قصة قصيرة ..السجين بقلم سيد عبد العال سيد

قصة قصيرة ..السجين بقلم سيد عبد العال سيد
قصة قصيرة  ..السجين بقلم سيد عبد العال سيد

 

تداهم جيوش الغزاة الممرات الحصينة في المخيلة التي تمزقتْ من ضربات القتلة فجعلتهُ وحيداً بين جدران العتمة الممددة علي الأرض إلي أن سمعَ صوت عصفورة وهي تزقزق بصوتها الرقيق أمام نافذته الحديدية.. انتبه إلي هذا الصوت الذي سرب إليه حروف اللهفة إلي النور.. حاول أن يتسلق حائط الغرفة  بحثاً عنهُ حتي كلت يداهُ من التعلق بالأسياخ، لكنهُ لم يستطع الوصول إليه فأرادَ بكل قوته أن يحفر بأظافره الحادة في جدران الحائط كي يري النور الذي طال أنتظارهُ.. رآهُ الحارس من فوق برج المراقبة مبلل الثياب عرقاً، فأتي إليه مسرعاً قائلاً بصوتٍ عالٍ : ماذا تفعل ؟.. صمتَ وهو يرتجف كاد أن يسقط علي الأرض من هول المفاجأة التي لم تكن في الحسبان ثم قال بصوتٍ وهن: الحرية يا سيدي.. نظر الحارس إليه وهو جاحظ العينين: ويلُ لكَ.. ثم عاد إلي مكانهُ في البرج يراقب كل الممرات.. بينما هو تقتلهُ الحيرة التي تغرقهُ في التساؤلات التي لا تنتهي، منتظراً العقاب الذي يلقي به بين أنياب الجلاد.. فقام الحارس بفتح إشارة تواصل بينه وبين السجين فاتحاً له باباً كي يخرج منهُ انتبه إلي هذه الإشارة التي روت بيداؤهُ وهو مسرور، فسار متخفياً بخطوات البرق خارج الأسوار.. سُر الآخرون وهم داخل الغرف يهتفون بحناجرهم القوية الحرية.. الحرية منتظرين الضوء القريب ...