الحرف التراثية اليدوية النادرة لم تندثر بالأقصر.. سيدات الجنوب يصنعن أطباق الخبز والأفراح والجنازات والمناسبات يدويا.. أم محمد: توفر لنا الرزق الحلال.. وتؤكد: القطعة تصنع من 15 يوما لـ3 أشهر حسب الخامة والشكل

ما أن تصل قدميك لقرى ونجوع محافظات الصعيد، تجد عادات متوارثة منذ مئات السنين وأبرزها "الخبز الشمسي" فى الأكل فالغالبية العظمى من أسر الصعيد لا تأكل أو تستمتع بالمأكولات سوى بالخبز الشمسى الشهير بأشكاله المختلفة، ومن هنا ظهرت منذ القدم فكرة حفظ الخبز لحمايته من الأكياس البلاستيكية لينال التهوية المناسبة، ولذلك تصنع السيدات المتخصصات أطباق معدة خصيصًا لتلك المهمة تكون من الخوص وجريد النخل والقماش والصوف التى تسمح بدخول التهوية المناسبة للخبز خلال حفظه.

كما توجد عادات وطقوس متوارثة فى الصعيد خلال حفلات الزفاف والجنازات أن يتم تقديم الأكل فى صوانى من النحاس والألمونيوم توضع فيها أطباق المأكولات المختلفة، وتحتاج للتغطية من الحشرات والأتربة والهواء، ولذلك تقوم تلك السيدات اللاتى تعلمن الحرفة اليدوية بصناعة أطباق عبارة عن غطاء دائرى يوضع أعلى تلك الصوانى لحماية الأكل من الضرر، ويتم إزالته لدى تناول الأكل فى أى مناسبة يتم خروج الصوانى فيها.

وفى هذا الصدد رصد "اليوم السابع" إحدى الحرف التراثية النادرة اليدوية فى قرى جنوب محافظة الأقصر، وهى صناعة أطباق الخبز الشمسى من الخوص والقماش بأيدى سيدات الجنوب، والتى يتم خلالها تصنيع طبق حفظ العيش الشمسى وتصنيع غطاء صينية الأكل بأشكال مبهجة من "الورق والصوف والجريد والقماش"، والتى يتم العمل فى الواحدة منها من 15 يومًا وحتى 3 شهور كاملة، ويتم بيعها للجمهور بسعر من 80 جنيها إلى 100 جنيه للطبق القماش، ومن 50 إلى 120 جنيها للطبق من الجريد، وبسعر من 100 لـ 400 جنيه للأطباق من الصوف، حسب نوعية المنتج وفترة العمل والمجهود المبذول فى صناعته.

ومن جانبها قالت الحاجة إسهام على سيد وشهرتها "أم محمد" من أبناء مدينة إسنا، أنها تقوم بصناعة أطباق الخبز الشمسى البلدى من الجريد وسعف النخيل والقماش والصوف، وذلك لتجهيزها وبيعها للأهالى لإستخدامها فى منازلهم وحياتهم اليومية بأسعار مناسبة للجميع، بهدف توفير الرزق الحلال لأسرتها وأطفالها والمساهمة فى النفقات بالمنزل مع زوجها، حيث أنها تقيم فى مجلس قروى كومير ومتزوجة من الحاج الصيفى محمد عامل أجرى، ويعولان 3 أولاد وهم محمد فى الخدمة العسكرية وعمره 23 سنة، وأسماء حاليًا فى الثانوية الفنية، وعبد الله فى الصف الأول الإبتدائي.

وتضيف أم محمد لـ"اليوم السابع"، أنها تعمل فى تلك المهنة التراثية النادرة منذ حوالى 10 سنوات مضت، وتقوم بتجهيز الاطباق لحفظ الخبز الشمسى يدويًا، فالطبق الذى يتم عمله من الخوص وسعف النخيل يصل لـ15 يومًا من العمل لعمل العقد والأشكال بصورة قوية تتحمل الظروف وتعيش فترة طويلة، أما الطبق القماش يكون أسهل قليلًا ووقت أقل لكونه سهل فى اللف للعقد، ولكن طبق الخوص يكون أقوى وأكثر تكلفة عن الطبق القماشي.

وعن طريقة وخطوات تصنيع أطباق الخبز الشمسى، تقول الحاجة أم محمد، أن الخوص وسعف النخيل يتم جلبه بكميات كبيرة، ثم تقوم بوضع بعض المياه عليه حتى يلين قليلًا ويسهل العمل به، وتبدأ مرحلة عمل شكل الطبق بعقود وحركات معينة ليخرج بشكل دائرة يوضع داخله الخبز الشمسى والطعام، حيث تستخدم تلك الأطباق من المواد الطبيعية ليكون تخزينه أطول للخبز بجانب وضع تلك الأطباق على الصوانى خلال الولائم والعزومات وتقديمها للضيوف فى سرادقات العزاء بالقرى وهى عادات متوارثة بنجوع وقرى الأقصر.

