الحرس فى مواجهة الرئيس.. أول اختبارات الولاية الثانية لحسن روحانى.. الاستخبارات الإيرانية والحرس الثورى تعاونا مع القاعدة وطالبان وقطر.. وترجيحات بالتنسيق مع "داعش" فى عمليات الضريح والبرلمان


كتب: محمد أبو النور

منذ اليوم الأول له فى قصر الرئاسة، بادلت مؤسسة الحرس الثورى الإيرانية، الرئيس حسن روحانى العداء، وعملت على إحراج مركزه السياسى داخليا وخارجيا، وتجسد ذلك من خلال عدد من الأحداث تجمعت كلها وتضافرت، فى أكثر من مناسبة، لعل أبرزها الدعم المعلن من قوات الحرس الثورى والباسيج لمنافسه الانتخابى رجل الدين إبراهيم رئيسى، حتى فاض الكيل به فى أثناء الانتخابات الأخيرة، وشن حملة هجومية شديدة ضد المؤسسة وفيالقها وقاداتها.

الملا أختر منصور
الملا أختر منصور

فقبل يومين من إجراء الانتخابات الإيرانية الأخيرة، وتحديدا يوم الأربعاء 17 مايو، اتهم حسن روحانى الحرس الثورى بالانخراط فى العملية السياسية، وابتعاده عن نهج مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخمينى، وطالب الحرس الثورى والباسيج (قوات التعبئة الشعبية) بعدم التدخل فى سير الانتخابات الإيرانية، وقبل ذلك، فى أثناء المناظرات الرئاسية، حمّل روحانى الحرس الثورى مسئولية تأزيم العلاقات الإيرانية بالدول المجاورة، فى إشارة إلى العلاقات الإيرانية ـ السعودية، متهما الباسيج بتدبير اقتحام المقرات الدبلوماسية السعودية فى طهران وخراسان، فى يناير 2016، وإحراج مركز إيران الدولى، خاصة أن عددا كبيرا من الدول قعطت علاقاتها مع إيران على خلفية هذا الحدث.

 

وفق هذا السجال المعلن من جانب أعلى سلطة تنفيذية فى إيران، لا يستبعد أن يكون الحرس الثورى هو الذى دبر، بالتعاون مع تنظيم الدولة المعروف إعلاميا باسم "داعش"، عمليات الأربعاء وسط طهران وفى مقر البرلمان الإيرانى وعلى مقربة من ضريح الإمام  الخمينى، بعد أن أعلن التنظيم مسئوليته عن العمليات الإرهابية النوعية بقلب عاصمة الجمهورية الإسلامية، بهدف إحراج مركز الرئيس حسن روحانى.

 

وقد كشفت مجريات التاريخ القريب عن التعاون النوعى بين المؤسسات الأمنية الإيرانية والجماعات المتطرفة، فى إشارة واضحة إلى علاقات إيران بتنظيمى القاعدة وطالبان.

 

بن لادن
بن لادن

 

ففى السنوات الأخيرة عملت مؤسسات إيران العسكرية بما فى ذلك الحرس الثورى والإطلاعات (وزارة المخابرات) على توثيق العلاقات بالتنظيمات الجهادية المصنفة دوليا كمجاعات إرهابية، وشملت العلاقات الإيرانية بتلك التنظيمات، تنسيقا على أعلى مستوى بقادة وكوادر تنظيم القاعدة وتنظيم طالبان، واستمر التعاون والتنسيق ولم تكشف عنه إيران إلا فى الأشهر الأخيرة.

 

وفى ديسمبر من العام الماضى 2016 دعت إيران قادة من حركة طالبان لحضور مؤتمر تحت عنوان "الوحدة الإسلامية"، بالعاصمة طهران، وقبل ذلك وتحديدا فى مايو 2015، زار وفد من حركة طالبان، بقيادة محمد طيب أغا، الذى يعتبر مقربًا من الملا عمر، زعيم التنظيم وقائده الروحى، إيران وأجرى محادثات مع المؤسسات الأمنية الإيرانية.

 

جانب من تفجيرات الأربعاء وسط طهران
جانب من تفجيرات الأربعاء وسط طهران

 

ووقتها نقلت وكالة مهر الإيرانية، عن رجل الدين الإيرانى محسن أراكى، أمين جمعية "التقريب بين المذاهب الإسلامية"، قوله: "طهران وجهت دعوة حضور للأطراف غير المتشددة فى حركة طالبان للمشاركة فى مؤتمر الوحدة الإسلامية الدولى، وفى كل الأحوال لم يفهم معنى أن يكون هناك قادة غير متشددين بداخل تنظيم إرهابى".

 

بموازاة ذلك، أكد مسئول إيرانى رفيع المستوى، وهو سفير طهران لدى العاصمة الأفغانية كابول، محمد رضا بهرامى، على وجود اتصالات بين بلاده وحركة طالبان الإرهابية، بعد سنوات طويلة من نفى إيران وجود علاقات لها بالحركة.

 

قوات الأمن الإيرانية تطوق موقع الحادث
قوات الأمن الإيرانية تطوق موقع الحادث

 

أما تنظيم القاعدة فتربطها علاقات تاريخية بالنظام الإيرانى الحالى الذى حاول تشبيك علاقات وثيقة معه منذ الحرب الأفغانية ـ الروسية التى جرت وقائعها فى عقد التمانينيات، وشكلت إيران ملاذا آمنا للمجاهدين الأفغان الذين كانوا يفرون من القوات السوفيتية عبر الحدود الأفغانية ـ الإيرانية، ووفرت لهم إيران دعما لوجيستيا وماديا لم تكشف عنه الوقائع إلا بعد مرور سنوات طويلة على الحرب.

 

وكشفت تقارير دولية عن إيواء إيران عددا كبيرا من قادة التنظيم على أراضيها، ومنهم عبد العزيز المصرى، كبير خبراء المتفجرات والسموم بتنظيم القاعدة، وأبو دجانة المصرى، مدرب التفجيرات بالتنظيم، وهو عضو فى حركة الجهاد الإسلامى المصرية، وزوج ابنة زعيم القاعدة أيمن الظواهرى، فضلا عن محمد أحمد شوقى الإسلامبولى، شقيق خالد الإسلامبولى، قاتل الرئيس المصرى السابق، محمد أنور السادات، الذى جرى اغتياله نهار السادس من أكتوبر بالعام 1981.

 

وحتى تلك اللحظة ما تزال أسرة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن تقيم فى إيران وتوفر السلطات الإيرانية ملاذا آمنا لها من الملاحقات الدولية، إلى جانب إيوائها أسرة القيادى البارز فى حركة طالبان الملا أختر منصور والذى قتل بعد عودته من زيارة عائلته فى إيران.

 

الخلاصة أن مؤسسة الحرس الثورى التى أرسلت عناصرها لحماية قصر الأمير القطرى تميم بن حمد، وتناصب حسن روحانى العداء داخليا، ومن المؤكد أنه غير راضٍ عن هذا السلوك الخارجي، حاولت معاقبة روحانى بأن دبرت وساعدت داعش على القيام بعمليات الأربعاء، لإجبار روحانى على الإنشغال فى أزمته الداخلية الطارئة الراهنة، وعدم التدخل فى الخطوة غير المسبوقة، التى ستعمل على تأجيج الصراع على ضفتى الخليج.

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع