كليوباترا الفتنة الفاتنة!! بقلم باسم أحمد عبد الحميد

كليوباترا الفتنة الفاتنة!! بقلم باسم أحمد عبد الحميد
كليوباترا الفتنة الفاتنة!! بقلم باسم أحمد عبد الحميد
 
 
 
كليوباترا ساحرة الشرق، وأشد المعشوقات إغراءاً وجمالاً، وقدرةً_على رفع الضغط، والإدرينالين، لمجرد سيرة، أو صورة عنها..
لماذا كليوباترا على وجه الخصوص؟
أنا أرى أن سحرها كان وراءه عقل راجح، وبصيرة متقدة، وذهن حاضر، وجسم ممشوق، وشخصية قوية ناعمة، وذكاء أنثوي فريد، والدليل أنها ماتت منذ ألفي عام وزيادة، ولكن شهرتها لم تزل تتأجج لامعة عبر القرون..
وبالرغم من انتحارها في سن التاسعة والثلاثين، استحوذت واستولت على حب رجلين من أعظم وأشهر من عرفتهم الأرض من البشر، أنهما (مارك انطونيو)، و(يوليوس قيصر) الذي سمي شهر يوليو  تخليدا لذكراه..
هذا الذي غزا العالم كله تقريباً، ولكن كليوباترا الجميلة غزته، من أطراف شعره، إلى إخمص قدمية، فكانت تسكن تحت جلده، وتأبى أن تغادر، فأصبحت  الهواء الذي يتنفس، والنور الذي يرى، والقوة التي يبطش بها، والعنفوان الذي تميز، والسيرة التي يحلم !!
زحف قيصر على الإسكندرية، في السنة الثامنة والأربعين قبل الميلاد، وعرش كليوباترا في هذا الوقت انتزع منها، ولم يكن لديها مال، والخطر محدق بها من كل جانب، فيتوعدها زوجها ( أخيها)، بقطع رأسها نتيجة نزاع عائلي، فأعلن عليها الحرب فور هروبها، واضطرت للفرار من القاهرة  إلى الإسكندرية، لتنجو بحياتها منه!!
أصدر قيصر فرماناً بالمثول أمامه، والمشكلة الحقيقية هي أن الإسكندرية موبوءة بجواسيس أخيها، والقبض عليها معناه جز رأسها في الحال..
وفى إحدى الليالي المظلمة، تسللت في قارب صيد صغير، وجعلت خادمتها تربطها وتلفها في بساط حُمِل في القارب إلى القصر بوجود يوليوس قيصر، وهناك تم فق البساط، لتخرج اللؤلوة بنور ربها..
وثبت أمامه فانخلع قلبه، وتناقلت في أرجاء الغرفة، فازدادت الغرفة حرارة وتدفق الدم في عروق القيصر، وظل مدهوشاً، أمام هذا السحر..
كان قيصر يزهو بأنه من سلالة فينوس إلهة الحب، ومن ثم كان يعتز بأن يكون حكماً في مفاتن النساء، ولكن الذي رآه لحظتئذ كان شيئاً خارقاً أخاذاً، يسلب الألباب، وقال في نفسه واعجباه!!
واعجباه!!
ما هذا، لم أر بروما قاطبة مثل هذا الجمال من قبل، انه طراز جديد لم أتخيله البتة!!
كان عاهل الرومان في الرابعة والخمسين من عمره، اصلع الرأس.. بينما كانت كليوباترا تتدفق حيوية وشبابا في الخامسة والعشرين أو يزيد قليلاً،  فما أن تطلع قيصر إليها حتى أحس بأن موجة مد وجزر قد رفعته إلى ذروة متلاطمة بالحب والشغف والرغبة، وهكذا أَمَّنت وجودها  سالمة، بلحظات حرارة مشاعرها، وألمعيتها، لدرجة أنها جعلت منه عبدها الخاضع والملك الآمر الناهي !!
سمع لها، وتوعد أخيها (زوجها السابق) وأقسم أن يلقنه درساً لن ينساه ابداً..
زحف على رأس جيشه الروماني إلى أن التحم مع الجيش المصري، وانتصر عليه، وطارد شقيقها إلى ضفاف النيل الذي ابتلعه ومات غريقاً مذعورا..
أصبحت كليوباترا الملكة منذ هذه اللحظة مرة أخرى، وتوطدت علاقتها بالقيصر بعد انجابها له ولده الوحيد، فلم يكن له ولدا من زوجته القاطنة بروما، ولكن هذه العلاقة لم تر النور بعد !!
ولكن بذكاءها وحيلها استطاعت أن تعلن هذا بواسطة الكهنة..
بعد ذلك قتل القيصر، وأصبح مارك أنطونيو الدائم الصخب، الغارق بالشراب، والذي كانت وجهته مصر أغنى بلاد الشرق رغبة منه في سلب خيراتها ومقدراتها، وتوعد كليوباترا بالقتل، فكان هو المقتول أمام سحرها، فلجأت الي حيلة ذكية، واستقلت سفينة مرصعة بالذهب، ذات أشرعة أرجوانية، محاطة بالأبهة، ورافقها الصغار المزينين بزي كيوبيد، وزُينت هي بالألماس والذهب، وريش النعام، بينما العذارى الفاتنات، المدثرات بالقدمس، كن يرقصن، والملكة تجلس على وسادة من الحرير متخذة وضع( فينوس) ، فبدت أجمل منها وأرق!!
مارك انطونيو كان شاباً صغيراً خشناً، لم يألف كل هذه النعومة التي سلبته وقاره كقائد، بالرغم من مجونه وسقطاته مع متهتكات وشرازم، كن يثرن الاشمئزاز!!
تحولت كليوبترا المثقفة المهذبة التي تحفظ الشعر وترويه، وتترجم اللغات، _تحولت لخليلة مارك أنطونيو هو الآخر رغبة في البقاء كملكة للبلاد..
كانت مخلصة له بطريقة يشهد بها التاريخ منذ عشرين قرناً من الزمان..
رافقته في رحلات الصيد، وكانت حريصة على رضاه، وكانت تعد بنفسها الطعام الذي يحبه، وتأمر خدامها بالاستعداد ليل نهار لتقديم وجبات ساخنة له في اي وقت يوده.
افتتن مارك هو الآخر بها، ومنحها شاطئ (فينيقيا) هدية، وكذلك (قبرص) و(أريحا) ، وجزيرة (كريت) ، كما تنازل لها عن آسيا الصغرى!!
أثارت هذه الهبات قلق روما لأن هذه الأصقاع اكتسبت بمئات المعارك، ودماء الرومان، فكيف له أن يتصرف فيها لهذه المحظية المصرية؟!
تأكد من خاتمته الحتمية وهي القتل لسوء التصرف في أموال روما..
فطعن نفسه بحربة أمام محبوبته، وماتت هي الأخرى بسم الثعبان خوفاً من أن تُجَر إلى روماً مكبلة بالأغلال..
ولهذه اللحظة لم يعثر على مكان مدفنهما بالإسكندرية بناءاً على وصية منهاً خوفاً من وصول رفاتها ورفاة زوجها إلى روما .