العراق نحو التنمية.. الدكتور إحسان الشمرى رئيس مركز التفكير السياسى العراقى فى حوار خاص من بغداد لـ"اليوم السابع".. ننظر لمصر والأردن كدول ارتكاز سياسى واقتصادى تسهم فى تجاوز أزماتنا الداخلية


انعقاد قمة بغداد للتعاون والشراكة تمثل نجاحا للسياسة الخارجية العراقية


هناك قبول للعراق بمنهاجه الجديد في العلاقات الخارجية


مصطفى الكاظمى يرفض أي محاولات للتدخل في شئون العراق من قبل إيران


أبرز تحديات العراق صعود خلايا داعش ومحاولة بعض الأطراف الداخلية بأن تكون بغداد جزءا من أجندة


هناك من يعمل على الإقصاء من خلال استخدام الاغتيالات السياسية


العراق وضع تاريخ 31 ديسمبر كبداية تقييم لانسحاب ما تبقى من القوات القتالية الأمريكية


هناك إعادة تكييف لمهام القوات الأمريكية تعتمد على مسار تعاونى برفع جاهزية المؤسسة الأمنية بالتدريج


واشنطن تربط عملية البقاء في بغداد بموافقة الحكومة العراقية


جهود التحالف الدولى لمكافحة داعش كبيرة ولولاه لاستمرت الحرب على التنظيم الإرهابى لسنوات طويلة


التحالف الدولى مظلة تقدم للعراق دعم بكل المستويات على الجانب الأمني بكل عناوينه وكذلك دعم إنسانى


إذا أفرزت الانتخابات معادلة سياسية جديدة تعتمد على عقول لإدارة الدولة وحكومة تكنوقراط سنرى مرحلة جديدة للتنمية في العراق


إقبال الشعب العراقى على الانتخابات يرتبط بقدرة المفوضية الانتخابات بأن تكون العملية الاقتراع شفافة وحرة


هناك استعدادات مقبولة من قبل الحكومة العراقية بتوفير الخطة الأمنية والدعم اللوجستى للانتخابات المقبلة

 

 

 

أكد الدكتور إحسان الشمرى رئيس مركز التفكير السياسى العراقى، ومستشار رئيس مجلس وزراء العراقى الأسبق ومستشار في مكتب رئيس الوزراء العراقى للشئون السياسية أن جهود التحالف الدولى لمكافحة داعش كبيرة، ولولاه لاستمرت الحرب على التنظيم الإرهاب لسنوات طويلة، موضحا أن إقبال الشعب العراقى على الانتخابات يرتبط بقدرة المفوضية الانتخابات بأن تكون العملية الاقتراع شفافة وحرة، ولافتا في ذات التوقيت إلى أن هناك استعدادات مقبولة من قبل الحكومة العراقية بتوفير الخطة الأمنية والدعم اللوجستى للانتخابات المقبلة.

 

وأضاف رئيس مركز التفكير السياسى العراقى، خلال حوار خاص مع "اليوم السابع" من العاصمة العراقية بغداد، أن العراق ينظر لمصر والأردن على أنهما دول ارتكاز سياسى واقتصادى ومالى قد يسهم في تجاوز أزمات بغداد الداخلية، مشيرا إلى أن أبرز تحديات العراق صعود خلايا داعش ومحاولة بعض الأطراف الداخلية بأن تكون بغداد جزء من أجندة.. وإلى نص الحوار.. 