وعن أسعار الخوص والأدوات المستخدمة فى صناعة تلك الأطباق يدويًا، تقول الحاجة أم محمد أنها تشترى الخوص والدرباح المستخدم فى تلك الحرفة اليدوية من 20 لـ30 جنيها للحزمة الواحدة وتقوم تجهيزها لكى تبيع الطبق بسعر من 80 جنيها ويصل حتى 250 و400 جنيه للطبق الواحد، والعمل فيها يتم بفنيات مختلفة لتظهر بأشكال متنوعة.

فيما قالت الحاجة باتعة عبد الصبور محمد 45 سنة أرملة، إنها تعلمت تلك المهنة والحرفة اليدوية من والدتها وجدتها اللاتى كانوا أشهر سيدتين بقريتها فى صناعة الأطباق من الخوص والقماش والصوف، وقررت بعد وفاة زوجها أن تعمل برفقة الحاجة أم محمد لتوفر الرزق الحلال لها، لكى لا تمد يدها وتتلقى المساعدة أو العون من أحد من أقاربها، فهى تساهم فى صناعة عدد من الأطباق خلال الشهر وتتلقى أجرتها نظير مشاركة أم محمد فى البيع لتلك الأطباق بأسعار مناسبة للجميع.

وأضافت الحاجة باتعة لـ"اليوم السابع"، أن الأطباق التى تقوم بتصنيعها لها مميزات مختلفة عن الأطباق الخوص السادة، فهى تعلمت تشكيلها بفنون زخرفية معينة وتخلطها بمواد مختلفة لتظهر بأفضل شكل وتجذب الجمهور خلال البيع والشراء، حيث تضع القماش بألوان مبهجة وأكياس الشمعدان لتخرج الطبق بمشهد جمالى يناسب ليالى المناسبات السعيدة من حفلات الزفاف أو الاحتفالات الدينية وغيرها، كما تقوم بوضع الألوان الغامقة والسوداء مع الأبيض فى بعض الأطباق وأغطية الصوانى لتناسب الجنازات وغيرها لتقدم أمام الضيوف دون ألوان كثيرة.

أطباق-الخبز-الشمسي-من-الخوص-والقماش-والصوف-حرفة-تراثية-نادرة
أطباق-الخبز-الشمسي-من-الخوص-والقماش-والصوف-حرفة-تراثية-نادرة

 

السيدات-خلال-العمل-فى-صناعة-أطباء-الجريد
السيدات-خلال-العمل-فى-صناعة-أطباء-الجريد

 

الطبق-من-الجريد-فى-شكله-النهائي-بعد-التصنيع
الطبق-من-الجريد-فى-شكله-النهائي-بعد-التصنيع

 

الطبق-من-القماش-والخوص-بالأقصر
الطبق-من-القماش-والخوص-بالأقصر

 

العمل-يدوياً-فى-صناعة-الأطباق
العمل-يدوياً-فى-صناعة-الأطباق

 

تجهيز-سعف-النخيل-لصناعة-أطباق-حفظ-الطعام
تجهيز-سعف-النخيل-لصناعة-أطباق-حفظ-الطعام

 

جانب-من-صناعة-الأطباق-من-الخوص
جانب-من-صناعة-الأطباق-من-الخوص

 

جانب-من-عمل-الأطباق-يدوياً
جانب-من-عمل-الأطباق-يدوياً

 

حرف-تراثية-نادرة-بالأقصر
حرف-تراثية-نادرة-بالأقصر

 

خطوات-صناعة-الأطباق-فى-قرى-الأقصر
خطوات-صناعة-الأطباق-فى-قرى-الأقصر

 

سيدات-قرى-الأقصر-خلال-تصنيع-الأطباق-يدوياً
سيدات-قرى-الأقصر-خلال-تصنيع-الأطباق-يدوياً

 

سيدة-خلال-صناعة-أطباق-الخبز-الشمسي-بالأقصر
سيدة-خلال-صناعة-أطباق-الخبز-الشمسي-بالأقصر

 

صانعة-أطباق-الحفظ-تتحدث-لليوم-السابع
صانعة-أطباق-الحفظ-تتحدث-لليوم-السابع

 

صناعة-أطباق-الخبز-الشمسي-من-الخوص-والقماش-والصوف
صناعة-أطباق-الخبز-الشمسي-من-الخوص-والقماش-والصوف

 

صناعة-أطباق-الخبز-الشمسي-من-الخوص-والقماش-والصوف-حرفة-تراثية
صناعة-أطباق-الخبز-الشمسي-من-الخوص-والقماش-والصوف-حرفة-تراثية

 

صناعة-الأطباق-بأيدي-سيدات-القرى
صناعة-الأطباق-بأيدي-سيدات-القرى

 

صناعة-الأطباق-من-سعف-النخيل-بقرى-الأقصر
صناعة-الأطباق-من-سعف-النخيل-بقرى-الأقصر

 

صناعة-تراثية-لأطباق-من-سعف-النخيل-بالأقصر
صناعة-تراثية-لأطباق-من-سعف-النخيل-بالأقصر

 

عمل-عقد-الأطباق-وتجهيزها-يدوياً-بالأقصر
عمل-عقد-الأطباق-وتجهيزها-يدوياً-بالأقصر

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع