أ.د/صبري فوزي أبوحسين يكتب : الحفاظ على المرأة في ظلال الإسلام

أ.د/صبري فوزي أبوحسين يكتب : الحفاظ على المرأة في ظلال الإسلام
أ.د/صبري فوزي أبوحسين يكتب : الحفاظ على المرأة في ظلال الإسلام

لا ريب في أن (المرأة) مخلوق بَشَري رقيق ولطيف، خلقه الله-تعالى- مع (الرجل) ليحققا السكن والمودة في هذا الكون، وقد كرَّم الإسلام (المرأة) ومنحها مكانة متفردة في المجتمع، وذكرها الله في العديد من آيات قرآنه الكريم، بل خصص لها سورة كاملة تحمل اسمها، هي «سورة النساء»؛ فالمرأة مصونة مُكرَّمة في ظلال الإسلام، باعتبارها جدَّةً وأمًّا وأختًا وبنتًا وزوجةً، وقريبةً وجارةً، وزميلةً ورفيقةً في جميع مراحل هذه الحياة، سواء أكانت مسلمة أو غير مسلمة: لها الحق في أن تتحرك في الحياة، وتتعامل مع الأحياء بثبات وأمان وحرية، ولها حقوقها، وعليها واجبات، وهي مخلوقة لتَبنيَ وتُعمِّر وتنوِّر وتربِّي، وتنشِّئ الأجيال وراء الأجيال، وتقدم التضحيات من أجل إنجاز مهماتها النبيلة...
 وظلت (المرأة)كذلك حتى زمننا هذا، الذي تتجه فيه الدولة المصرية إلى التمكين للمرأة، وإعطائها مزيدًا من الحقوق والامتيازات، لكننا ابتُلينا بأبالسة وهمجيين! يريدون أن يرجعوا بنا إلى الخلف، وأن نعيش جاهلية فكرية وسلوكية قاسية، تتبنِّى العنف سلوكًا، والتشدُّد منهجًا، فصرنا نشهد ألوانًا من العنف الغريب والعجيب والمُريب ضد (المرأة): أمًّا وبنتًا وأختًا وقريبةً وجارةً وزميلةً، حيث صرنا نسمع ونشاهد في كل مكان حولنا مظاهر عنف متنوع ضد كل امرأة: عنف لساني، وعنف جسدي، وعنف فكري، وعنف إلكتروني، وعنف غنائي، أو إعلامي ...إلخ! فما زلنا نسمع ونقرأ الأراجيف والفتاوى الشاذة والتخرُّصات والافتراءات على الإسلام وتشريعه، المؤدية إلى الافتراء بأن الإسلام ظلم (المرأة)، وبخسها حقَّها، وامتهن كرامتها، وجعلها خادمة الرجل: تؤدي حاجته، وتلبي رغبته، وتلد له الأطفال فقط! وأن الإسلام حبسها، وقيَّدها، وضيَّق عليها، وحرَمها الحريةَ، وجعلها منبوذةً في المجتمع، خاملةَ الذِّكرِ، حبيسةَ الجُدران، وإن الإسلام عقبة في سبيل النهوض بالمرأة... إلى آخر ما هنالك من نعوت وأوصاف وأحكام مكذوبة ومُفتَراة على ديننا الخاتم الحنيف.
 والحق أن الإسلام ما ظلم (المرأة) ولا أجحفها حقَّها، ولا امتهن كرامتَها؛ ولكنه رسم لها طريقًا مستقيمًا ايجابيًّا مُسعِدًا وآمِنًا في هذه الحياة، وأن الإسلام سَنَّ للمرأة حقوقًا وطالبها بواجبات، وحدِّد مسئولياتِها، وفرض لها على كل رجل حولَها فرضَ الرِّعاية والعِناية واللطف والوقاية والحماية؛ فالإسلام أعز المرأة وكرَّمها، وانتشلها من حضيض الذل ومرارة الحرمان، وأعطاها من المكانة والكرامة والمكتسبات ما لم يعطها أي نظام من النظم المجتمعية في هذه الحياة. 
ودلائل ذلك وأدلته نجده في حقائق قرآنية كريمة، وتوجيهات نبوية شريفة خاصة بالمرأة، وبيانها على النحو الآتي: 
1- ساوى الله -سبحانه وتعالى- بين الرجل والمرأة في الخَلْق في قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ، واحِدَةٍ، وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾؛ فالرجل والمرأة خُلِقَا من نفس واحدة، وافترقا ليؤلِّفا شطري المجتمع البشري ويكوِّناه، وفي قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾؛ فالتقوى ميزان الكرامة والتفاضل، ولا دخل ولا أثر للذكورة ولا الأنوثة في ذلك، ويقول الرسول-صلى الله عليه وسلم: "إنما النساء شقائق الرجال"، قال شراح الحديث: أي نظراؤهم في الخلق والطباع، كأنهن شقق منهم!
2- المساواة بين الرجل والمرأة في العمل ونتيجة العمل، في قول الله تعالى: ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللهِ وَاللهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ﴾، وقوله: ﴿إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ وَالمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالخَاشِعِينَ وَالخَاشِعَاتِ وَالمُتَصَدِّقِينَ وَالمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾، وقوله: ﴿وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾، وقوله: ﴿وَعَدَ اللهُ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ مع التفريق بين الرجل والمرأة في المواضع التي تقتضيها فطرة كل منهما و طبيعة خَلْقه.
