مدحت سيف يكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (الحماس أم الدِقَّة؟)

مدحت سيف يكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (الحماس أم الدِقَّة؟)
مدحت سيف يكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (الحماس أم الدِقَّة؟)

 

في أحد الأيام خرج عامل البيتزا مسرعا لتوصيل البيتزا لأحد المبانى، وكان يريد أن يوصلها فى وقتها المناسب، وعند وصوله لمصعد المبنى، تفاجأ بوجود لافتة على المصعد مكتوب فيها: (عذرا، المصعد معطل يمكنك استخدام السلالم).

يا الهى!! المصعد معطل!هذا يعنى بأننى سأصعد الى الدور العاشر عبر السلالم والبيتزا بيدى وأيضا المشروبات! حسنا، علىَّ ألا أتأخر حتى اوصل البيتزا حاره! .. هكذا كان يقول العامل لنفسه.

وبدأ بصعود السلالم، وكلما اقترب كان تعبه يزيد وعرقه يسيل ... وبعد كل هذا المجهود، وصل الى الدور العاشر شقة رقم 40 كما هو مكتوب بالفاتورة، وبكل سعادة ضغط على جرس الباب لكى يسلم البيتزا وخرجت له إمرأة تقول له: عفواً نحن لم نطلب البيتزا.

فقال لها: أليس هذا هو الدور العاشر؟ فقالت نعم. فأكمل قائلاً: أليست هذه الشقة رقم 40؟

فأجابت نعم. وأكملت السيدة قائلة: نعم رقم الدور صحيح، ورقم الشقة صحيح، لكنى اعتقد بأن رقم المبنى غير صحيح!!!

 وبالفعل من شدة حماس العامل بتوصيل البيتزا وهى حارة،أخطأ العامل فى رقم المبنى، فلم يصل الى وجهته وأصبحت البيتزا باردة !

لم يكلف عامل البيتزا نفسه فى تحديد مسار وجهته والتأكد من عنوان المبنى قبل الوصول. كانت فكرة توصيل البيتزا حارة،والحماس للتوصيل،والجدية فى التنفيذ، كلها عوامل هامة ومتوفرة، ولكن التحدى كان فى التحديد، والدقة فى التفاصيل.

أعلم أنه ليس كل إنسان يهتم بالتفاصيل، سواء فى عمله أو دراسته، أو أحاديثه، ولكن هذا لا يعفيه من مسئولية معرفة الحد الأدنى من التفاصيل التى تساعده فى تحقيق أهدافه وطموحاته...

 

ألا ترى عزيزى القارئ، أن هذا حال بعض الطلبة فى أغلب الاحوال لا يفكرون كيف يصلوا إلى أهدافهم إلا بعد التخرج من الجامعة؟ فقلة فقط هم مَنْ يحددوا لهم صورة فى المستقبل ويعملوا عليها، لأننا نعتقد أن:

·     رؤيتنا للمستقبل، تُشكِّل حاضرنا.

وليس العكس.

لماذا لا نجعل الجامعة مرحلة بناء متكاملة؟ بناء عقلى بالدراسة وتطوير لذاتنا فى نفس الوقت، لماذا لا نهيئ أنفسنا لساحات العمل بأن نكون أفضل المتقدمين؟

وبهذه المناسبة، وعند كتابة هذه الكلمات (أُغسطس 2017)، أود أن اشير إلى أن الكونجرس فى أمريكا بصدد مناقشة شروط قبول المهاجرين إلى أمريكا، وكان من بينها:

1-    أن يكون المهاجر على دراية جيدة باللغة الإنجليزية.

2-    أن يكون مستوى تعليمه مرتفع.

 

إنها رؤية لإختيار أفضل المتقدمين...

 

 

وفى مجال عملنا، لماذا لا نهيئ أنفسنا للترقى...

·        لماذا نقبل الحد الأدنى، طالما باب الترقى والتقدم مفتوحاً؟! وكما قيل:

·        أنت حيث تضع نفسك.

لقد إرتكب عامل البيتزا خطأً (عن غير قصد)، ودفع ثمنه، ونحن أيضاَ

·              أحياناً نرتكب خطأ ويكون تكلفة إصلاحه باهظة، أو أثره يبقى طويلاً...و

·              أحياناً، التفاصيل الصغيرة، رغم بساطتها، قد تتسبب فى كسر خواطرنا بشدة.

