صفوت عطا الله يكتب: شاءت الأقدار مصر في اختبار

صفوت عطا الله يكتب: شاءت الأقدار مصر في اختبار
صفوت عطا الله يكتب: شاءت الأقدار مصر في اختبار

 

بلادنا تجتاز أهم فتره في تاريخها المعاصر لتقرير مصيرها للمستقبل بالرغم من المصاعب و المشاكل و المؤامرات و الأزمات و الإرهاب نظره سريعة لما يدور من إحداث ان تجعل مصر بإرادتها تختار الاصلح و الافيد لها ولكن شاءت الأقدار ان تقف في مفترق الطرق لاختيار الدرب الذي نسلكه ربما يستمر فيه مسافة طويله شاقه لنصل للبر مره أخرى فمنذ نهاية الحرب العالمية الأولى و الثانيه و مصر كانت في مقدمه الدول اقتصاديا وحضاريا واجتماعيا ولم ينغص حياتها سوي المناوشات بين الأحزاب و الملك و التصرفات الحمقاء من جماعه الإخوان المسلمين اما عامه الشعب فكان يتميز بطيبه القلب و القناعة والرضا في معيشته البسيطة الى ان شاءت الأقدار وحلت سنة النكبة و حرب فلسطين منذ 70 عاما حتى ظهر بعض الضباط الجدد من الطبقه الوسطى وكان لديهم نقمه وعداء للفئات العليا من الجيش المصري تلك هي آلافه التي انتشرت بعد ذلك خاصة بعد مجانية التعليم و انقلبت معها الموازين و تغيرت وتبدلت الأوضاع و السلوك خاصة من الفئات الدنيا الكادحة مما احدث تآكل واضح في الطبقة الوسطى التي كانت منبع الإبداع الأدبي والفني القوه الناعمة مؤثره في المجتمع فتراجعت وتخلفت معها الأحوال والسلوك الأصيل وحل مكانها أنصاف القوالب تملأ جنبات  الحياة بنظرتها الشرهة  في الوصول والتسلق تدوس معها على كل شيء جميل او طيب او محترم مستغلة انسحاب الفئات الأخرى خاصة بعد ثوره 23 يوليو ما حدث لهؤلاء الضباط الناقمين على أحوال البلد خاصة من القادة او الملك ولم يشغل فكرهم حاله الشعب من قريب او بعيد وكان هدفهم من حركاتهم رفع شكوى الى جلاله الملك وتقديم عريضة وطلب مطالبهم الخاصة ولكن شاءت الأقدار ان حدث خطا في تحديد ساعة الصفر وتحرك احد الضباط وهو يوسف الصديق قبل الموعد المحدد بساعة واحدة وجمع وحدته لاقتحام مجلس قياده الدفاع والجيش الذين كانوا في اجتماع لبحث تحركات هؤلاء الضباط تمهيدا لإصدار أمر بالقبض عليهم وبتصرف فردي تم  السيطرة على معظم الرتب العليا بضربه واحده الموجودة داخل الغرفة على حسب ما جاء على لسان مؤرخ الثورة محمد حسنين هيكل و الأغرب لم يكن في مخيلته النجاح والتوفيق السريع وتم كتابه بيان الحركة وأذاعته وما هي إلا ساعات و خرجت الجماهير للتأييد وهكذا كتب للحركة الاستمرار في اتخاذ القرارات وليدة اللحظة مثل خلع الملك والتنازل وتعيين واصي على العرش إلى إلغاء الأحزاب ما عدا جماعه الإخوان علامة استفهام ولم يطلق على حركه الضباط بالثورة إلا من الأديب طه حسين بعد ذالك و استمر الاعتقاد لدى الجميع أنها ثوره مباركه طالما السلطة و الحاكم في قبضه الضباط الأحرار ويلاحظ خلاف ما حدث في ثوره 30 يونيو 2013 عندما خرج المصريين بإرادتهم الحرة بالمطالبة بخلع الرئيس الاخوانيه و يسقط حكم المرشد وانضمام الجيش لتلبيه مطالب الشعب.

