حوار مع الكاتبة الصحفية والنائبة البرلمانية المصريّة فريدة الشوباشي والسياسية الجريئة حول السياسة الداخلية والخارجية ومكونات الوطن

حوار مع الكاتبة الصحفية والنائبة البرلمانية المصريّة فريدة الشوباشي والسياسية الجريئة حول السياسة الداخلية والخارجية ومكونات الوطن
حوار مع الكاتبة الصحفية والنائبة البرلمانية المصريّة فريدة الشوباشي والسياسية الجريئة حول السياسة الداخلية والخارجية ومكونات الوطن


حوار مع الكاتبة الصحفية والنائبة البرلمانية المصريّة فريدة الشوباشي والسياسية الجريئة حول السياسة الداخلية والخارجية ومكونات الوطن

حوار : أكرم عياد

تظل الكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي بمثابة ضمير يقظ  يتحرك بين الناس ، قوية فى الحق ، صوت يصدح بالخوف على مصر ، لاتخشى سلفا ولا اخوان ، تؤذن فى الشباب بالعروبة ، تعشق جمال عبد الناصر، وفى محراب الوطن طلبا لسلامته .
الحوار مع الفريدة يتدفق مع اول سؤال ، زربة اللسان ، قوية الحجة وفصيحة البيان
1- ما رأيك بمسلسل "الاختيار" والحقائق الّتي عرضها وشاهدها الشعب كلّه على مساحة الوطن والوطن العربي حول ما جرى في الميادين وخاصة ميدان رابعة وما حصده من ردّات فعل على الشِاشات؟ 
- الحقيقة أن الفرق بين مسلسل  "الاختيار" وأي مسلسل آخر أنّه يثبت أنّ الفنّ الأصيل والفنّ المحترم هو الفن الّذي تلتفّ حوله الجماهير 

2- ما رأي حضرتك بنظام الرّئيس السّابق المخلوع حسني مبارك السّياسي وهل عانيتم من آرائه السّياسيّة خلال فترة وجوده في الرئاسة؟ وما الفرق بين سياسة الرئيس حسني مبارك والرّئيس محمد مرسي وكذلك سياسة الرّئيس السيسي الآن؟ 
- ما يؤكّد ويفسّر الاختلاف بين الأنظمة هو ثورة الشّعب المصري على الرّئيس مبارك حين قالوا له أنّ الناس تعبة ولم يعد باستطاعتها التّحمّل، أجابهم: " دعوهم يتسلّون" . وهذا في الحقيقة لم يكن ردّ قائد في ظروف كنّا جميعًا نرى الفروق الطّبقيّة الحاصلة بعد الانفتاح في منتصف السبعينات وكذلك التدهور الحاصل في الهويّة المصريّة. 
وبرأي أنّ جماعة الإخوان لم تكن يومًا صادقة ولم تكن يومًا وطنيّة وهم ما توارثوا من الوطن إلّا حفنة من التّراب العفن ولم تكن مصر تهمهم ولا أهل مصر. كما لم يكن يهمهم من يحكم مصر وشعبها حتّى لو كان من جنسيّة أخرى ما دام مسلمًا؛ وطبعًا من غير الممكن شخصيّا الموافقة على هذا الكلام؛ ولا يمكن لأي محترم يحبّ بلده أن يوافق عليه ونحن نرى موقف المصريين وتعاطفهم مع كلّ شهدائنا. من المعيب التكلّم بهذا الموضوع أكثر. 

3- ما رأيك أستاذة فريدة في المطلب الشّعبي بتأليف حكومة غير حكومة التّعليمات الحاليّة؟ هل سيتم تشكيل حكومة جديدة قادرة على إدارة البلاد أم سيبقى الأمر على ما هو عليه ويبقى النّظام كما هو؟ 
- بالنسبة لحكومة التعليمات ، فأنا شخصيًا متعاطفة معها وأتمنى لها التوفيق ويا رب تستطيع ان شاء الله أن تنقذنا ممّا نحن فيه وتنتشلنا من هذه المرحلة بسلام لأن الرئيس السيسي ورث البلد في خرابها؛ ورث بيت بلاطه مخلّع، حيطانه مائلة، سقفه واقع، شبابيكه محطمة... لذلك لا نستطيع من اليوم الثّاني مطالبته وسؤاله " أين القصر يا سيسي؟" . لكنني متفائلة بعد حوار إفطار العائلة المصريّة لمّا الرئيس فتح الباب لكل الحوارات حتى للمعارضة وترك الحريّة  للجميع  ليتكلموا فالآراء الكثيرة هي الّتي تولّد الفكرة الأصحّ. 