ولعلك عزيزى القارئ قد تكون إجتزت هذه الخبرة فى يوم ما...
 

لذلك علينا من الآن أن نحدد ماذا نريد، وأين نريد أن نكون، لنضع لأنفسنا خطة واضحة مرسومة تساعدنا فى بناء أنفسنا وتوضح لنا صورتنا فى المستقبل.

ولنتذكرأنه:

·        لا يوجد شئ غير ممكن، إذا كنا فعلا مصممين على الوصول إليه. و

·        يمكنك الوصول للمكان الذى تصورته بعقلك أولاً.


فبالتأكيد،

·        وضوح ودقة الهدف هو أساس أروع الإنجازات.
فى الحياة علمتنا أن الناجحين هم من يحلمون كيف سيكون مستقبلهم، ويتخيلون كل التفاصيل فيه، ثم يعملون كل يوم من أجل الوصول لرؤيتهم البعيدة.

 

وعلى المستوى الإنسانى، وفيما يتعلق بالتفاصيل، ألا تتفق معى عزيزى القارئ انه من الجميل جداً أن يتذكر أحد الأشخاص بعض التفاصيل الصغيرة لك، والتى قد لا تتذكرها أنت. أعتقد تلك الأشياء الصغيرة تجعلك فى غاية السعادة.


رجاء عزيزى القارئ،

·        إجتهد فى إستثمار وقتك ومجهودك وحماسك للوصول إلى هدفك، لا الهدف الذى يرسمه لك الآخرون.

ولا تكن كصديقنا عامل البتزا، فمع تقديرنا لمجهوده وحماسه الرآئعين، إلا إنه لم يستثمرهما فى هدفه الصحيح.

لقد كان صادقاً فى المجهود، ولم يكن دقيقاَ فى التحديد. وكما نعلم أن

·        إتجاه الجهد أهم من مقدار الجهد المبذول. ولأن

·        قيمة العمل تأتى من نتائج العمل.

فماذا كانت النتيجة؟!

 

 عزيزى القارئ، إجتهد فى أن تأخذ الخطوة الأولى الصحيحة،  فـ

·        مَنْ لم يتخذ الخطوة الأولى، فلن يستطيع أن يأخذ الخطوة الثانية. 
 

   متذكراً معك عزيزى القارئ:

بعض القيم، والنقاط الحياتية التى توصلنا لها من خلال الست والأربعين قصة السابقة ومنها:

  1. من يخشى صعود الجبال، يعيش حياته بين الحفر.
  2. هناك مَنْ يصطاد بالصنارة،وهناك مَنْ يصطاد بالشبكة.
  3. لنضع أنفسنا مكان الآخرين ولا نحكم عليهم،فربما لو كنا مكانهم لفعلنا مثلهم.
  4. إذا جعلت نفسك دودة، فلا تلُم الآخرين إن داسوا عليك بأقدامهم.
  5. ليس كل ما يُعرف يُقال، فبعض الكلمات قد تفتح علينا وعلى الآخرين أبواباً قد لا يمكن غلقها.
  6. آن الآوان لنرى أنفسنا بشكل أفضل، ونستثمر إمكانياتنا لتطوير أنفسنا فنعيش الحياة التى نرجوها ونستحقها.
  7. الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك، ولا تجبرهم على فعل ما تريد بعصاك.

8.    لا تفترض أنالطرف الآخر سيفهم قصدك، ويرى الأمور كما تراها أنت.  

9.    إعرف طبيعة من تتعامل معه، فهناك من يكفيه نظرة ليعرف أنه أخطأ، وهناك من يحتاج إلى قدر من المواجهة الحكيمة ليعرف مكانه ومكانته.

10.  كن متجدداً، تجنب تكرار ما فعله غيرك وأبدع جديدا لحياتك على الدوام ولا تكن نسخة من شخص آخر، فأنت شخص فريد فى قدراتك وليس لك نظير.

  1. كن أنت التغيير الذى تريد إحداثه فى الآخرين.

12.        عندما تنظر إلى الماضى تعلم منه، وعندما تنظر إلى المستقبل تطلع إليه.

