إبراهيم الديب يكتب : الدائرة على من يخون

إبراهيم الديب يكتب : الدائرة على من يخون
إبراهيم الديب يكتب : الدائرة على من يخون
 
  في عام ٢٠١٣ جلس الثلاث اصدقاء كعادتهم كل ليلة إذا أقبل المساء ،يلعبون الديمنو ،يدخنون السجاير ويسبون بعضهم في مزاح يتحول في بعض المرات لشجار يفتح جباها، ويخلف جروحا في حاج لغرزا للم لحمها، ثم يشكون بطالة وضيق حال ويلعنون الظروف السياسية والاقتصادية والعصر الذي ألقى بداخله ومن بين احيائه، تساءل أحدهم أو تمنى أن لو عاش في فترة سابقة أكثر رخاء .
 يجلس بالجوار سائق سيارة ببجوه يعمل على الخط الذي يربط اسكندريه بليبيا  تأتي إليه الركاب الذي ينطلق بهم للعمل في ليبيا من أمام المقهى. كان السائق يشارك  بعض الأوقات لاعبي الديمنو اللذين يمزحون مع بعضهم البعض قبل يتحول لمعركة يشارك السائق في فضها ويذهب بمن جرح منهم للمستشفى عرض عليهم التحرك للبحث عن عمل عوضاً عن سب الظروف والدنيا  والقهوجي، و خلق الله جميعاً ، فقال أحدهم: وأين هذا العمل دلني عليه أنا عامل بناء، والآخر نجار مسلح وثالثنا ارزقي لا مهنة له، فعرض عليهم الذهاب معه للعمل في ليبيا  فهم: ليسوا في حاجة إلا للبطاقة الشخصية وليس لجواز سفر.
قبل أن يستقلوا سيارة البيجوه السبعة راكب قرأوا الفاتحة أن يخلص كل منهما للآخر أثناء رفقة الطريق، وغربة الوطن استباحت السيارة مساحات شاسعة تبعدها كثيرا عن اسكندرية وتقربها من ليبيا ولكنها توقفت في ليل حالك نزل السائق رفع الكبوت لم يتأخر بأخبارهم أن السيارة بها عطل كبير وأنها في حاجة لعدة أيام للتمكن من السير مرة أخرى توغل الركابفي الصحراء للبيات بها لصباح اليوم الذي لم يفصل ببنه وبينهم إلا سعات قليلة عثروا بداخل الصحراء على بيوت مهدمة بالقرب من الحدود مع ليبيا .
بعد أن غيب النعاس من لا مهنة له من ثلاثتهم استيقظ الاثنان الاخران أو بالأحرى لم يناما من الأساس وتسللا تاركين صاحبهما يغط في نوم عميق بعد أن قال أحدهما للآخر أنه لا يصلح للعمل في أي مكان من أرض الله، وليس لديه مهنة فمن الأفضل له أن يستيقظ ويعود للإسكندرية. وشاورا لسيارة اقلتهما  متجهة لليبيا، بعدها بقليل سمع النائم شجار وصراخ وضجيج نشب على  خلاف شديد بين عدة أفراد أعقبه عملية إطلاق نار بكثافة فيما بينهم ،لم ينتبهوا لوجوده  فنهض بعد صمت خيم على المكان من نومه مذعورا ليجدهم بين قتيل وجريح  و فاقدا للوعي و بجوارهم حقيبة ممتلئة دولارات فحملها عائدا بسرعة للاسكندرية.
عمل الاثنان اللذان نجحا في الوصول لليبيا في منطقة خطرة يسيطر عليها الدواعش فقبضوا عليهما وقررا إعدامهما علم بذلك صديقهما الثالث الذي عاد بحقيبة الدولارات من بعض الأصدقاء اللذين يتواصلون معه ،فحزن عليهما ولكنهما هربا ،بعد عدة محاولات وعادا للاسكندرية، كانا جائعين فدخلا مطعماً فاخراً وبعد فراغهما من تناول الطعام أخرج أحدهما نقود لدفع الحساب فقال لهما صاحب المطعم وجبتكما على حساب صاحب المحل فنظرا له جيداً ليجدا من لا مهنة له هو من: يتحدث فسألاه عن صاحب المطعم الذي يعمل عنده من أجل تقديم الشكر له ،فأخبرهم أنه :من يملك وذكرهم بقسم ثلاثتهم بأن الدائرة على من يخون.
فقالا  مبرران تركمها له أنهما خشيا عليه الغربة، وأنه لا مهنة له ولكنهم غضبا من أنفسهما أن المكان الذي تركاه فيه بالصحراء حدثت فيها مشادة بين عصابة خطيرة تعمل في تهريب العمالة غير الشرعية بأوربا وأنهما اعتقدا أنها قتل في تلك الليلة وعندما  ارادا؛ الوقوف على سر ما هو فيه الان من نعمة فقال : رزق ساقه الله إلى ،وعرض عليهما عنده في المطعم بشرط ألا نقسم هذه المرة بأن الدائرة على من يخون.