 

 


في البداية .. ما هي أبرز التحديات التي تواجه العراق خلال الفترة الراهنة من أجل تحقيق التنمية

أبرز التحديات التي يواجهها العراق هو طبيعة التحدى الأمني المرتبط بصعود وتحفيز خلايا داعش، وهذا من جانب، ومن جانب آخر وجود المليشيات وهذه المليشيات تعمل على إرباك الوضع الأمني ، بجانب طبيعة الصراعات السياسية التي لا تلتزم بالدستور والقانون وبالأطر الديمقراطية والأمر الأخر فيما يرتبط بمحاولة بعض الأطراف الداخلية بأن يكون العراق جزء من أجندة أو محور وهذا بحد ذاته أرى أنه تحدى كبير أمام العراق، فهناك من يحاول أن يجعل العراق دولة تابعة لإيران وهذا خطأ كبير ترتكبه تلك الجهات السياسية وأيضا تحاول استهداف السيادة العراقية ولذلك تجد أن هذه من أبرز التحديات لذلك أشار مصطفى الكاظمى رئيس وزراء العراق إلى أنه لن يقبل أن يحكم العراق من أي دولة أخرى.

رئيس الوزراء مصطفى الكاظمى تحدث عن أن العراق لن تقبل بحكمها من أي دولة أخرى كيف ترى هذا التصريح؟

هو محاولة لرفض أي محاولات للتدخل في شئون العراق من قبل إيران، وأيضا محاولة فرض وصايا على سياسية الحكومة الداخلية وأيضا علاقات الخارجية ، وهو ما يبدو رسالة شديدة اللهجة إلى طهران بالتحديد فيما يرتبط بهذا التصريح.

 

FC826881-DD13-4684-A46B-A24ED2E3FE15

 

كيف ترى انعقاد مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذى احتضنته العاصمة العراقية؟

انعقاد قمة بغداد للتعاون والشراكة اعتقد أنها تمثل نجاحا للسياسة الخارجية العراقية أولا، والجانب الأخر يثبت العراق من خلاله مبدأ التوازن في العلاقات الخارجية، كما أنها تيشر بما لا يقبل مجالا للشك بأن العراق استعاد عافيته وثقة ليس فقط الدول التي حضرت في مؤتمر بغداد وإنما يبدو بأن هناك قبول للعراق بمنهاجه الجديد في العلاقات الخارجية .


ما هو انعكاس هذا المؤتمر على العراق داخليا ؟

هذا بحد ذاته سينعكس على العراق أولا في أن يلعب دورا فاعل من خلال علاقاته مع الدول التي حضرت مؤتمر بغداد وحتى على مستوى علاقاته الثلاثية بين بغداد والقاهرة وعمان، والعراق المملكة العربية السعودية الإمارات والكويت وهذه جميعا دول فاعلة ينظر لها العراق على أنها دول ارتكاز سياسى واقتصادى ومالى ودبلوماسى، وهذا بحد ذاته قد يساهم في تجاوز أزماته الداخلية.

ملف الاغتيالات السياسية برأيك من المتسبب في ذلك؟

ملف الاغتيالات السياسية ليس بجديد خاصة إذا علمنا أن جزء من الصراع السياسى تطور وهناك خروج عن إطار المنافسة السياسية وأفق الأساس الدستورى والديمقراطى، فهناك من يعمل على الإقصاء من خلال استخدام الاغتيالات السياسية وهذا ما شهدنا على مستوى الشهور والسنوات الماضية هي نتيجة ضعف وعجز هذه القوى فبدأت تستخدم الاغتيالات السياسية وتهديد المرشحين السياسيين.

 

NB-256369-636815309239714168

 

هل أشكال الاغتيالات في العراق عنف فقط أم هناك اغتيال معنوى أيضا من قبل بعض المليشيات ضد شخصيات سياسية؟

 بالإضافة إلى عملية الاغتيالات السياسية هناك أيضا عملية اغتيال شخصى للكفاءات فيما يرتبط بتخصصاتهم وإقصاء العقول العراقية وإبعادهم من مواقعهم وهذا نهج باتت تمضى عليه أغلب القوى السياسية العراقية ، الأمر الذى وصل إلى ملاحقة بشكل كبير فقط لأنهم يرفضون الفساد والمحاصصة ويرفضون أن تكون العراق دولة تابعة وأيضا يرفضون أن يكون العراق دولة منقوصة السيادة، وبالتالي تعمل هذه القوى والأحزاب السياسية على إقصاء الكفاءات الوطنية ومن ثم التضييق عليها بغرض تهجيرها.