استمرار الضباط الأحرار من محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات في السيطرة على مقاليد الحكم كل منهم بطريقته و أسلوبه و فكره الخاص فنجد جمال عبد الناصر بدأ يميل إلى النظام الاشتراكي وكانت قراراته كلها من تحديد الملكية او الاستيلاء على ممتلكات العائلة المالكة و تأميم قناة السويس و البنوك و الشركات الخاصة لما كان السبب لهروب رأس المال و أصحابها تاركين الاقتصاد في أيدي غير متخصصة و بأسلوب غير عشوائي ضاع كل شيء ولوجود احتياطي ذهب في ذلك الوقت تمت تغطية التدهور والانهيار وعدم إحساس او التأثير على الشعب بتغير حيث انحصرت  مطالبه في الحياة البسيطة خاصة وقد كان عدد السكان قليلا إلى أن شاءت الأقدار وحلت بنا النكسة والوكسة و النكبة الثانية 1967 لتبدأ مرحلة أخرى من الانحدار مره أخرى انتهت بوفاة الرئيس جمال عبد الناصر وجاء السادات وبأخطاره الجديدة وبدأت مقولات شد الحزام والميول الديني و أنكشف الأمر بعد حرب أكتوبر 73 بتغيير النظام الاقتصادي من أقصى الشمال الى أقصى اليمين و بيع أصول الشركات و لعبه الخصخصة لفئات لا تراعي ضميرها أو الولاء للوطن معظمهم من أثرياء الحرب الجديدة و العائدين من دول البترول و الهاربين من جماعه الإخوان ليتم الاستيلاء على اقتصاد البلد وشاءت الأقدار تحول تام في المزاج العام و السلوك اليومي والمظهر الخارجي وظهرت معها الجماعات و والسلفيين ونمو شوكة الإخوان الهدف الأساسي للتجارة المتمثلة في الشراء و البيع و المكسب فقط وتم القضاء على المصانع و الإنتاج والتصنيع تحولت معها إلى خرائط عاشت فيها الوطاويط والخفاش او تباع لأقامه عمارات ومولات وبعد اغتيال السادات جاء محمد حسني مبارك أول رئيس غير منتمي لجماعه الضباط الأحرار في ظروف غير مهيئه للتعديل او التبديل هو أمر واحد هو التأقلم على الوضع الحالي و الواقع على الأرض ساعياً للتقرب مرة أخرى للدول ألمقاطعه لمعاهده كامب ديفيد  وتصحيح ما أفسده السادات في نفس الوقت عدم الاصطدام مع الفئة الجديدة المتحكمة في الاقتصاد] التي استخدمت الدين بقوه في كل نواحي الحياة وبمرور الوقت تغلغل في فكر الشباب هو تبادل المنافع والمصالح والميوعه في التعامل وترك الفساد ينخر في عظام الوطن حتى شمل الوطن وشاءت الأقدار مره أخرى عندما أثير  موضوع التوريث و التي جاءت مره أخرى على لسان محمد حسنين هيكل حيث  ظهرت جماعه مدربه في الخارج و وبحجة ممارسه الديمقراطية مثل حركه 6 ابريل و حركه كفاية لتلعب نفس دور النقمة و العداء من السلطة بمساعده خفيه من جماعه الإخوان لقلب نظام الحكم للأسف ما كان يحدث في الخفاء من صراع بين قيادات الجيش و القوه الجديدة من قوات الأمن و الداخلية أثار سلبيه ظهرت في أول اختبار ووضح تماما ما حدث عقب تظاهر بضعة من الشباب في ميدان التحرير 25 يناير 2011 وما أعقبها من أحداث مؤسفة ومؤلمه وانهيار الدولة و تخلي مبارك عن الحكم مثلما تنازل الملك عن الحكم  وبعدها بأيام قليله جاء يوسف القرضاوي ليقف على المنصة بميدان التحرير ليأخذ البيعة والوصاية على البلد وانسحب المتآمرين من الشباب وعلى رأسهم وائل غنيم مغطى وجهه بعلم مصر خجلا من خيانته لبلده ووطنه و بدأت مرحله الانهيار التام ووقوع البلاد في مستنقع دوله دينيه كما كان مخطط من الجماعات المتأسلمة و الإخوان والسلفيين وتتخذ القرارات العشوائية وليدة الصدفة واللحظة إعلان الدستور المشبوه و البرلمان الموال للإخوان والرئيس الاخوانيه دمية في يد المرشد وتوالت القرارات المتضاربة والتصرفات الهوجاء و الممارسات الغير صائبة تمهيدا لإعلان الدولة الدينية وتطبيق الشريعة الاسلاميه والتي كان مخطط لها من أيام محمد نجيب بعد حركه الضباط 1952.

شاءت الأقدار لظهور المنقذ والفارس من قلب الأحداث ومن حيث لايعلمون كأنه تدبير إلهي ورأفة لهذا الشعب الطيب البسيط منذ مئات السنين وهو يتحمل في صبر وقناعة ليكشف المخطط القذر ويثور الشعب ويخرج مطالباً بخلع الرئيس الخائن وإسقاط حكم المرشد في مشهد لا يتكرر ليعلن معدنه الأصلي وحبه للوطن مصر ولكن بعد سبعين سنة من تجارب فاشلة وقرارات عشوائية ومصالح شخصية ضيقة هنا نتوقف لشرح حالة البلاد من التخبط والخنوع يميناً ويساراً والهبوط والانحدار والتخلف إلى الوراء وكيف يتم الرجوع إلى الوضع الآمن سواء بالعمل المخلص في ترميم ما أفسدته النفوس الضعيفة في ظل تزايد سكاني رهيب يدمر كل تقدم أو إصلاح أو تعديل من هنا نعلم مدى الصعوبة والخطورة

في المضي في الطريق الصحيح و المصاعب والمشاكل التي واجهت الرئيس السيسي خلال فترته الأولى وان كان نجح في بعض الأمور الكثيرة لمنع الانهيار و عوده الاستقرار وإعادة مكانه مصر الى مكانتها التي تستحقها الا انه لم يفلح في تحرير العقول المسيطر عليها من جماعه الدينية و الهوس الديني الذي يعيق تقدم البلاد برغم المناداة العلنية في محافل متعددة بتعديل  الخطاب الديني الى انه مع الأيام ضعفت أماله وطموحاته في تحقيق اي تقدم في هذا المجال الشائك.

مرت الأربع سنوات حلوها ومرها وشاءت الأقدار مره أخرى ان يبدأ الفترة الثانية بمواجهه قاسيه أمام قوي الإرهاب في شبه جزيرة سيناء و بعد مضي خمسة أشهر مازال هناك أحداث وقتال وسقوط شهداء  فالطريق مملوء بالأشواك و الأحجار و المطبات ولابد من اتخاذ قرارات صعبه و مؤثره و شاقه ومؤلمه ايضا تمس الشعب المصري المتسرع في جني ثمار قبل نضوجها أو قبل أوانها وهذا هو المعوق الأكبر والتحدي الأصعب.

 وقفه مع النفس مثل لاعب الكره عندما يقف في منتصف الملعب و من حوله اللاعبين والحكام و الجماهير وقوات الأمن ما هو يلتقط  ضربات الكره من هنا و هناك ويسمع الهتاف ويرى الإشارات وهدفه إحراز الأهداف و الانتصار نرى الذكرى السبعين لإنشاء دوله إسرائيل شوكه في قلب الوطن العربي و تحل هذا العام بموافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفاره من تل ابيب الى القدس اعلان واعتراف عاصمة دوله إسرائيل مما يزيد الألم و شجون و بكاء على اللبن المسكوب والحقوق المهضومة الضائعة للانتخابات برلمانيه في لبنان و العراق و سيطرة التيار الشيعي بقوه ممثله بفوز حزب الله في لبنان و قائمه مقتدى الصدر في العراق في إشارة جديدة لسيطرة إيران وتدخل مباشر في شؤون الدول وما يحدث في اليمن وكذلك سوريا توضح انحسار لدور التيار السني في تلك المناطق مما ينذر إلى عواقب وخيمة خطيرة تمس الدول العربية الأخرى ومنها مصر ممثله في تخفيف الضغط على التيارات الدينية وعن أنشطتها مما يؤثر بالسلب في المسار نحو مستقبل الدولة المدنية.

 قرارات الدولة برفع أسعار المترو وبعض السلع الأخرى خاصة قبل حلول شهر رمضان مسألة تحرك جماعات التذمر والإثارة والاحتجاج والمطالبة بالتظاهر ترجعنا للوراء ومافعله الصبية من جماعة 6 ابريل في الماضي القريب او روح العداء والنقمة في الماضي البعيد.

استخدام سلبيات المجتمع من غرائب الأمور مثل ما يدور الآن على الساحة من الجذور الخيالية و المرتبات الفلكية لبعض فئات الشعب تجاوزت عشرات الملايين في أعمال هابطه ومسلسلات بعيدة عن الواقع وأشيع دخول أموال أخوانيه في تمويل تلك المسلسلات لغرض في نفس يعقوب محتواها ينعكس على فكر المشاهد لصالحهم، وكذلك ما يتم الإعلان عنه من أن مرتبات مذيعي القنوات والإعلام الفاشل الساقط الفاسد مقابل رغي و كلام فارغ مسترسل مكرر ولت وعجن لساعات طويلة لا معنى ولا عبره سوى التلاعب على مواجع الجماهير واستكمالاً لهذه المبالغة أسعار بعض صغار لاعبي كرة القدم بعشرات الملايين من الجنيهات والإعلان عن صفقات مريبة تزيد من حالة الهيجان والفوران والنقمة لدى الشعب مستغلين بالطبع النجاح الباهر للاعب محمد صلاح المجتهد في انجلترا وإعتباره مقياساً لهم في رفع أسعارهم خبر لهدلالة ومغزى لمدى الإنهيار السلوكي والأخلاقي عندما يتقدم مجهول بتحطيم تماثيل موضوعة في حرم جامعة إلمنيا تذكرنا بما كان يدور في سنوات التخلف وعودة للوجوه القبيحة والأفكار الرجعية الهدامة كالتي جاءت عبارة عن خبر مدسوس وخبيث وتصريحات من إحدى الشخصيات المحسوبة على حقوق الإنسان وهو كمال الهلباوي الذي فجأة أخذ ينادي بالمصالحة مع الجماعة الإرهابية وهو لا يدري أن الدماء مازالت تنزف من أبطالنا الشجعان ولم تجف وإثارة مشاعر الشعب بهذه الدعوة ثم تأتي مناسبة عيد ميلاد الرئيس المتنحي حسني مبارك التسعين لتعيد مشهد وذكريات ومقارنة غير عادلة وظالمة بين مايدور الآن وبين عهده السابق الفاسد، كل هذا يدور من حولنا بقسوة وشراسة ولكنها الأقدار التي جعلت مصر الآن في اختبار صعب وعسير .. إما نكون .. أو لا نكون .. إما ننطلق للأمام .. أو التقهقر للخلف .. إما أن نجد الطريق الصحيح أو نتعثر في عشوائيات الماضي البغيض .. اختبار صعب نمر به في عصرنا الحالي لتعديل مسار خاطئ وتخبط سبعين عاماً شاءت الأقدار الآن ومعنا رئيس مختلف تماماً عن السابقين له فكر متحرر وعقلية متجددة وقلب منفتح وأيدي مفتوحة للجميع دون محاباه أو محسوبية .. رجل مجتهد مؤمن ببلده ويخاف عليها ويحاول التعامل مع الأحداث بالصبر والعقل والتخطيط .. يبذل جهد مع المترددين والضعاف ويطلب مساندة شعبه له وتشجيعه في المضي في الطريق الطويل الشاق للوصول إلى بر الأمان بسلام، ليس لدينا سوى الدعاء والتضرع لله أن نجتاز هذه المحنة وهذا الإختبار بالنجاح والتوفيق ولا يجعلنا نقع تحت طائلة ووطأة الأقدار مرة أخرى بالإرادة والعزيمة تبني الأوطان.

 

 

شاءت الاقدار ان نعلن الاخبار

مناسبات واعياد وبركات تحل علينا تلك الايام لا يمكن السكوت عنها.

أمر أشبه بالمعجزات واقرب من تحقيق المستحيلات ان الإعلان عن وصول رفات شهداء الاقباط في ليبيا الى ارض الوطن في احتفاليه غير مسبوقة لا تحدث مع القديسين العظماء مثل ما حدث مع عودة رأس  القديس مار مرقص من البندقيه بايطاليا او جزء من القديس اثناسيوس ليستقروا في مزار قريتهم الممهدة بالكنيسه المقامه على اسمائهم وتحول الى يوم فرحه وسرور وابتهاج، مشهد لن يتكرر كثيرا واصبح وثيقة تاريخيه بالصوت والصوره لهؤلاء الشهداء العظماء وظهور أجسادهم وعودتهم إلى قريتهم ليكون اعلان على مر الازمان على مدى الإيمان وقوة العقيده وعودة لعصر الشهداء ويتواكب هذا الاحتفال مع ذكريات ومناسبات الذكرى الخمسين لظهور السيده العذراء على كنيسه الزيتون عوده رفات القديس مارمرقس كاروز الكرازة المرقسية وعلى انشاء الكاتدرائية بالعباسية ومائة عام على انشاء مدارس الأحد بمعرفة حبيب جرجس ولا ننسي في تلك الايام تاتي مناسبه طيبه على أخواتي المصريين المسلمين ببدء  شهر رمضان الكريم شهر الصيام و الرحمة و الزكاة والبركات ولا يفوتنا أن نقدم التهاني والأمنيات السعيده للشعب المصري العظيم ان تعود الايام السعيده بكل الخير والصحة و تعود الذكريات الجميلة لهذا الشهر الكريم بمظاهره الرائعه والسهرات والدعاء والأغاني و فانوس رمضان ومدفع رمضان و الفرحه في عيون الأطفال والأيام التي لم  تفرق الشعب يوما عندما يتم وضع الزينات في أعياد الشهيد مار جرجس والعذراء مريم مع شهر رمضان و مولد النبي أرجو من الله ان تعود مره أخرى بعيدا عن أغاني المسلسلات الغير هادفة أول مظاهر الكاذبة والدعوات لملئ الكروش والعودة الى صحيح الاحتفال النقي الجميل من التقوى و الصلاة و الدعاء و التضرع الى الله بالحب والسلام والخير لكل الشعوب و الأسر والأشخاص والأوطان وكل عام وانتم بخير