مدحت سيف يكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (49-مُتَفَرِّج أم مُشارِك؟)

مدحت سيف يكتب: دروس حياتية من التنمية البشرية (49-مُتَفَرِّج أم مُشارِك؟)
مدحت سيف يكتب:  دروس حياتية من التنمية البشرية (49-مُتَفَرِّج أم مُشارِك؟)

عزيزى القارئ، لماذا يساعد الناس بعضهم البعض؟ ولماذا عندما يطلب أحدهم المساعدة أحياناًتجد الكثيرين يسرعون لمساعدته؟ كم مرة قدمت المساعدة لشخص ما وشعرت بالسعادة؟ أو ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيك!

 لا يهم نوعية المساعدة التي تقدمها؛ فربما تكون مساعدة كبيرة كأن تكون ساعدت أحدهم على شراء شئيحتاجه فعلاً أو أقرضته مبلغاً من المال، أو مساعدة بسيطة كأن تكون استمعت لأحدهم وساعدته على فهم مشكلته ( تحديه) وساعدته على حلها، أو استمعت بكل هدوء واهتمام واصغاء حقيقى لشخص يود أن يتحدث، وأخيراً ربما تكون قدمت شيئاً يكاد لا يذكر ولكن بالنسبة لى كفيل بأن يغير يومى، كأن توقف سيارتك لتساعد أحدهم على عبور الشارع! نحن مخلوقين على حب المساعدة عزيزي القارئ ولا أذكر انى رأيت شخصاً لم يسعد بمساعدة غيره!

عزيزى القارئ،

في إحدى المناطق فى الإكوادور، كان المزارعون يزرعون الحبوب التيتُصنع منها الشوكولاتة لعدة سنوات، كافح هؤلاء وهم يبيعون هذه الحبوب بسعر 20 سنتا للباوند لسمسار يبيعها هو الآخر إلى مصنع شوكولاتة كبير.

وأرادالمزارعون الحصول على المزيد من النقود من الكاكاو، لكنهم لم يعرفوا كيف.

فى هذه الأثناء قدمت جودى لوجباك، وهى إمرأة أميركية من كنساس وكانت متطوعة فى إحدىالمنظمات.أولشئ قامت به هو مساعدة هؤلاء السكان على إيصال الحبوب إلى السوق بأنفسهم، حيث حصلوا على 48 سنتاً للباوند. كان ذلك جيدا، وبعد بضعة سنوات أراد المزارعون أفضل من ذلك "أرادوا أن يصنعوا شوكولاتة خاصة بهم ويبيعوها".

استأجرت السيدة لوجباك خبيراً ليعلم مزارعىالكاكاو كيفية تخمير حبوبهم، ووجدتفى أميركا صانع شوكولاتة لخلق وصفة من أجلهم. ثم وجدت من يقرضهم النقود وأتت بصانع شوكولاتةسويسرى ليعلمهم صنع شوكولاتة أنيقة.

ونتيجة لهذه المساعدةأصبح سعر الباوند من حبوب الكاكاو دولارين (لاحظوا الفرق).

في هذه القصة، غيّر الجهد الكبير لمتطوعة واحدة، وبشكل جوهرى،حياة آلاف الناس الذين يكنُّون لها الحب والاحترام الكبيرين لما فعلته من أجلهم.

عزيزى القارئ،لقدوجدوا فىإحدىالدراساتإنه كلما زاد عدد الناس الذين يمكن أن يقدموا المساعدة في موقف معين، كلما قل احتمال أن يقدم أى شخص هذه المساعدة. أى إذا كنت تراقب شخصا يحتاج للمساعدة، فالاحتمال أقل فى أن تفعل شيئاً إذا كان هناك أشخاصا آخرين يراقبونه أيضاً. وهذا ما يدعى  ﺑ"تأثير المتفرج".

