بوابة صوت بلادى بأمريكا

د. محمد ضباشه تكتب : السودان بين مطرقة وسندان

 
 
 
مرت على السودان بعد إنفصالها عن مصر عام 1956 العديد من الانقلابات العسكرية على النظام الحاكم أعوام 1957-1958- وكان انقلاب عام 1969 هو الانقلاب الناجح، الذي قاده العقيد جعفر النميري، ضد حكومة الرئيس إسماعيل الأزهري واستمر ما يقرب من 16 عاما، حتى جاء انقلاب  عام 1971 الذي كان قصير الأجل وكان مدعوم من الشيوعية بقيادة الرائد هاشم العطا ضد حكومة الرئيس السوداني جعفر النميري  وأطاح بحكومة جمهورية السودان الديمقراطية لكنه فشل في حشد الدعم سواء محليا أو دوليا واستمر نظام جعفر نميري حتى عام 1985 وأطاحت به مقاومة شعبية وإعادة النظام الديمقراطي مرة أخرى. 
وفي عام 1989 انقلب البشير على النظام الحاكم بمساعدة حسن الترابي زعيم الجبهة الإسلامية واستمر في حكم السودان حتى وقعَ انقلاب 2019 وتمت إزاحته عن السلطة بواسطة الجيش السوداني عقبَ احتجاجات شعبيّة طالبت برحيله، حينَها أطاح الجيش بقيادة أحمد عوض بن عوف بالحكومة والبرلمان وأعلن حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 أشهر تليها فترة انتقالية مدّتها سنتين يحكمها مجلس السيادة  برئاسة الجنرال عبد الفتاح البرهان، بينما يتولى منصب نائب الرئيس قائد قوات الدعم السريع الجنرال محمد حمدان دقلو« حمدتي». 
ويذكر أن الأخير انقلب على البرهان منذ أيام ومازالت المعارك العسكرية بين قوات الجيش السوداني بقيادة البرهان وبين قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي والتى وقع ضحيتها حتى الآن ما يقرب من ألف قتيل وعدة ألاف من المصابين والفارين من نيران المعارك إلى حدود الدول المجاورة. 
و للوقوف على أسباب المعارك الطاحنة بين الطرفين يتبين ان الخلاف السياسي في البلاد بسبب عدم التوصل إلى اتفاق لدمج  قوات الدعم السريع التي يبلغ عددها أكثر من 100 ألف عنصر في الجيش السوداني، إضافة إلى الخلاف حول من سيتقلد منصب القائد العام للجيش خلال فترة الاندماج التي ستمتد عدة سنوات، بالإضافة إلى سوء الأحوال المعيشية للشعب السوداني، ومن البديهي الوقوف على الأسباب الكامنة داخل كل طرف من أطراف النزاع ألا وهو الوصول إلى كرسي الحكم في السودان أو للفوز بمنصب القائد العام للقوات المسلحة السودانية حتى ولو كان تحقيق هذا على حساب الشعب السوداني الذي يعاني من الفقر والمرض وعدم الإستقرار  وكأن قدر السودان أن تعيش بين مطرقة الإنقلاب وسندان الحاكم كي يتجرع أهلها كؤوس العذاب والدمار والشتات.
 
* د. محمد ضباشه 
عضو اتحاد كتاب مصر 

أخبار متعلقة :