كيف ترى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تنسحب من العراق خلال الفترة القصيرة المقبلة كما فعلت مع أفغانستان؟

أتصور أنه لا انسحاب للولايات المتحدة الأمريكية من العراق ، نعم هناك مفاوضات خاصة في ما يمكن أن نعتمده في إطار الجلسة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن ، فالعراق وضع تاريخ 31 ديسمبر كبداية تقييم لانسحاب ما تبقى من القوات القتالية الأمريكية، ولكن هذا لا يعنى انسحابا نهائيا مشابها للسيناريو الأفغانى ، فهذا مرتبط بإعادة تكييف مهام هذه القوات الأمريكية بشكل جديد  تعتمد على مسار تعاونى برفع جاهزية المؤسسة الأمنية بالتدريج وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتدريب على التسليح بالإضافة إلى استمرار التعاون في قضية الدعم والإسناد الجوى الذى يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك التحالف الدولى للقوات العراقية.

تصريحات صدرت من بعض المسئوليين الأمريكيين بأن واشنطن ستظل باقية في العراق لمحاربة داعش .. هل تتوقع استمرار القوات الأمريكية لفترة طويلة ؟

بخصوص هذا التصريح، فهذا التصريح دقيق خاصة أن الحكومة العراقية وكذلك الحكومات السابقة منذ حكومة المالكى وفيما بعد العبادى وعادل عبد المهدى والآن حكومة مصطفى الكاظمى أي 4 حكومات عراقية هي من طلبت استمرار الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك أتصور ان أمريكا ستستمر لأنهم يربطون عملية البقاء بموافقة الحكومة العراقية، والحكومة العراقية ما زالت بحاجة لهذا التعاون والتنسيق ولذلك تلك التصريحات دقيقة لأنه إلى الآن لا يوجد طلب من العراق بانسحاب كامل للقوات الأمريكية أيا كان عنوانها سواء قتالى أو استشارى ولذلك سيستمر التعاون ولا انسحاب.

 

كيف ترى جهود التحالف الدولى في القضاء على داعش؟

جهود التحالف الدولى لمكافحة داعش كبيرة، فلولا التحالف الدولى الذى قدم مزيد من الدعم على مستوى التسليح والتسليح والاستشارة والإسناد القتالى في الحرب على تنظيم داعش منذ عام 2014 وحتى الإعلان عن الانتصار العسكرى على داعش، واستمر التعاون لفترات طويلة، لاستمرت الحرب ضد داعش لسنوات أطول ومدة أطول، وأيضا ما بعد الانتصار العسكرى ولو لم يوجد التحالف الدولى لعاد تنظيم داعش سريعا.

unnamed

 

هل تؤيد استمرار التحالف الدولى في العراق لمحاربة داعش؟

التحالف الدولى مظلة تقدم للعراق دعم بكل المستويات على الجانب الأمني بكل عناوينه وكذلك دعم إنسانى وهو ما يمكن أن يحقق إعادة الإعمار والمصالحة الاجتماعية، بجانب هناك بعضا لمشروعات الإنسانية وهذا مهم للغاية، وأتصور أن مهمة التحالف الدولى كانت ضرورية للغاية لعملية دعم العراق وحربها على قوى التطرف المتمثل في تنظيم داعش.


