مرفأ بيروت.. غدا الذكرى الأولى لتفجيرات الدم والنار.. جناة مجهولون ومسيرات شعبية تطالب بـ"القصاص".. لبنان ينكس أعلامه ومؤتمر دولى برعاية فرنسية.. وأهالى الشهداء: بيروت ستبقى عصية على الموت

تحل غدا الاربعاء الذكرى الأولى لأنفجار مرفأ بيروت أو كارثة الرابع من أغسطس، عام مضى على ذلك اليوم الأسود، الذى شهد ثالث أكبر انفجار بالعالم فى لبنان الشقيق، وحتى الآن يبحث أهالى الضحايا عن المتسبب فى حرمانهم من ذويهم.

وقررت الحكومة اللبنانية، اعتبار غدا الأربعاء، يوم حداد وطنى حيث تغلق جميع المؤسسات العامة، كما تعدل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتناسب مع ذكرى الفاجعة الأليمة.

تتزامن الذكرى الأليمة مع وضع سياسى أشد ألماً، لايزال يتلمس خطاه نحو الاستقرار بتشكيل حكومة تعثر تأليفها منذ عام، وتعلق الآمال على رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتى فى الخروج بها للنور، كما تتزامن الذكرى مع أوضاع اقتصادية ومعيشية غير مسبوقة، والبلاد على أبواب ظلام حالك بسبب أزمة الكهرباء.

يتسم الأربعاء بأهمية استثنائية إذ أنه إحياء الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، وهو اليوم الذى أعلنه الرئيس اللبنانى العماد ميشال عون يوم حداد وطني، يتخلله مسيرات وتحركات شعبية وقداس احتفالي يرأسه البطريرك المارونى مار بشارة الراعى.

مجسم مارد فى مرفأ بيروت
مجسم مارد فى مرفأ بيروت

 

فيما يطرح مطلب رفع الحصانات السياسية والأمنية والنقابية والإدارية فى سياق التحقيق القضائي العدلي الجاري بقوة، والذى يتوقع أن ينتقل إلى مرحلة تقريرية حاسمة.

كما تم رفع نصب تذكارى يحمل شعار "مارد من مارد" في وسط المنشآت المدمرة، وهو الأول من نوعه، بارتفاع 25 مترًا ويزن ثلاثين طنًّا، من قطع الحديد التي جُمعت مكوناتها الصلبة من بقايا عنابر المرفأ المدمّرة، للتعبير عن استمراريّة الحياة والإرادة الصلبة في البقاء.

أهالى الشهداء

وقال ممثل أهالي الشهداء والضحايا نزيه العضم، في كلمة له عشية الاحتفال بالذكرى، "من قلب مفجوع، يريدوننا أن ننسى وكيف لنا أن ننسى؟ وكأنما حصل قد حل بلاد غريب عنهم، دولة تتجاهل أبناءها. ما حصل في 4 آب كان جريمة السكوت عن الجريمة، واليوم نقول للقضاء استيقظ فروح الحقيقة والعدالة تنادي ولينل المجرمون جزاهم".

138435Image1
 

أما نقيب المقاولين ​مارون الحلو​، فقال "أننا نلتقي لنخلد الشهداء ونزرع الأمل بالعدالة والحقيقة، ولأننا لن ننسى شهداءنا. نحن هنا لنعلن للعالم إننا شعب لا يموت، شعب يحب الحياة. بيروت ستبقى عصية على الموت، وأسطورة طائر الفينيق هي حقيقة نعيشها في ​لبنان​ دائما".

أهالى الشهداء ـ أرشيفية
أهالى الشهداء ـ أرشيفية

 

مؤتمر دولى لدعم لبنان

يتزامن مع الذكرى الأولى التى تحل غدا، انعقاد مؤتمر الدعم الدولى الثالث الذى تنظمه فرنسا والأمم المتحدة بمشاركة دولية فى مقدمة المشاركين إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا وجو بايدن رئيس الولايات المتحدة، والذى يعول الللبنانيون على نتائجه لمساعدة لبنان على الخروج من كبوته .

وسيكون المؤتمر مخصصاً للاستجابة لاحتياجات الشعب اللبنانى الذى يمر بظروف عصيبة.

aa1da09207.jpg

فى هذا السياق قال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، لن تكون هناك عدالة حقيقية في لبنان إذا لم تتحقق العدالة الحقيقية في انفجار مرفأ بيروت، وكان قد شدد دياب على ضرورة تفويت الفرصة على مشاريع الفتنة والعبث بالاستقرار الأمني بالبلاد.

وأضاف: لقد مرت سنة على ذلك الزلزال الذي ضرب بيروت وكل لبنان وكانت نتائجه مدمّرة على جميع المستويات: خسرنا شهداء، وأصيب الآلاف، ودُمّرت منازل ومؤسسات وترك جروحاً عميقة في النفوس والوجدان وفي واقع البلد.

 

وتابع حسان دياب: لقد كشف انفجار 4 أغسطس عورات البلد انكشف جانب من الفساد الذي ينهش لبنان، وظهرت معالم الدولة العميقة، دولة الفساد، ليتبين أن العنبر رقم 12 يختصر صورة الواقع اللبناني الذي يقوم على اجتماع مكونات وعناصر الإفساد التي استسلم البلد لإرادتها وقوة سطوتها، لن تكون هناك عدالة حقيقية في لبنان إذا لم تتحقّق العدالة الحقيقية في انفجار المرفأ.

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع