بلا مجاملة د. هاني توفيق يكتب: تشخيص 2

بلا مجاملة د. هاني توفيق يكتب: تشخيص 2
بلا مجاملة د. هاني توفيق يكتب: تشخيص 2

تناولنا فى العدد السابق تشخيص تدهور الانتاج الدرامى التلفزيونى المصرى وتراجع الاعمال التلفزيونيه المصريه امام الانتاج التركى والهندى وحتى الانتاج السورى للاعمال التاريخيه .

لقد لعب المنتجون  دور كبير فى هذا التدهور لقد اصبح المنتج الان هو المسيطر الاول على العمل الفنى بعدما كان دور المنتج ينحصر فقط فى الادارة الماليه وحتى عندما يبدى رأى فى العمل الفنى يكون رأى استشارى فقط ولكن الان يختار المنتج الممثلين ويفرضهم فرضا على المخرج حتى وان كان لايصلح فنيا للقيام بهذا الدور بحجه انها اسماء تساعد على بيع وتسويق العمل الفنى .

لذلك نجد عندما  كان قطاع الانتاج فى التلفزيون المصرى فى حقبه الثمنينيات هو المنتج الاول على ساحه الانتاج الدرامى قدم خلالها العديد من الاعمال الدراميه التى تركت علامات فى الدراما التلفزيونيه وقدم العديد من كتاب الدراما التلفزيونيه ونجوم فى الاخراج والتمثيل.

ولقد نجح قطاع الانتاج بالتلفزيون المصرى فى تقديم الاعمال التلفزيونيه التى تركت علامات فى تاريخ الدراما التلفزيونيه وذلك لان المسؤل عن الانتاج كان فنان وادارى لم يتدخل فى الانتاج الفنى وترك المخرج يعمل بحريه فابدع وقدم فنا راقيا لسنين عديدة حتى انهيارقطاع الانتاج فى ماسبيرو واصبح تجار الخردة والجزارة هم نجوم الانتاج  الدرامى والتلفزيونى ومن هنا بدأء العد التنازلى للانهيارالفنى .

 

المؤلف

النصوص الدراميه تراجعت بعد الطفرة التى كانت فى الثمانينات والتسعينات وفرض المنتج ذوقه المسف على الكتاب لذلك تجد الكاتب يستجدى ارضاء المنتج حتى يستطيع ان يتعيش من فنه فقدم التوليفه السهله دراميا ومن هنا اصبحت معظم الدراما التلفزيونيه تدور حول العشوائيات وتجار المخدرات وبنات الهوى.

وعندما تنتقد ما يقدمون يقولون ان الفن ترجمه للواقع ..اى واقع هل جميع المصريين مدمنيناو تجار مخدرات وهل نساء المحروسه عاهرات بالطبع لا ولكنها توليفه سهله للكتابه وهى ليست مرأة للواقع .

لقد نجح نجيب محفوظ بالوصول الى العالميه عندما انغمز حتى النخاع فى المحليه فتطرقت كتاباته الى الحارة المصريه فقدم اعماله الخالدة بين القصرين والسكريه وخلافه وترجم نبض الحارة المصريه بكل شخوصه وتنقضاتها وتنوع شخوصها فرتقى بكتاباته الى العالميه وعندما ترجمت اعماله  الى دراما على الشاشه ضجت شخوصه بالحياة .

ولكن الان نجد ان النصوص الدراميه تتشابه وتدور حول العشوأيات وما يدور فيها من تجار مخدرات وخروج على القانون و لا يوجد ابداع فنى فى النصوص الدراميه مما افقدها عنصر المنافسه .

ان معظم النصوص الدراميه اما مقتبسه من مسلاسلات واعمال تلفزيونيه اجنبيه او معربه تماما كما النص الاجنبى و نجد ايضا ان بعض الكتاب لا ينوة عن المصدر المقتبس منه النص الدرامى وبما ان النص  مقتبس من نص اجنبى لذلك تجد  ان النص الدرامى الاصلى بالطبع يتفوق على المسخ المقتبس  مما افقدة اى قيمه فنيه واى فرصه للتفوق دراميا.

ان الكاتبه فى النصوص الدراميه تلفزيونيه كانت او سينمائيه باتت لا تعتمد على المؤلف الاوحد بل اصبحت تعتمد على ورشه التاليف الدرامى وهى تبدأ بفكرة دراميه من المؤلف القائد وعندها يختار عدد من المؤلفيين للمشاركه فى ورشه التاليف الدرامى.  ويبداء الجميع فى رسم الخطوط الدراميه العريضه للعمل وتنتقل  ورشه الكتاب الى مرحله اخرى وهى تجسيد العمل كاملا على الورق.

وبعدها ينتقل فريق  العمل الى المرحله التاليه وهى مرحله التنقيح الفنى ويشترك فيها فريق الكتابه بالاشترك مع مخرج العمل  الذى يطرح  رؤيته كمخرج مسؤل عن العمل ككل .

اذا كان العمل يجهز للسنيما يدخل مرحله كتابه السيناريو ولكن فى حاله الكتابه التلفزيونيه فالكاتب يقدم النص  جاهز بالفصول الدراميه والمشاهد ولا يحتاج لكاتب سيناريو .

وقد انتشرت فى العالم اجمع ورشه التاليف الفنى فهى تساعد على نضوج الفكرة الدراميه المقدمه وتنوع الافكار الخلاقه مما ينعكس بشكل كامل على العمل .

وعلى الرغم من وجود العديد من كتاب الدرما المتميزين فى مصر امثال اسامه انور عكاشه وجلال عبد القوى ولنين الرملى وغيرهم الا انك الان لا ترى اعمال تلفزيونيه تقدم لهم فى الوقت الحاضر فقد صرح احد هؤلاء عندما سأل عن عدم وجود اعمال دراميه تعرض فى الوقت الحالى اجاب بكل اسى ان كتباته لم تعد تروق المنتجين الان لان المنتجين الذين يتحكمون فى الدرما التلفزيونيه فى مصر المحروسه يتدخلون فيما يكتب  وتاتى الفكرة الدراميه من المنتج وماعلى الكاتب الا ان يبلور فكرة جلاله المنتج على الورق فى عمل فنى درامى وبالطبع له الحق فى اى تغيير يروق له على النص الدرامى. لذلك فقد توقف عن التاليف فى الوقت الحاضر احترما لنفسه كفنان له تاريخ وترك التاليف لاانصاف الموهوبين والارزقيه على حد قوله.

لذلك نجد ان النصوص الدراميه الهزيله سبب ايضا مباشر فى انهيار وتراجع الدراما المصريه عن الريادة فى الوطن العربى وتاتى فى المؤخرة وراء العديد من الدراما الاجنبيه المنتشرة فى جميع الفضائيات العربيه.

وللحديث بقيه

 

بسرعه

كل عام وانتم بخير بمناسبه شهر رمضان ومعه تبداء حرب المسلسلات التلفزيونيه 28 مسلسل تتنافس فى هذا الشهر الكريم وكيف يمكن متابعه كل هذا الكم من المسلسلات التلفزيونيه فى شهر المفروض ان يكون شهر للنسك والصلاة والتقرب الى الله .