لأنه إذا رأينا آخرين متاحين معنافى موقف ما، فقد نظن أنهم سيساعدون، أوأنهم قادرون على المساعدة أفضل منا، وبالتالي لا نقوم نحن بأي شئ. والنتيجة النهائية إنه يوجد مجموعة من الأشخاص الطيبين واقفين لا يفعلون شيئا من أجل المساعدة.

عزيزى القارئ،

  • نحن نتعلم من الآخرين، أو على الأقل نتلقى الإلهام منهم.

 

لذاأدعوكعزيزىالقارئ:

1- جرب أن تعطي، وابدأبالأقربين أو أحب الأشخاص ومن ثم وسع الدائرة قليلاً قليلاً حتى تصبحجزء من طبيعتك.

ويبقى السؤال: ماذاتعطى؟

2-أعطى الكلام الطيب، المشاعر الجميلة، الاهتمام، هدية مادية ان استطعت، ابتسامة صادقة من قلبك،قدم المساعدة بما تستطيع. و

  • ما أجمل تلك الدائرة التي تدور وترد لك الجميل أضعاف مضاعفة.

عزيزى:

نحن غالبًا ما نساوي بين قيمة الشخص وما يملكه الشخص من مال،ونضع الفقير في المرتبة الأخيرة ونعامله بطريقة لا تليق…ولكن علينا أن نعلم أنالإنسان، وإن كان فقيرًا،فهذا لا يجعله أقل قيمة.

نحن غالبا ما نعتقد أن الفقراء يستحقون ما هم عليه لأنهم يصرفون أموالهم (إن ُوجدت)على أمور لا تليق،ولكن هذه قد تكون حجة نستخدمها كي لا نقدم لهم المساعدة،وفي المقابل قد نكون نحن من ضمن هؤلاء الذين يصرفون الأموال على المأكل والثياب الثمينة و...

 

وبما أنّ الإنسان منذ الصغر يبدأ حياته بالاعتماد على الآخرين، فإنّه أيضاً سينهيها بالاعتماد على الآخرين، وأيضاَ كذلكالأمر في المرحلة المتوسطة من الحياة، أي مرحلة الشباب،لذا فـ

  • الإنسان لن يستطيع تحقيق النجاح إلّا إذا دعمه الآخرون في ذلك.

عزيزى القارئ،

3- اجتهد أن تقدم المساعدةبطريقةجميلة راقية تحفظ لمتلقيها كرامته ودون ان تشعره بالعجز. و

  • على قدر ما تعطيتأخذ،ويزداد لك. فـ
  • عندما تساعد الآخرين، ستجد معنى عميق للحياة.

وكما قال تشرشل،

  • نحن نعيش بما نأخذ ونصنع حياة بما نعطي.

 

4- امنح الآخرين بعضا من وقتك،

فغالباً ما يكون منح الوقت أكثر قيمة للمتلقي وأكثر شعوراً بالرضا للمُعطي من تقديم الهدايا المادية. فنحن لا نملك نفس القدرة المادية ولكننا نملك الوقت بين أيدينا والذي بإمكاننا أن نعطي بعضاً منه للآخرين سواء عن طريق تكريس حياتنا للخدمة أو إعطاء ساعات قليلة فقط من وقتنا كل يوم أو عدد من الأيام في السنة...أيضاً


5- كن مستمعاً جيداً، في بعض الأحيان تكون المساعدة التي يحتاجها الشخص تختلف عن المساعدة التي تفكر في تقديمها له، وأفضل طريقة لتحديد هذا الأمر هو أن تكون مستمعا جيدا له. فكلما تحدث ذلك الشخص أكثر تمكنت من تحديد المساعدة التي يمكنك تقديمها له.

6- لا تنتظر المقابل،رجاءً تعلم أن تقدم "منحا مجانية" للآخرين دون انتظار مقابل منهم، وبالطبع لا تحتفظ في ذهنك بسجل يحتوي على ما قدمته لأحد الأشخاص وما قدمه هو لك وتستمر بالمقارنة، حتى لو كان هذا السجل في ذهنك فقط ولم تدونه على الورق، فإنه سيقلل من فرحتك بتقديم المساعدة إلى جانب أن مثل هذا التصرف قد يؤثر على أسلوبك في التعامل مع الشخص المتلقي للمساعدة وهذا ما قد يجعله لا يقبل مساعدتك في المرات التالية. فـ

  • المنح والعطاء من أهم شروطه أن يكون عن طيب خاطر.