13.  إذا أردت أن تحلق مع النسور،فلا تقضى وقتك مع الدجاج.

14.  إن لم تكن ناضجاً لقبول النقد، فلستَ ناضجاً بعد لقبول المدح.

  1. غالباً ما يكون النجاح حليف أولئك الذين يعملون بجرأة، ونادراً ما يكون حليف أولئك المترددين الذين يهابون المواقف.

16.  عندما تواجه التحديات، كن صلباً لا رخواً.

17.  اعمل من الحجارة التى تواجهك، سلماً للإرتفاع.

  1. النجاح يتطلب منك أن تمشى فى الإتجاه الصحيح حتى لو كان بسرعة السلحفاه.
  2.  لا تظن أن رأيك هو الرأى الصحيح، أو هو الرأى الصحيح الوحيد.

20.  كل حدث تتعرض له، تعلم منه، وخذ أفضل ما فيه، ولا تتباكى بل إمض بقوة.

21.  التحديات التى تواجهها، إما تعطيك دفعة وقوة للأمام أو تتركك جريحاً متقهقراً، وكلاهما من إختيارك.

22.  عليك أن تدفع مقدماً (إعداد وجهد ووقت...) ثمن ما تريد الحصول عليه.

  1. يمكنك بالإرادة القوية أن تعوض ما ضاع، بل تحقق أكثر منه، لأنك الآن أصبحت أكثر خبرة من الماضى.

24.  تظهر شجاعتك عندما تكون أنت من الأقلية.

25.  ما لا يؤخذ كله لا يُترك كله وافعل ما تستطيع فعله الآن.

  1. منع شخص من السقوط هو أفضل من مساعدته بعد السقوط.

27.  أنت حيث تضع نفسك.

28.  وراء كل تحدى (مشكلة)، فرصة عظيمة.

29.     سلوك الشخص الناضج السوى لا يتوقف على سلوك الآخرين، إنما له مبادئه ومعاييره الخاصة.

30.  الإختلاف فى حد ذاته يوسع مجال رؤيتنا للأحداث، وفهمنا للأشخاص.

31.   معلومة بسيطة قد تنقذ حياتك وحياة الآخرين.

32.  لنحيا ونحن على يقين من أن كل الأشياء تعمل معاً للخير.

33.  الحياة تتعامل معك على أساس الإستحقاق وليس على أساس الإحتياج.

34.  إسأل قبل أن تُقدم على أية خطوة جديدة.

  1. أفضل استعداد للغد، هو أن تبذل قصارى جهدك اليوم.
  2. ليس بالضرورة أن تكون عظيماً لكى تبدأ، بل إبدأ لكى تكون عظيماً.
  3. اليد التى تنهضك عند تعثرك، أصدق من ألف يد تصافحك عند الوصول.
  4. النجاح الحقيقى هو أن يكون كل من يتعامل معك ناجحاً مثلك. 
  5. كل ما تستطيع تصوره، يمكنك تحقيقه.
  6. كل مجهود تبذله، ستستفيد منه يوماً ما، وبشكل ما.
  7. عندما تمنح الآخر، سواء كنتَ تعرفه أو لا تعرفه، من خبرتك وأفكارك، فأنت إنسان رائع...
  8. كلما إزداد الشخص نضجاً، كلما بدأ يتحدث فيما يُعْنى ويهم الآخرين.
  9. علينا أن نشجع ونكافئ أنفسنا غير منتظرين مكافأة من أحد.
  10. من الذكاء الا تكون ذكياً فى بعض المواقف.
  11. إن أرت البحث عن اللؤلؤ فلْتغُص إلى الأعماق، وتكتشف الكنوز الدفينة.

46.  كل حدث نمر به، له هدف فى حياتنا، علينا أن نستفيد منه.

 


تاركين لك عزيزى القارئ، ولتأملاتك الشخصية، ولثرائك الفكرى، وخبرتك الخاصة، إستنتاج العديد من الدروس المثمرة من كل قصة بل وإضافة الكثير إليها، ليصبح لكل قصة، على حدة، معنى عام، ومعانى خاصة تتوقف على مدى ثقافة القارئ العزيز...

     ولدروسنا من التنمية البشرية بقية...