المرأة الحديدية.. "الأسطى نوسة" صعيدية تحدت العادات وعملت بمهنة "دوكو السيارات".. تعلمت المهنة من زوجها والزبائن يثقون فى صنعتها.. تتمنى إجراء عملية لابنها وتجهيز فرن "دوكو".. فيديو وصور

سيدة حديدية تعمل فى مجال السيارات، واجهت ظروف المجتمع وعدم عمل السيدات بمهن الرجال فى قرى محافظة الأقصر، هى السيدة "أمينة جابر معوض"، الشهيرة بـ"الأسطى نوسة الديب"، والتى تعمل فى مجال دوكو السيارات.

والتقى "اليوم السابع" بأشهر سيدة تعمل فى مجال دوكو السيارات بقرية الدير بمدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، حيث تعمل فى تلك المهنة منذ عدة سنوات بعد وفاة زوجها الذى كان صنايعى دوكو سيارات بقرية الدير التى يعيشون داخلها، والتى أكدت على أنها أكملت مهنة زوجها بعد وفاته كى تنفق على أبناؤها وتساعدهم فى التعليم والحياة اليومية.

نوسة-الديب-أشهر-سمكرية-دوكو-بمدينة-إسنا

الأسطى نوسة الديب إسمها الحقيقى "أمينة جابر معوض"، وتبلغ من العمر 49 سنة، وتعمل فى مهنة رش ودوكو السيارات ودهانها وتصليحها أيضاً منذ حوالى 9 سنوات مضت، وتعلمت المهنة على يد زوجها الراحل "حس بدوى حسن" الذى وافته المنية بعمر 59 سنة، نتيجة إصابته بمرض التليف الكبدى، وفى بداية عملها بتلك المهنة كانت تعانى من عدم إقبال الزبائن عليها حيث أنه كانت تعمل فى حوالى 3 سيارات فقط شهرياً رغم عمل زوجها فى أكثر من 12 سيارة شهرياً، حتى ذاع صيتها وأصبح أصحاب السيارات يقبلون عليها لدعمها ودعم زوجها الذى كان يتكلف علاجه أكثر من 800 جنيه شهرياً، ولدى الأسطى نوسة 3 أبناء هم حسام ودنيا وبسام.

سمكرية-دوكو-بمدينة-إسنا-تحكى-لليوم-السابع-قصتها

وقالت الأسطى نوسة الديب، لـ"اليوم السابع"، إنها تحترم وتعتز بمن يقول لها "الأسطى نوسة" وأيضاً "الحاجة نوسة"، حيث أنها عانت كثيراً على مدار السنوات الماضية فى حياتها وفى معيشتها فى بداية حياتها، قائلةً، "فى بداية حياتنا كان زوجى مأجر ورشة دوكو فى منطقة بعيدة عن البيت، وكانت يدى على يده فى الحياة إلى أن أكرمنا الله واشترينا منزل جديد، وجهزنا به ورشة كبيرة ومحلات.

حديث-صابرين-لليوم-السابع

وأضافت الأسطى نوسة الديب، أن ورشة زوجها الجديدة كانت داخل منزلهما وتقدم له داخلها الشاى والقهوة والأكل، وبحكم وجود الورشة داخل منزلها كانت تقوم باللعب فى المعدات والصنفرة والمعجون، وكان يمازحها قائلاً، "اقعدى على حيلك إنتى هتبقى صنايعية فى الآخر، هو فيه ست بتبقى صنايعية دوكو"، ولكنها قررت التحدى مع زوجها وتعلم المهنة وبدأت بصورة يومية فى التعلم خطوة بخطوة بنفسها وكان يساعدها فى بعض الأمور الفنية الحرفية، حتى أصبحت بدلاً من المزاح والتسلية تعمل بجدية، ومع إصابته بتليف فى الكبد بدأت فى رحلة العلاج الطويلة معه لأكثر من 5 سنوات، وفى تلك الفترة كان لا يستطيع العمل فى الورشة أو تسليم السيارات لأصحابها فقررت العمل فى ورشته وتجهيز السيارات كما تعلمت من خبرته فى المجال، واكتسبت شهرة كبيرة بعد إنهاء عدة سيارات كان زوجها حصل على جزء من مبلغ تصليحها وأنفقها على رحلته العلاجية.

الأسطى-نوسة-الديب-خلال-لقاؤها-بمحررى-اليوم-السابع-(1)

وأكدت الأسطى نوسة، أنه كانت تواجهها بعض الأمور المعقدة فى سمكرة ودوكو السيارات وكان زوجها يساعدها ويقوم بتعليمها تلك الأمور وهى تنفذ نظراً لعدم قدرته على العمل خلال مرضه الشديد، مؤكدةً أن السيارات والعمل فيها يشبه عمل الطبيب الذى يجب أن يعمل بحرفية ومهنية شديدة مع حالته، فهى تعمل بدقة شديدة فى السيارات كى يلمع إسمها فى المجال ويثق فيها أكثر أصحاب السيارات كى تستطيع الإنفاق على زوجها بصورة أفضل، قائلةً، "زوجى كان يقدم لى بعض الملاحظات من خفة اليد فى المعجون وسكينة المعجون، وكذلك فنيات ومهارات الدهان والدوكو للسيارات".

أشهر-سمكرية-دوكو-جنوب-الاقصروتابعت، أنها تعلمت بسرعة كبيرة مهنة سمكرى السيارات، وذاع صيتها فى البلدة وكان الرجال المخلصين لزوجها يتوافدون بصورة دائمة على الورشة لعمل دهانات لسياراتهم، وكذلك بعض الزبائن ممن وثقوا فيها، وقامت على تربية أبناؤها وتوفير العلاج لزوجها خلال رحلته العلاجية من تليف الكبد، ووقت وفاته كان أمام الورشة 3 سيارات حصلت على جزء من مبلغ الاتفاق وصرفتها على الجنازة، ولا تستطيع ردها لأصحابها بدون العمل فيها وإلا تعيد لهم أموالهم، وقررت فى اليوم الرابع من وفاة زوجها أن تواصل مهمتها رغم رفض والدتها عملها بعد وفاة زوجها نظراً للتقاليد والعادات بعدم خروج الزوجة بعد وفاة زوجها فترة طويلة، ولكنها أصرت على مواصلة طريقها كى تعيد الحقوق لإصحاب السيارات وقام برش السيارات الثلاثة تباعاً إكراماً لكلمة زوجها مع زبائنه، واستمر العمل داخل الورشة وكان من يعتز بها وبزوجها يقدمون سياراتهم لها لدعمها فى الإنفاق على أسرتها.

أشهر-سمكرية-دوكو-بمدينة-إسنا-تسرد-لـاليوم-السابع-بدايتها

وأوضحت الأسطى نوسة، أنها نظراً لكونها سيدة وتعمل بمهنة الرجال وهى دوكو السيارات، كانت تواجه مشكلات فى العمل وكان أصحاب السيارات يرفضون الذهاب لها لعدم ثقتهم فى عمل سيدة بدهان السيارات، ولكن خلال الـ4 سنوات التى أعقبت وفاة زوجها أصبح الجميع حالياً يثق فيها حيث أنها أتقنت المهنة أفضل من الراجل بمدينتها والجميع يشكر فى دهانها للسيارات.

وعن أحلامها فى الفترة المقبلة، تقول الأسطى نوسة، أن حلمها الأكبر قبل وفاة زوجها أن تقوم بعمل "فرن دوكو" وقام زوجها بتجهيز المكان فى منزلهم ولكن المرض وظروف الوفاة لم تساعد الأسرة على توفير سعر فرن الدوكو، وبعد وفاة زوجها كانت تحاول توفير الأموال لعمل الفرن ولكن إبنها أصيب فى حادث كسر فيه مفصل بقدمه وأجريت له عمليتين فى أسيوط ومستشفى الأقصر الدولى ولم تنجحا، ولا يزال يحتاج لمفصل وعملية جراحية بسعر لا يقل عن 40 ألف جنيه، وكذلك فرن الدوكو تحتاج أموال طائلة ولأنها ستشاعدها بصورة أكبر وأفضل فى رش السيارات وتوفير الرزق الحلال لأبناؤها، قائلة، "أدعى ربنا دائما أن يعطينى القدرة على العمل كى استطيع توفير مبلغ لأركب مفصل لإبنى وأشترى فرن الدوكو قبل وفاتى كى يضمن ابنائى رزق لهم ومستقبلهم ومستقبل أولادهم، وأحمد الله على كرمه علينا".


 

 

هذا الخبر منقول من اليوم السابع