7- لا تكن سببا آخر للمشكلة،فعدما تقرر أن تقدم المساعدة، فمن الرائعأن تقدمها كاملة ومتقنة، فالشخص الذي يعاني ويحتاج مساعدتك سيفضل أن يقوم بالأمر لوحده بدلا من الخوف الإضافي الذي قد تسببه له من أنه سيضطر لتذكيرك حول كيفية إنجاز العمل. وجدير بالذكر ان نعلم ان

  • مساعدة الأهل والجيران والأصدقاء وزملاء العمل مطلوبة، إلا أن عرض تقديم المساعدة للغرباء الذين لم تقابلهم من قبل له طعم آخر ولذة أخرى.

8- استثمر الوقت المتاح، فالوقت المناسب لن يأتي ..

  • ابدأ من حيث تقف واستعمل ما تحت يدك من أدوات .. وكلما تقدمت في طريقك ستعثر على أدوات أفضل مما كان معك حين بدأت، كما قال نابليون هيل.

عزيزى، أود أن أتذكر معك أنه

  • لا يوجد شخص يمكنه النجاح وحده مهما كانت قدرته هائلة.

ربما يمثل ما قامت به السيدة جودى لوجباك، مثالاً عن الغيرية (مساعدة الآخرين دون أن تتوقع تلقي مكافآت لها)، وهنا دعنى أسألك عزيزى القارئ:

هل أنت من ضمن أولئك الذين لا يعملون إلا إذا طُلب منهم أن يعملوا، أم من ضمن أولئك الذين لا يستريحون إلا براحة ومساعدة المحتاجين؟

  متذكراً معك عزيزى القارئ:

بعض القيم، والنقاط الحياتية التى توصلنا لها من خلال السبع والأربعين قصة السابقة ومنها:

  1. من يخشى صعود الجبال، يعيش حياته بين الحفر.
  2. هناك مَنْ يصطاد بالصنارة،وهناك مَنْ يصطاد بالشبكة.
  3. لنضع أنفسنا مكان الآخرين ولا نحكم عليهم،فربما لو كنا مكانهم لفعلنا مثلهم.
  4. إذا جعلت نفسك دودة، فلا تلُم الآخرين إن داسوا عليك بأقدامهم.
  5. ليس كل ما يُعرف يُقال، فبعض الكلمات قد تفتح علينا وعلى الآخرين أبواباً قد لا يمكن غلقها.
  6. آن الآوان لنرى أنفسنا بشكل أفضل، ونستثمر إمكانياتنا لتطوير أنفسنا فنعيش الحياة التى نرجوها ونستحقها.
  7. الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك، ولا تجبرهم على فعل ما تريد بعصاك.
  8. لا تفترض أن الطرف الآخر سيفهم قصدك، ويرى الأمور كما تراها أنت.  
  9. إعرف طبيعة من تتعامل معه، فهناك من يكفيه نظرة ليعرف أنه أخطأ، وهناك من يحتاج إلى قدر من المواجهة الحكيمة ليعرف مكانه ومكانته.
  10. كن متجدداً، تجنب تكرار ما فعله غيرك وأبدع جديدا لحياتك على الدوام ولا تكن نسخة من شخص آخر، فأنت شخص فريد فى قدراتك وليس لك نظير.

11.

  1. عندما تنظر إلى الماضى تعلم منه، وعندما تنظر إلى المستقبل تطلع إليه.
  2. إذا أردت أن تحلق مع النسور،فلا تقضى وقتك مع الدجاج.
  3. إن لم تكن ناضجاً لقبول النقد، فلستَ ناضجاً بعد لقبول المدح.
  4. غالباً ما يكون النجاح حليف أولئك الذين يعملون بجرأة، ونادراً ما يكون حليف أولئك المترددين الذين يهابون المواقف.
  5. عندما تواجه التحديات، كن صلباً لا رخواً.
  6. اعمل من الحجارة التى تواجهك، سلماً للإرتفاع.
  7. النجاح يتطلب منك أن تمشى فى الإتجاه الصحيح حتى لو كان بسرعة السلحفاه.

19.

  1. كل حدث تتعرض له، تعلم منه، وخذ أفضل ما فيه، ولا تتباكى بل إمض بقوة.
  2. التحديات التى تواجهها، إما تعطيك دفعة وقوة للأمام أو تتركك جريحاً متقهقراً، وكلاهما من إختيارك.
  3. عليك أن تدفع مقدماً (إعداد وجهد ووقت...) ثمن ما تريد الحصول عليه.
  4. يمكنك بالإرادة القوية أن تعوض ما ضاع، بل تحقق أكثر منه، لأنك الآن أصبحت أكثر خبرة من الماضى.
  5. تظهر شجاعتك عندما تكون أنت من الأقلية.
  6. ما لا يؤخذ كله لا يُترك كله وافعل ما تستطيع فعله الآن.
  7. منع شخص من السقوط هو أفضل من مساعدته بعد السقوط.
  8. أنت حيث تضع نفسك.
  9. وراء كل تحدى (مشكلة)، فرصة عظيمة.
  10. سلوك الشخص الناضج السوى لا يتوقف على سلوك الآخرين، إنما له مبادئه ومعاييره الخاصة.
  11. الإختلاف فى حد ذاته يوسع مجال رؤيتنا للأحداث، وفهمنا للأشخاص.

31.

  1. لنحيا ونحن على يقين من أن كل الأشياء تعمل معاً للخير.
  2. الحياة تتعامل معك على أساس الإستحقاق وليس على أساس الإحتياج.
  3. إسأل قبل أن تُقدم على أية خطوة جديدة.
  4. أفضل استعداد للغد، هو أن تبذل قصارى جهدك اليوم.
  5. ليس بالضرورة أن تكون عظيماً لكى تبدأ، بل إبدأ لكى تكون عظيماً.
  6. اليد التى تنهضك عند تعثرك، أصدق من ألف يد تصافحك عند الوصول.
  7. النجاح الحقيقى هو أن يكون كل من يتعامل معك ناجحاً مثلك. 
  8. كل ما تستطيع تصوره، يمكنك تحقيقه.
  9. كل مجهود تبذله، ستستفيد منه يوماً ما، وبشكل ما.
  10. عندما تمنح الآخر، سواء كنتَ تعرفه أو لا تعرفه، من خبرتك وأفكارك، فأنت إنسان رائع...
  11. كلما إزداد الشخص نضجاً، كلما بدأ يتحدث فيما يُعْنى ويهم الآخرين.
  12. علينا أن نشجع ونكافئ أنفسنا غير منتظرين مكافأة من أحد.
  13. من الذكاء الا تكون ذكياً فى بعض المواقف.
  14. إن أرت البحث عن اللؤلؤ فلْتغُص إلى الأعماق، وتكتشف الكنوز الدفينة.
  15. كل حدث نمر به، له هدف فى حياتنا، علينا أن نستفيد منه.

47 - إجتهد فى إستثمار وقتك ومجهودك وحماسك للوصول إلى هدفك، لا الهدف الذى يرسمه لك الآخرون.

48- عش حياتك بتلقائية وبساطة وعفوية، فالألسنة لن تصمت على أية حال.

 

 

 تاركين لك عزيزى القارئ، ولتأملاتك الشخصية، ولثرائك الفكرى، وخبرتك الخاصة، إستنتاج العديد من الدروس المثمرة من كل قصة بل وإضافة الكثير إليها، ليصبح لكل قصة، على حدة، معنى عام، ومعانى خاصة تتوقف على مدى ثقافة القارئ العزيز...

     ولدروسنا من التنمية البشرية بقية...