متى يمكن أن تتخلص العراق نهائيا من خطر داعش خاصة مع عودة فلولها؟

الدولة العراقية انتصرت على تنظيم داعش عسكريا في نهاية عام 2017 حينما أعلن رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادى عن الانتصار على تنظيم داعش وتحرير الموصل ولكن داعش ليس منظمة عسكرية فقط وإنما منظومة من التطرف وهذه المنظومة لا تزال موجودة وتعتمد على العديد من العوامل، لذلك فكر داعش استمر لدى عدد قليل من الذين هربوا من المعارك أو الذين استطاعوا أن يذوبون في بعض المناطق وبالتالي استمر تواجد هذا الفكر الإرهابى لتنظيم داعش، واستطاع أن يحقق شيء من إعادة هيكلة هذا التنظيم وبالتالي باتت تضرب هذه الخلايا بعد أن تحفزت نتيجة عوامل معينة بدأت تطرب المدن وقرى وأطراف المدن، ,هناك عمليات ضد الجيش العراقى، وبذلك نعم يحاول إثبات وجود وهذا يدلل على استمرارية الوجود مما يتطلب مزيد من العمليات العسكرية وأيضا تتزامن مع العمليات العسكرية مصالحة مجتمعية مع المناطق التي سيطر عليها داعش وإعادة إعمار هذه المدن وتفير المناخ الملائم لعدم عودة داعش ، إذ لم يعد هناك قبول مرة أخرى بسياسات خاطئة وطائفية في تلك المحافظات التي انتشرت فيها داعش سابقا وبالتالي توافر البيئة المناسبة لعودة التنظيم ، فداعش موجود ولكن لا يمتلك القدرة على اجتياح محافظات مثل السيناريو الذى حدث في عام 2014 ولكن لا يزال يشكل تحدى كبير وتهديد ما لم تواجهه الحكومة والأجهزة الأمنية العراقية. 


هل ترى اتخاذ كافة الجهات التنفيذية الاستعدادات الكاملة لإجراء الانتخابات العراقية المقبلة؟

استعدادات مقبولة من قبل الحكومة العراقية بتوفير الخطة الأمنية والدعم اللوجستى للانتخابات المقبلة وهناك قبول بعمل مفوضية الانتخابات ولكن الأهم لحظة الانتخاب هل سيكون عملها محكم بالشكل الذى تكون فيه الانتخابات مقبولة ومهيئة للظروف.


متى يمكن أن نشهد إقبال عراقى كبير على الانتخابات؟

إقبال الشعب العراقى على الانتخابات يرتبط بقدرة المفوضية الانتخابات بأن تكون العملية الاقتراع شفافة وحرة ونزيهة من خلال توفير العدالة الانتخابية وحماية الناخبين وإنهاء توظيف موارد الدولة للعملية الانتخابية للأحزاب التقليدية وأيضا إيقاف المال السياسى الكبير وتقويض تأثير السلاح الذى تمتلكه بعض الجهات المسلحة وما تسمى المليشيات التي تعمل على تغيير رأى الناخبين، بالإضافة إلى الأمور الفنية الأخرى المرتبطة بسد الثغرات حول بعض القضايا، فإذا لم تضبط المفوضية هذه الأمور سيكون هناك اهتزاز بعمل المفوضية وبالتالي لن نشهد كثافة بالمشاركة، كما أن القوى السياسية إذا استمرت بعملية الإقصاء وتقويض القوى الجديدة من قبل القوى التقليدية، لن يكون هناك مشاركة واسعة لهذه الانتخابات.


هل ترى أننا سنكون أمام معادلة سياسية جديدة وتحقيق تنمية كبرى في العراق بعد إجراء الانتخابات؟

هذا أمر يرتبط بشكل كبير بالمعادلة السياسية القادمة فإذا كانت المعادلة السياسية التي ستفرزها الانتخابات هي نفس الأحزاب السياسية التي مسكت السلطة منذ عام 2013 وحتى 2020 فلا أتصور أنه سيكون هناك إصلاح أو تنمية فكل ما يدور في فلك هذه الأحزاب هو شعارات ولا تغيير في أدائها لأنها أحزاب أخفقت على مدى سنوات طوال لأنها أمسكت بالسلطة، فهى لن تغير شيء فهى ذات العقول ولم تعتمد إلا على مناصريها والمنتمين لها كتنظيم حزبى لكن إذا كان هناك معادلة سياسية جديدة تعتمد على عقول لإدارة الدولة وحكومة تكنوقراط من مستقلين ونخب وطنية أتصور أننا يمكن أن نرى مرحلة جديدة للتنمية في العراق.

 


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع