عبير حرب تكتب: الحرب علي الهوية المصرية.

عبير حرب تكتب: الحرب علي الهوية المصرية.
عبير حرب تكتب: الحرب علي الهوية المصرية.

العالم العربي يشهد منذ عدة سنوات صراعا جديدا يدور حول الهوية .حيث تراجع الصراع العربي الاسرائيلي والخلافات مع دول الجوار واحتل مكانها صراع داخل الدول العربية حول المذاهب والطوائف ومفهوم الوطن والدولة .ولكن مصر وبكل تاكيد تختلف عن كل الدول العربية بمعني انها اقدم دولة قومية في المنطقة العربية باكملها حيث عاش سكانها في نطاق جغرافي مميز ونشات في ظل ذاك حضارة وهوية شديدة التجانس استوعبت ثقافات واديان واجناس كثيرة كان اخرها العروبة والاسلام.ودخلت عليها ثقافات عربية وغربية كثيرة دون ان تؤثر فيها او تجعلها تتخلي عن هويتها المصرية..

.ولذلك كانت مصر دائما محط انظار العالم لاختلافها وتميزها عن باقي دول العالم حيث شخصيتها الغير قابلة للتبعية او التغير في طبيعتها حتي لو اختلطت سنوات بثقافات واجناس وطوائف مختلفة. لذلك سعي الكثيرون لاعلان الحرب علي هذه الهوية الاصيلة واعدوا كل اسلحتهم لمحاولة محوها والقضاء عليها وخاصة المنتمون للتيارات الاسلامية المتطرفة وعلي راسهم جماعة الاخوان المسلمين وهي الاكثر عداء للهوية المصرية .

حيث كان مؤسسها حسن البنا اكبر اهدافه نشر واعتناق افكار تدعو الي تبني الهوية الدينية كبديل للهوية المصرية الوطنية وترفض مفهوم الدولة والقومية وتبني مفهوم الوصول الي النظام الاسلامي العالمي واللذي ينظر للولاء للوطن علي انه مخالف للشرع والعقيدة.....

ان الحرب علي الهوية المصرية موجود منذ سنوات وقد ظهر في الجهود المبذولة في تغيير السلوكيات المعتدلة والوسطية للمصريين المرتبطة بحضارتهم العريقة منذ الاف السنين واحلال مكانها سلوكيات ومظاهر متطرفة في الافكار والمظهر.بل وادعاء واتهام كل من يريد ان يحافظ علي الهوية المصرية بانه كافر او ملحد او علماني ..... الدولة المصرية منذ نشاتها وهي دولة متدينة بمعني انها تستوعب جميع الاديان واللتي تدعو اجميعا الي نفس التعاليم لكونها من نفس المصدر .

 لكن المتطرفون لتاجيج الصراع الديني والطائفي سعوا لنشر ان كل من ليس علي دين الاسلام هو كافر بالرغم من ان الاسلام لم يتهم ابدا اصحاب الديانات السماوية بالكفر بل اوصي بهم والقران والسيرة بهم الادلة القاطعة لتكذيب هؤلاء .

وعندما اتحدث عن طمث الهوية المصرية عن طريق خلق صراع مذهبي او طائفي في مصر التي عاشت الاف السنين تستوعب كل الاديان وترابط اهلها في حزمة واحدة لم يستطيع احد تفكيكها مهما كانت قوته يجب ان اتحدث عن المحاولات المميتة لتغيير المظهر المصري المميز والذي كنت عندما تري رجلا او امراة او طفل لا تستطيع تحديد ما اذا كان مسلما او مسيحيا او يهوديا حيث استمر التخطيط لتفتيت وتشتيت وانهاء هذا التميز باالترويج للازياء العنصرية والتي تميز بين ابناء مصر وتخلق صراعا طائفيا لا اتكلم عن الحجاب بصفة خاصة ولكن عن الازياء التي اتت من دول نشا فيها الفكر الوهابي واتت به الجماعات الاسلامية وجماعة الاخوان الي مصر فانتشر مايسمي بالاسدال والخمار والنقاب ومالم نراه ابدا في تراثنا القديم ولم نري اجدادنا يرتدوا مثل هذه الازياء بالرغم من تدينهم وتمسكهم بتعاليم الاديان وقيمها اكثر من وقتنا الحالي ..

كل ماذكرته ماهو الادلائل رمزية بسيطة علي محاولات القضاء علي الشخصية المصرية المميزة وعن محاولات هدم دولة كانت وستزال ارض المحبة والسلام التي تستوعب كل البشر من كل العالم بمختلف جنسايتهم وطوائفهم وستظل محتفظة بمصريتها الي الابد .