بوابة صوت بلادى بأمريكا

أحمد عزيز الدين يكتب : من وحي القلم

هبت نسائم غريبة على ربوع الوطن كما هبت على سائر الأوطان وكست سماءه سحابة سوداء متأثرة بالأمراض المتلاحقة جراء أفعال البشر بعضهم ببعض، مما أدى إلي سوء الأحوال الاقتصادية ونتيجة لتلك الأمراض المتلاحقة أضطرت بعض الدول لغلق اجوائها خوفاً من العدوي ولكن هيهات فلقد اصبحت الكرة الأرضية قرية صغيرة يتأثر قاصيها بدانيها ويتأثر الظهر بالبطن فحل بالجميع ما كان يخشاه الناس وتوقفت حالة الملاحة الجوية والبحرية بين الدول لمدة عامين تقريباً إلا من ضروريات الحياة ولكن اطماع البشر وقوي الظلام التي تتحرك في الخفاء لقلب احوال العالم من سيء إلي أسوأ لم تكتفي بحال العالم على هذه الشاكلة ولم تكتفي بكونها لم تمد يد المساعدة للشعوب الاكثر فقراً لتنتشلها من ضياع محقق في ظل الاقتصاديات الضعيفة وتردي الأحوال نتيجة الامراض المنتشرة وتوقف حالة الأسواق العالمية بل ذهبت تلك الدول إلي أبعد من ذلك فقد ألبت دول الجوار المتقارب بعضها على بعض وحركت المياه العكرة في البحور والمحيطات بل ونثرت أتربة البراكين في الأجواء وكما يقولون مما زاد الطين بله. 
فها نحن نري تحركات اوربية وأمريكية لضم اوكرانيا إلي حزب الناتو وهذه الدولة تعد بعد استراتيجي للدب الروسي ناهيك على الانتماء العرقي لتلك البلد إلي البلد الأم روسيا مما اثار حفيظة روسيا وجعلها بين ليلة وضحاها تشن هجوم مميت على اوكرانيا تلك الدولة التي لا طاقة لها بحرب ضد الدب الروسي ناهيك عن تخلي حلف الناتو عن الدخول في حرب مع تلك الدولة التي أراد ضمها إليه إذا ليست المراد اوكرانيا إذا ولكن المراد وقوف حلف الناتو بقيادة أمريكا إلي الوقوف على حدود دولة الدب الروسي والذي يعد ضرب من المستحيل بالنسبة إلي روسيا، وبرغم المساعدات المالية والعسكرية التي تقدمها أمريكا ودول الغرب إلا انها لا تستطيع مجابهة الدب الروسي في تلك الحرب فما زال الدب الروسي لم يستخدم قوته الحقيقية في تلك الحرب انها لعبة الانهاك إذاً على مائدة القوي العالمية فهل اكتفي الغرب وأمريكا بهذا؟ 
لا لم تكتفي بل سارعت امريكا بأثارة مشكلة حدودية اخرى بين الصين وتايوان بإرسال ممثلة لها وهي السيدة بيلوسي رئيسة مجلس النواب الامريكي لزيارة تايوان وهذا ما اثار حفيظة الصين وهي على علم بأن تايوان تحت الحماية الصينية وأنها أمتداد للصين الموحدة وأن الصين قوة لا يستهان بها في العالم وليس فقط في الشرق الاسيوي مما دفع الصين لشن مناورات واسعة النطاق على الحدود البحرية لتايوان واختراق الطيران الصيني للأجواء التايوانية واعلان التعبئة العامة لجيوش بعض المنطقة مما اوقف العالم اليوم على اعتاب حرب عالمية ثالثة لو إنها اندلعت لأرجعت الكرة الأرضية إلي عصر البدائيات من جديد ولكن الغرب وامريكا لم يكتفيا بذلك بل اقدم حلف الناتو يوم الاربعاء الموافق التاسع والعشرون من يوليو 2022م دعوة دولتين من الدول الإسكندنافية وهما السويد وفلندا إلي الانضمام رسميا إلي حلف شمال الأطلسي الناتو وهما دولتين على الحدود الروسية أيضا. 
وعلى غرار دعنا نؤلب القبائل بعضها على بعض ونهاجم جناح من الجيش فعلت امريكا ودول الغرب وخاصة دول الناتو ولكن كما يقولون أنقلب السحر على الساحر واصبح الغرب ينهار اقتصاديا دولة بعد الأخرى واصبح الدولار اقوي من اليورو وهو عملة قارة بأكملها بل رئينا مؤخرا انهيار اقتصاديات المانيا بعد أن توقفت روسيا عن امداد دول الغرب الأوربي بالبترول والغاز وفرضت عقوبتها على الغرب كما فرض الغرب عقوبات على روسيا وجمد اصول اموالها التي لديها في البنوك ولكن كل المؤشرات تشير إلي أن روسيا قوة لا يستهان بها وأن من يحتمي بأمريكا ودول الغرب خاسر لا محالة إنها لعبة إنهاك القوي للمتسابقين في نهاية المضمار ومع صفارة نهاية السباق سوف نرى ونشاهد قوي كانت ذات سيادة عالمية وقوة لا يستهان بها انهكت أو دمرت وفي المقابل سوف تطفو قوي أخري على السطح في محاولة منها لأخذ دورها بين تلك القوي ويكون لها السبق والريادة وتنافس بقوة على مائدة الاقتصاديات الناشئة، فما طار طيراً وأرتفع إلا كما طار وقع. 
 

أخبار متعلقة :