قصص الصائمين الصامدين على خط النار لاسترداد الأرض فى العاشر من رمضان.. بطل من أكتوبر:الحرب تاريخية وتحكمنا فى كل مجرياتها بخطط محكمة.. والجيش المصرى قوى جدا وقادر على تكرار ما حدث مرات عديدة

 

العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر، تاريخ وذكريات حفرت بأيدى الأبطال، ولن يمحوها مرور الزمن، التاريخ سطر أمجاد العسكرية المصرية، فى الحرب الكبرى، والجيش المصرى الآن أقوى بكثير ويمتلك مقومات على أعلى مستوى، وقادر على ردع أى عدو.

 

هكذا لخص أحد أبطال العاشر من رمضان السادس من أكتوبر، الصائمين على خط النار، لاسترداد أرضهم بكل عزة وكرامة، ما حدث خلال الحرب العسكرية الضخمة، التى مازالت تدرسها المدارس والكليات العسكرية فى العالم، عن تكتيك وقوة وصلابة الجيش المصرى فى هذه الحرب الكبرى، التى أثبت من خلالها الجيش المصرى بأنه حقا "الجيش الذى لا يقهر".


تكتيك الجيش المصرى فى الحرب وخطط على مدار سنوات

وقال إبراهيم محمود إبراهيم حسن، 72 عاما، مقاتل سابق بالقوات المسلحة المصرية، وأحد الأبطال المشاركين فى الحرب العسكرية الأكبر، إن الجيش المصرى قام بحرب كبيرة منظمة للغاية، كانت تتمتع بالتخطيط الجيد، وعدم وجود ثغرات بها، فقد كان هناك مراوغة وتكتيك من القيادة السياسية، امتدت على مدار عامين كاملين، وذلك حينما أعلن الرئيس الراحل محمد أنور السادات، أن عام 1971 هو عام الحسم وكان عام الحسم هم عام 1973، ولم تكن تلك هى الخطط التى قام بها الجيش فقط.

 

ففى ذلك الوقت كانت جميع الكتائب تقوم بعمل تكتيك خداعى يوميا، وتغيير خططى، حتى لا يتمكن العدو من رصد تحركات الجيش المصرى، وما يقوم به، حتى وصل إليهم أننا غير قادرين على الدخول فى حرب معهم، وبدأوا فى ترويج أكاذيبهم المعتادة بأنهم جيش قوى ولن يقدر أى جيش فى العالم الوقوف أمامهم، حتى تعلموا الدرس القاسى من الجيش المصرى العظيم.


صائدو الطيور وصواريخ سام 7 المحمولة والسيطرة الكاملة على طيران العدو وحماية الجبهة

استكمل البطل ابراهيم محمود حديثة، قائلا: كنت أحد أفراد الإشارة فى كتيبة صواريخ، تابعة للفرقة الرابعة بالجيش المصرى، ولم أكن وزملائى نعتبر أنفسنا أفراد إشارة فقط بل كنا نحمل صواريخ محمولة على الكتف من طراز "سام 7 "ودورنا الأساسى هو السيطرة على الجبهة من طيران العدو، وبالفعل تمكنا من ذلك بكل اصرار وعزيمة، فكان بالنسبة لنا، دخول أى طيران على الجبهة هى مسألة غير قابلة للنقاش تماما، وننفذها بأرواحنا، حتى وصل طيران العدو إلى حالة من الملل، بسبب عدم تمكنه من اختراق الجبهة. 

 

وبدأ طيران العدو الإسرائيلى من تغير وجهته من محاولة اختراق الجبهة إلى محاولة الدخول فى العمق المصرى عن طريق أى اتجاه أخر وضرب أى اهداف عشوائية حتى لا يظهر بمظهر سيء امام العالم، ولكن حقيقة الأمر أنه فشل تماما فى اختراق الجبهة، والتى كنا متواجدين عليها كصائدين للطيور.


ساعة الصفر.. الصاعقة والمهندسين العسكريين وعبور الساتر الترابى

وأضاف المقاتل أن أهم عامل كام سببا فى نجاح الحرب هو عدم معرفة ساعة الصفر، فنحن كمقاتلين لم نعرف الموعد المحدد لساعة الصفر وانطلاق الحرب، لكن كنا دائمين التمويه والخداع، فقد كنا نقوم بتغير أماكنا بعد حفر الخنادق بساعة واحدة فقط، فكان الأمر بالنسية لنا عمل يومى، نستيقظ يوميا عليه مثل حفر الخنادق والتدريب الشاق، وبعد حفر الخنادق نقوم بحفر خنادق اخرى ونتمركز بسلاحنا، حيث كانت تقوم السيارات المحملة بالصواريخ بالتحرك معنا فى أى مكان نقوم بالتمركز فيه، فقد كانت خطه متكاملة للجميع داخل الجيش المصري.

 

وانطلقت ساعة الصفر التى لم نعرفها، ولكن بدأت بتحرك قوات الصاعقة والمهندسين العسكريين لعبور الساتر الترابى، ومن بعدها تحركنا لنتمركز فى الخنادق بعرض الخط الحدودى لنقوم بإسقاط طائرات العدو والسيطرة على الحدود وعدم تمكنها من اختراق الحدود، ومن خلفنا المدفعية التى تقوم بإطلاق قذائفها، فقد كانت هذه الحرب حقا على أعلى مستوى خططى وتكتيكى.


سنوات الحرب والجواب المحروق وإقامة عزاء المقاتل فى مسقط رأسه

وأكمل المقاتل البطل استمرينا لسنوات طويله مرابطين داخل الجيش دون كلل أو عناء، بل بالعكس كنا سعداء ونستعد لساعة الصفر واسترداد ارضنا وكرامتنا التى سلبت منا غدرا وليس بالقوة الوهمية التى روج واشاع لها العدو، فقد كان هدفنا النصر واسترداد كرامتنا فقط، حتى اهلنا وعائلاتنا كانوا يدعموننا من أجل ذلك.

 

وذكر المقاتل أغرب موقف يتذكره حتى الآن، وهو عندما عثر على ورقة بها آثار حروق وكتب عليها بعض الكلمات لإرسالها لذويه فى مسقط راسه لطمأنتهم عليه، وعلم بعد ذلك انهم عندما شاهدوا الورقة وآثار الحرق بها، ظنوا انه قد استشهد فى الحرب، واقاموا له العزاء داخل منزل العائلة، واعتقدوا انه لن يعود مره أخرى، حتى تفاجئ عند نزوله فى أول أجازه له باستقبال أهل القرية له بالأحضان والزغاريد والتهليل، لتفاجئ بأن اهله قد قاموا بتلقى عزاءه، عندما شاهدوا الورقة المحروقة التى أرسلها إليهم.

 

واختتم المقاتل السابق فى الجيش المصرى حديثه قائلا، الجيش المصرى قوى وقادر على تكرار ماحدث فى أى وقت، ولديه قدرات كبيرة ويمتلك اقوى مقاتل فى العالم، لذلك الجيش المصرى خارج التقييم والمنافسة مع الآخرين.

 

أحد الأبطال المشاركين في حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر
أحد الأبطال المشاركين في حرب العاشر من رمضان السادس من أكتوبر

اخطار ببيانات المقاتل ومحل اقامته
اخطار ببيانات المقاتل ومحل اقامته

شهادة تادية الخدمة العسكرية
شهادة تادية الخدمة العسكرية

صورة مقاتل سابق مشارك في الحرب رفقة زوجته وأحفاده
صورة مقاتل سابق مشارك في الحرب رفقة زوجته وأحفاده

 

 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع