ذكرى العاشر من رمضان.. زوجة الشهيد عبد الرءوف أبو الحاج: زوجى استشهد فى انتصارات أكتوبر العظيمة.. لى الشرف كونى زوجة الشهيد.. ترك لى 3 أطفال أكبرهم 5 سنوات وأصغرهم 3 أشهر.. ولدى 11 حفيدا بكلية الطب

تذكر السجلات بطولات خالدة للمصريين فى ذكرى حرب أكتوبر وانتصارات العاشر من رمضان، من أجل العزة والكرامة.. "اليوم السابع" التقى في ذكرى العاشر من رمضان زوجة الشهيد البطل عبد الرؤوف السيد على أبو الحاج" ابن مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، الذى ظل 11 عاما فى خدمته العسكرية من أجل الوطن وأثناء انتهاء الحرب وفى اليوم المقرر له العودة لأسرته طالته نيران العدو برصاصة بالقلب واستشهد فى الحال تاركا زوجة فى الثانية والعشرين من عمرها و4 أطفال أكبرهم 5 سنوات وأصغرهم 3 أشهر، وكانت زوجته وافية له من حسن معاملته وأخلاقه الطيبة وأحسنت تربية أبنائه ولديها 11 حفيد بكلية الطب.

وسردت نادية عبد العزيز محمد 74 عاما ربة منزل مقيمة بمدينة بلبيس محافظة الشرقية، قصة استشهاد زوجها"عبد الرؤوف السيد على أبو الحاج" فى حرب أكتوبر، قائلة: إن زوجها كان شابا مكافحا وحصل على الشهادة الإعدادية وبعد وفاة والده منعته ظروفه المادية من استكمال دراسته والتحق للعمل بمصنع الجوت، وتزوجته فى منتصف الستينيات أثناء تأديته الخدمة العسكرية وظل فى الخدمة العسكرية 11 عاما بداية من حرب الاستنزاف حتى مصر أكتوبر، وعشت معه 7 سنوات رزقنا الله فيها بأربعة أبناء هم " هويدا" وكيلة مدرسة و" صفاء " حاصلة على الثانوية العامة و" خالد" مهندس " نورا" بكالوريوس تجارة ويعمل واعظة دينية بالسعودية.

وتنهمر بالدموع أثناء حديثها لـ"اليوم السابع" متابعة زوجى كان بحر من الإيمان وعلى خلق وكان كل إجازة يقضيها معنا يقولى أنا هاكون شهيد وأمى هتبقى أم البطل وأنتى زوجة الشهيد، وكان محبوبا جدا من الضباط من حسن أخلاقه وكان يؤدى خدمته فى الكيلو 57 فى الإسماعيلية.

وعن يوم الاستشهاد قالت: زوجى كان أنهى خدمته العسكرية وتم استدعائه قبل الحرب وشارك فى الملحمة العزيمة حرب أكتوبر، ويوم 22 أكتوبر وأثناء عودته مع زملائه من المعبر وكان ذلك وقف أطلاق النار لكن العدو بطبعه الغدر فتم استهدافه بنيران مدفعية العدو وعدد من زملائه وتم إستشهاده برصاصة فى القلب، وتم دفنه مع عدد من زملائه فى الإسماعليية، وبعد 15 يوم من الاستشهاد عرفت الخبر حيث أحضر زميله خطاب لنا باستشهاده، وقاما بتركه لنا وغادر منصرفا دون أن يخبرنا بما فى الخطاب، وبعد عام تقدمنا بطلب رسمى للقوات المسلحة وتم نقل رفاته لدفنه بمدينة بلبيس، وقرر عدد من حكماء مدينة بلبيس إطلاق اسم زوجى على الشارع الكائن فيه منزل الشهيد، وطلبت منه تغيير الإسم خوفا من اطفالى حيث أخفيت علهيم خبر استشهاد والدهم وأخبرتهم أنه مسافر للعمل بالخارج حيث استشهد زوجى وعمرى 22 عاما وكانت أكبر أطفال 5 سنوات وأصغرهم 3 أشهر، فتم تسمية الشارع باسم 6 أكتوبر، وبعدها ندمت على ذلك القرار فى عدم تسمية الشارع باسم الشهيد تخليدا لذكراه لكن خوفى على أطفالى من معرفة خبر استشهاد والدهم.

وختمت حديثها لـ" اليوم السابع" أنها فخورة بكونها زوجة الشهيد عبد الرءوف ومن حسن معاملته لها رفضت الزواج من بعده وكرست حياتها لتربية ابنائها تربية حسنة ولديها 11 من الأحفاد بكلية الطب، وأمنيتها برحلة عمرة لزيارة الأراضى المقدسة ويكون نجلها " خالد " مرافقا لها

يتزامن يوم الشهيد سنويا مع ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض فى عام 1969، الذى يعد واحدًا من أشهر العسكريين فى تاريخ مصر والعرب فى النصف الثانى من القرن العشرين.

فى التاسع من مارس لعام 1969 توجه القائد عبد المنعم رياض إلى الجبهة ليتابع بنفسه نتائج قتال اليوم السابق من حرب الاستنزاف، وأثناء مروره على القوات فى الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية، أصيب إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران وفارق الحياة خلال نقله إلى مستشفى الإسماعيلية، وخرج الشعب بجميع طوائفه فى وداعه مشيعى جثمانه بإجلال واحترام ممزوجين بالحزن العميق.