3- جعل الإسلام الزواج الرِّباط الشرعيَّ والقانونيَّ الوحيد والفريد والآمِنَ والمُسعِدَ بين الرجل بالمرأة، ومن ثم قضى على الفوضى الشيطانية والطرائق الجاهلية في الأمور الجنسية، فرفع من شأن المرأة وأبعدها عن أن تكون مجرد متعة طارئة أو لذة عارضة. قال الله تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾؛ فالمرأة وسيلة للطمأنينة والراحة والود والرحمة، ودعا الإسلام إلى تحقيق المساواة في الحياة الزوجية، وقال الله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالمَعْرُوفِ﴾، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:" ألا وحقُّهن عليكم أن تُحسِنوا إليهنَّ في كِسوتِهنَّ وطعامِهن"، وقال أيضًا:" ألا واستوصُوا بالنساء خيرًا"، وقال أيضًا:" فاتقوا اللهَ في النساءِ، واستوصوا بهنَّ خيرًا".
4- وفي المجال الاقتصادي أعطى الله –سبحانه-(المرأة) الحق في اكتساب المال والتصرف فيه في قوله عز وجل: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾، كما فرض الله –تعالى- للمرأة إرثًا معلومًا من تركة أقاربها من الأصول والفروع، في قوله: ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا﴾، وفرض الإسلام على الرجل الإنفاق على المرأة أما وزوجة وبنتًا وأختًا وقريبة، قال الرسول –صلى الله عليه وسلم-:"ولهنَّ عليكم رِزقُهنَّ وكِسوتُهنَّ بالمعروف"، ومن عظمة التشريع الإسلامي النهي عن ظلم النساء والإضرار بهن في قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا ۖ وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾.
5- جعل الإسلام للمرأة شخصية مستقلة في المجال السياسي، حيث أخذ النبي -صلى‌ الله‌ عليه ‌‌وسلم- البيعة من المرأة على انفراد، وذلك في قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ المُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لاَّ يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾.
ومن سمو التشريع الإسلامي حمايته للمرأة من أي عنف يُوجَّه إليها، فقد حارب العادة الجاهلية الهمجية المُسمَّاة (وأد البنات)، بالنهي عنها في قوله تعالى: ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُم مِّنْ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ﴾، وقوله تعالى: ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا﴾، والحكم على فاعلي هذه الجريمة بالخسران في قوله تعالى: ﴿قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِرَاءً عَلَى اللهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ﴾، كما نجد التهديد بالعقوبة الأخروية في قول الله تعالى: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ﴾! كما نهى الإسلام عن ظلم المرأة في قول الله تعالى: ﴿فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا﴾، أي لا تضربوهن، ولا تؤذوهن ولا تقصِّروا في حقِّهن؛ ما دمن قد قمن بالواجب. 
وعندما نتدبر التطبيق النبوي الشريف في التعامل التربوي مع (المرأة) نجد الصحابة-رضوان الله عليهم أجمعين- يقررون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما ضرب خادمًا، ولا امرأة" بيده قطُّ، وهو القائل-صلى الله عليه وسلم-:" إني لأكره للرجل يضرب أمته عند غضبه.." وفي الحديث النبوي الشريف أنَّ الرِّجالَ استأذَنوا رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- في ضربِ النِّساءِ، فأذِن لهم(في الضرب غير المُبرِّح)، فضرَبوهنَّ، فبات فسمِع صوتًا عاليًا، فقال: ما هذا ؟ قالوا: أذِنْتَ للرِّجالِ في ضربِ النِّساءِ فضرَبوهنَّ فنهاهم، وقال: "خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا مِن خيرِكم لأهلي"، وليس ضرب النساء خيرًا، وليس فيه خير أو نفع؛ ولذا قال الله تعالى:" ولن يضرب خيارُكم"، فأباحَ وندَب إلى ترك الضرب، ولذا كان حلاًّ ثالثًا للمرأة الناشز العاصية الخارجة على قوامة زوجها، وقال عطاء:  "لا يضربها وإن أمرها ونهاها فلم تطعه، ولكن يغضب عليها"، وما أجمل هذا التفسير؛ فالغضب وسيلة تربوية فاعلة، وهذا من فقه ذلكم التابعي النبيل.
6- ومن وسائل الحفاظ على المرأة في ظلال الإسلام  الدعوة إلى سترها في قول الله -سبحانه -: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن
جَلابِيبِهِنَّ (١) ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا﴾، وقول الله -سبحانه وتعالى-: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ  عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾؛ فالآيتان الكريمتان تدعوان إلى ستر المرأة عن الرجال الأجانب عنها؛ صيانة لعفتها وحفاظًا على شرفها وعرضها. كما نهى الله –تعالى- عن الصوت أو اللفظ الذي فيه لين أو ميل منهن قد يفهم فهمًا خاطئا من ضعاف النفوس، فقال: ﴿فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفًا﴾.
وهكذا نجد المرأة في ظلال الإسلام تعيش في سياج من الأمن والأمان والراحة والسكينة، فهي درة مكنونة، وجوهرة مصونة من المجتمع كله، وفي مجالات الحياة كافة؛ فقِوامةُ الرجلِ على المرأة تتطلب الحِفاظ عليها والحِماية والوِقاية والرِّعاية لها؛ فلا يجوز أن يؤذيها أحد بيده، ولا أن يعتدي عليها بجوارحه، بل يجب أن يحميها ويدافع عنها كل إنسان، وأن يقدم إليها ولها كل خير ونفع؛ فما أكرم المرأة إلا كريمٌ، وما أهانها إلا لئيمٌ؛ وإكرامها في المجتمع يجعلها تمارس دورها الحيَويَّ المعطاءَ في الحياة، ومع الأحياء، بكل يسر ودقة وإخلاص، فتتحقق عمارة البلاد والعباد، عن طريق الرجال والنساء معًا!