4- بعد الحوار الوطني، هل تعتقدين أنّه سيتم تشكيل معارضة حقيقة في البلاد أم سنبقى بدون معارضة بعد ثورتين؟ وهل سيكون حوارًا سياسيًّا حقيقيّا أو حوارا للمؤتمرات والحكايات والخطابة كما كنّا نرى في العصور السّابقة؟ 
- بتقديري، الرّئيس السيسي هو أكثر رئيس في العقود الأخيرة هذه لا يخشى المعارضة، فما الّذي قد تقوله له المعارضة؟ على العكس، أنا أرى أنّ كل يوم، تتسع دائرة المؤيّدين لسياسته لأنّه جلّ ما يقوم به هو لتحسين مصر. وإذ كان هناك من معارضة تضرّ في مستقبل بلدنا، فأكيد سيردّ عليها؛ ليس فقط من الرّئيس السيسي وإنما من الواقع الموجود على الأرض. فأنا برأي، مصر إن شاء الله ستستعيد مكانها ومكانتها في ظلّ قيادة الرّئيس السيسي.

5- ما رأيك بالقضيّة الفلسطينيّة وهل هناك من حل قريب بين الحكومة الاسرائيليّة والفصائل الفلسطينية ؟ ما موقفك من كل ما يجري في فلسطين من انتهاكات لحقوق الفلسطينيين إلى اعتداءات الشّرطة ومقاومة الشّعب لها أهي الخطوة الأولى تجاه تلك التعدّيات؟ 
- النكبة الكبرى بنظري والتي أورثتنا إياها انكلترا ومن بعدها أميركا وكل أعداء الوطن العربي والانتماء العربي وتطلّع الوطن العربي إلى الأفضل، كان إنشاء دولة إسرائيل على أساس الدّين وهذا الأمر غير صحيح لأن اليهودي منتشر في بلدان كثيرة فهناك اليهودي اليمني واليهودي الأميركي و...... أما فالدين شيء والوطن شيء آخر وأكبر فخ وقعنا فيه هو الدولة اليهودية فقابلناهم نحن بما يسمى الأمة الإسلامية بالوقت الّذي لا يوجد ما يسمى بالأمة الإسلاميّة: فما من شيء مشترك بيني وبين أحدهم في أندونيسيا غير الإنسانية أو حتى باكستان أو أي من الدول التّي أغلبيتها مسلمة ... أنا مع الدّين لله والوطن للجميع وأكبر عملية خيانة للمبادىء الإنسانية هي إنشاء دولة على أساس ديني والتّي تمثّلت بقيام دولة إسرائيل وكل ما يقال في ذلك لا حقيقة له ولا أثر مثلا:  من منا قادر على القول أنّ لا أصول يهوديّة في عائلته بما معناه من يستطيع أن يؤكّد أو ينفي أن أجداد أجداده في التاريخ لم يكن فيهم واحد يهودي ومع مجيء السيد المسيح أصبح مسيحيّا ومع مجيء سيدنا محمد عليه السّلام أسلم ...
فلا يجوز أن تعاقبني لأنني اعتنقت دينا غير دينك فهذه أكبر مصيبة وأكبر عمليّة نصب بالتاريخ. ما أريد قوله أنني قرأت من زمن بعيد مرة مقالة لجاك أتالي أقرب مستشار للرئيس الراحل فرنسوا ميتران وهو يهودي الديانة وكان قد كتب مقالا بعنوان "نهاية الحلم الصهيوني" وقال فيه أن لأسرائيل خيارات ثلاث أولها أن يكون هناك سلام وهدوء في المحيط العربي. ثانيا: أن لا يكون هناك حرب. فالحرب والرصاصة لن تطال فقط الفلسطيني ولن تقضي فقط على الفلسطيني وإنما لا بد أن تصيب الصهيوني أو الإسرائيلي أيضا. وثالثا: أموالهم ساحت فهم أتوا بأموالهم معتقدين بأنهم سيجدون لهم سوقا ألا وهو السوق العربي ولم يفطنوا للرفض الذي قد يلاقونه من العرب وخاصة الشعب العربي الذي رفض إسرائيل إذ قال أتالي " رأس المال لا وطن له، وهؤلاء سيأخذون أموالهم ويعودون أدراجهم من حيث أتوا" وفي الأحوال الثلاث انتهى الحلم الصهيوني." 

6- من أي منظار ترين قضية الأقباط في مصر وما يحصل لهم؟
- أنا ضد ما يحصل للأقباط في مصر. الشهداء الذين قتلوا في سينا البارحة، هل هم أقباط؟ ليس من بينهم من يشبه الآخر. من نفذ العملية مجموعة إرهابيين يعملون ضد مصر والمصريين. واستغلال قضية الأقباط، حتى البابا تيودروس قال كلمة عظيمة بما معناه نفضل وطنا بلا كنائس على كنائس بلا وطن ... فالقبطي المصري مصري أولا وأخيرا وإسرائيل لما كانت تضرب مصر لم تكن تقول القبطي في جهة والمسلم في جهة أخرى فنحن كلنا شعب واحد وعنصر واحد كما كتبت مرة في ردي على الرئيس مبارك لما قال "عنصرَيْ الأمة" 

7- نصل إلى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ماذا تقولين فيها؟ 
- الحرب بين روسيا وأوكرانيا موضوع كبير جدا وأنا برأي ان الأميركان كانوا يريدون السيطرة على العالم فوجدوا شخصية تافهة كرئيس أوكرانيا الذي كان ممثلا وقال كلاما بغيضا بما معناه أن أوكرانيا هي إسرائيل الكبيرة وهذا أمر مقرف ، كما ولديه الجنسية الإسرائيلية ولا يجوز أن يكون لرئيس دولة جنسية غير جنسية بلده. وكاد كل ذلك لينتهي لو قالت أوكرانيا أنها لن تسمح للحلف الأطلسي بإنشاء قاعدة حربية على حدود روسيا. فما لا أفهمه هو كيف تصوروا أن تكون دولة كروسيا مهددة بالحلف الأطلسي فما الذي دفعهم الآن لوضع قاعدة عسكرية على حدود روسيا؟ أنا أراها عملية نصب أميركية كبيرة جدا وإنما والحمد لله بدأت شعوب أوروبا تتنمر على قرارات بايدن، الأميركية يعني. 

8- حركة طالبان؟ 
- حركة طالبان عاشت في البلد سابقا خرابا ودمارا وقتلا وترويعات. فهي لا تمتلك في رصيدها أي شيء محترم. وإنما ما أريد قوله أن حركة طالبان كغيرها من الكثير من حركات الإسلام السياسي هي أداة  في يد الأميركان لتخريب منطقتنا وتفكيكها إلى بلدان عرقية وطائفية كما قال كسنجر – وزير الخارجية الأميركية الأسبق – فجميع حركات الإسلام السياسي تحركها أميركا والدليل على ذلك أنهم حين انسحبوا من أفغانستان لم ينتظروا حتى أسبوعا ولكن في اللحظة نفسها دخلوا العاصمة: الأميركان خرجوا من هنا وطالبان دخلت من هنا. 
ويا ليت أحدهم يستطيع الإجابة على سؤالي: ما أين تأتي طالبان بكل هذا السلاح؟ أيقنعونني أنها تصنعه كله؟ فعندما يجيبونني على هذا السؤال نستطيع أن نفهم أشياء كثيرة. 

9- كلمة من حضرتك للسيد الرئيس حول الوعي والثقافة بالنسبة لجيل الشباب والمجتمع وظاهرة التّحرش؟
- بدأت القيادة في منتصف السبعينات للحقيقة معركة لسلب المصريين وعيهم فاستعانوا بشيوخ ودعاة وملايين الأفراد ، كل واحد يقول شيئا يتوّهون به الشباب كما وحرفوا انتباههم عن العمل والجدية في العمل وجعلوا من الإسلام شيئا شكليّا. وبرأي مسألة التحرش سببها الدعاة والشيوخ الذين أتونا في السبعينات  واستمرواوكمّل بهم حسني مباركك "شعر المرأة، رجل المرأة ويد المرأة .... ." شيء غير معقول إذ بم سيفكر الشاب وهو جعلوا تفكير وحواس الشباب وذهن الشاب مركزا على المرأة. هل سمع أحدهم كلام شيخ يقول لهم  ويشدهم إلى العمل " ربنا قال اعملوا فسيّر الله عملكم ورسوله؟ " 

10- وأخيرا أعطنا نبذة عنك أستاذتنا المشاكسة الغالية وأين وصلت في البرلمان؟ 
- أنا متفائلة بهذا البرلمان وبرئيسه حنفي  جدادي المستشار العظيم الذي يعطي الفرصة لكل الناس أن تبدي برأيها وأنا كنت قد أثرت مواضيع عدة منها موضوع فلسطين وموضوع الإيجارات القديمة حيث هناك بعضهم يسكن في شقق في الزمالك أو في غاردن سيتي مثلا - والشقة هناك يرمح فيها الخيال كما يقولون، بما قيمته 20 جنيه أو ثلاثين جنيه وهذا حرام بالنسبة لصاحب الملك إذ يعاني من اللاعدالة وكذلك تكلمت في موضوع المرأة ومواضيع أخرى وعلى قدر استطاعتي إن شاء اللله، ربنا يساعدنا على تصويب كل الأمور التي تحتاج تصويب.
وأخيرا حفظ الله مصر وشعبها والدول العربية جميعأ