض به و دوره الثقافى؟ 
     أرى أن مصر تنطلق بقوة الأن للمستقبل و يجب أن تكون الفنون هى القوة الداعمة و المرشد الذى ينير لها الطريق .
أما ما يعرض على خشبة المسرح الأن هو فن و مسرح ساذج خاصة بعدما تحول فنانوا المسرح إلى نجوم تلفزيون و أصبحوا يدخلون كل بيت و ينشون تفاهاتهم على الأطفال و النشىء ، و حتما تفعيل هذه السذاجات و التفاهات ستؤدى إلى كوارث أخلاقية في المستقبل فرجاءًا الحذر و الانتقاء فالمسرح ليس للتسلية فقط لكنه للتوعية أيضًا.
 
 
 
"المرأة " و تجسيدكم لها فى أعمالكم الفنية كيف ترونها ؟ 
     فى الحقيقة يذهلنى عطاء المرأة إنها حقا أكثر من نصف المجتمع فالمرأة دائما تدرك رسالتها، تؤدي أدوارها بلا كلل، تقف بصلابة، كالشجرة الراسخة الجذور؛المرأة هي ملهمتي وملهمة كل فنان، والأم هي البداية دائما، وأنا أدين بالفضل الكبير لأمي التي لم تكن تعرف القراءة والكتابة وعلمتني حب القراءة والاطلاع وعشق الموسيقى .