حنان غانم تكتب: يا روح ما بعدك روح

حنان غانم تكتب: يا روح ما بعدك روح
حنان غانم تكتب:  يا روح ما بعدك روح

يرتكب الجانب الإثيوبي خطأ جسيما اذا ظن أن مصر ستستسلم لسياسة الأمر الواقع ولي الذراع التي تتبعها  أديس أبابا في مفاوضات سد النهضة التي استغرقت سنوات طويلة  بمشاركة الدول الثلاث مصر السودان واثيوبيا ولم تتقدم خطوة بل شهدت تراجعا كبيرا أعادتها من جديد الي المربع صفر  ..

 في محاولة مكشوفة ورخيصة من الجانب الإثيوبي لإضاعة الوقت حتي نصل الي شهر يوليو المقبل التي أعلنت فيه أنها ستبدأ عملية ملء السد دون الالتفات الي موقف مصر والسودان من هذا الأمر  ..

 رغم تعقد الأمر في الأيام الأخيرة وإعلان وزارة الري في بيان رسمي وواضح موقف مصر كشفت فيه التعنت الإثيوبي في المفاوضات وعدم النظر بعين الاعتبار لصعوبة الأمر بالنسبة لدولتي المصب مصر والسودان .. وان إثيوبيا لاتريد إلا مصلحتها في التنمية وتوليد الكهرباء بغض النظر عن الظروف المميتة التي يمكن أن يتعرض لها شعبي مصر والسودان خاصة في فترات الجفاف والجفاف الممتد التي رفضت إثيوبيا مناقشته تماما  ..

رغم كل ذلك إلا أن مصر مازالت تلتزم ضبط النفس وهو مااكدته تصريحات وزير الخارجية سامح شكري الذي أكد أن كل الخيارات مفتوحة وان مصر تتمسك بالحلول السياسية لآخر لحظة برغم التصريحات التي تخرج  من  جانب إثيوبيا دائما وعلي مدار التسع سنوات التي جرت فيها المفاوضات مستفزة جدا  وعدوانية في محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع والصوت العالي والبلطجة والتي يتراجعون عنها أحيانا أو يتنصلون منها  خاصة انهم يعلمون أن رد مصر اذا نفذ صبرها سيكون علي طريقة 

(  ياروح مابعدك روح )  .. وسيكون مؤلما وموجعا للجانب الإثيوبي ووقتها لن يجدي البكاء علي اللبن المسكوب وستعض إثيوبيا ومن وراءها أصابع الندم  .. وستعرف أن الحليم اذا غضب سيقتلع أي شيئ في طريقه للوصول الي هدفه خاصة أنه هدف مشروع ولا يمثل أي تجاوز أو اعتداء علي أحد  ..

وتخطئ إثيوبيا اذا ظنت أن صبر مصر سيطول أو ضبط النفس سيستمر اذا بدأت أديس أبابا في ملء السد في يوليو المقبل دون أن توافق مصر والسودان علي طريقة الملء  التي لا تضر بمصالح وصحة دولتي المصب من مياه نهر النيل   ..  والرد كان واضحا بأن أي قرار أحادي الجانب سيتم اتخاذه من جانب إثيوبيا سيكون لاغيا وسيتم الرد عليه بكل الوسائل التي تضمن عدم إهدار حقوقنا التاريخية في مياه النيل  .. وسوف تثبت الأيام القادمة صدق هذا الكلام  ..  لأن مصر ليست من الدول التي يمكن أن يجبرها أحد علي أي شيئ خاصة إذا كان هذا الشيئ يتعلق بمصير شعبها  وبقاءه  .. وليس لدينا قضية أهم من سد النهضة ومياه النيل   …..