أيمن المسيري يكتب عن المدارس اليابانية

أيمن المسيري يكتب عن المدارس اليابانية
أيمن المسيري يكتب عن المدارس اليابانية

من شوية علي التيلفون، دخلت في مناقشة مع صديق عزيز، وأكاديمي خبير، قريب من موضوع دخول التعليم الياباني، والمدارس اليابانية مصر، ومنح اليابان مصر، ١٦٨ مليون يورو يعني ٣ مليار ونصف المليار جنيه من مؤسسةالجايكا اليابانية، لدعم المدارس اليابانية، وحكي لي الصديق عن المتاعب اللي اليابانيين شافوها مع البيروقراطية المصرية العتيقة، ضحكنا وحكيت له حكاية طريفة حصلت معايا...
من كام سنه كده، كنت وقتها مقيم في اليابان، في طوكيو تحديدًا، مش ناسي كاجاكاوا، الراجل الطيب اللي كان بيمتحني، وبكلمة منه أخد رخصة السواقة الياباني، وأبطل أسوق بالرخصة الدولية المنتهية أصلًا بعد ٦ شهور من وصولي طوكيو، واللي أساسا ما تسمحش إني أسوق في بلاد الدركسيون فيها علي اليمين، بدون موافقة سلطات المرور في البلد، والمرور ببرنامج تدريبي علي القيادة في اليابان، كاجاكاوا المعلم أول مرة سقطني عشان مابصيتش في المرايا وأنا طالع، تاني مرة سقطني عشان هديت في تقاطع مع إني إشارتي خضرة، شرحت لكاجاكاوا المعلم، إن نظامهم الياباني المحبك دا غبي، وهيبوظ نظام المرور الياباني، وإنه لازم يثري معارفه بالإطلاع علي التجربة والسيستم في الشقيقة مصر ، وحلفت له إني سقت في أم الدنيا ذات نفسها، عربية فيات ١٢٨ شهرين بكوبلين مكسور وكاربرتير منفس، ومارش مسنود بتخشينه خشب، وبإيد واحده، عشان كان بيبقي معايا مكالمات كتير في الإيد التانيه، وإن أنا لو بأطلع الرخصة، من مرور الدراسه، شوف بقه إنت مرور الدراسة، اللي يعني بينضربه المثل، كان زمان الأمين بهنسي إداني الرخصة في ثانية، وإداني مع الرخصة شهادة خبرة إني بأسوق مدرعات وتريلات وأباتشي، كاجاكاوا المعلم نشف راسه، وأصر يبقي ياباني متخلف، وقال مالوش دعوة لازم أتعلم وأبقي ياباني أصلي، وبالفعل في المرة التالته مثلت إني بأطمن علي أسفل العربية، ومثلت إني بأبص في المرايات، وعملت نفسي قال إيه بأدي إشارة شمال، وتظاهرت كذبًا إني بأبص يمين وشمال، وعديت من ممر حرف S من غير ما ألمس الرصيف، وركنت موازي للرصيف من أول مرة، والحقيقة التمثيل ده نفعني برضه بعد كده بشويه، لما رحت نيويورك وإمتحنت للرخصة، المهم كاجاكاوا المعلم أخيرًا أعلن نجاحي، خلصت الإجراءات وطبعوا لي الرخصة، وأخدت عربيتي الأصلية وخارج من الباب وبحاول أخطف الخروجة، بغرزه مصري قبل العربيات اللي خارجه معايا، غرزة بسيطة من اللي بيعملها كل مواطن مصري شريف، كامل الأهلية، واللي باعملها يوميا في ملف شيراتون المطار، مافيهاش حاجه يعني، ألاقي من بين كل اليابانيين اللي في الجزر اليابانية وأرخبيل أوراسيا، يطلع اللي خارج معايا في نفس ذات اللحظة كان كاجاكاوا المعلم، بالنيسان باثفايندر النبيتي بتاعته، وأروح ملمس كده علي خفيف في رفرف عربية كاجاكاوا صان، وللحظة توقف الزمن، والموسيقي التصويرية صوتها علي، تبادلنا نظرات شريرة، مع قليل من الحقد الأسود، الممتزج بخلاصة الكراهية، بين مصري حلنجي ماصدق قفش الرخصة في إيده، وياباني، الساموراي المحارب المدافع عن تقاليد جلالة الإمبراطور المعظم، كاجاكاوا المعلم كان يتمني في تلك اللحظة، يكون سيفه معاه، عشان يعمل رقبتي كاربرتير، لحقت نفسي ونزلت، وعملت لكاجاكاوا صان البيج باونج Big bowing أو إنحناءة التحية اليابانية والإعتذار، ولسان حالي بيردد عبارة محسن محي الدين في "سك علي بناتك" أنا بص .. أنا بص، نصاب بقه!، وأخدت الرخصة وإنطلقت إلي حي هيرو - ميناتو ودخلت الجراج وطول الطريق أبص في المرايه ومتخيل إن كاجاكاوا المعلم بيجري ورايا، قضيت الليل كله وكاجاكوا معايا في الحلم، وخايف في أي لحظة ألاقية تحت البيت، أو تحت السرير، وعايز يسترد الرخصة اليابانية من المصري الأفاق، ويسترد معها كرامة الشعب الياباني الشقيق، اللي اتبهدلت علي إيد مصري، بتاع ٣ ورقات، آخره ١٢٨ حمرا إستعمال ممرضة، أو توكتوك هندي مكتوب عليه:

احنا اللي القمر يا قمر
ما اعرفش يذلنا
اليابان طلعوا القمر..
واحنا قمرنا نزلنا.

المهم أنا بأحكي الحكاية المشينة، المخلة بالشرف الوطني لجمهورية الحرفيين دي ليه؟ بمناسبة موضوع إننا هنطبق الكاريكلوم الياباني (التوكاتسو) في التعليم تحت إشراف الجايكا، والأشقاء اليابانيين، 
، بأنبه بس السادة المسئولين، إوعوا تعملوا زي ما عملت، إوعوا ربنا يخليكم حد فيكم يطلع فورييجي، ويخبط في المعلم كاجاكاوا وإنتم خارجين، اليابانيين ما بيهزروش، وما بيرموش فلوسهم أونطه، يعني شغل الأمين بهنسي اللي دايما عنده حلول إعجازية وبيلتف علي أي تطوير، حتي لو كان ياباني مش هينفع، أولا لازم نوفر فصول آدمية، ومعامل مافيش إصلاح في فصل فيه ٩٠ طالب محشورين، مع احترامي للتابلت، ودا جميل، بس لازم ألاقي كرسي وديسك أحط عليه التابلت، ماذا وإلّا كاجاكاوا ما يعرفش أبوه، ودي فلوس دافعي ضرائب يابانيين.