طه المومني يكتب : غربة وحنين

طه المومني يكتب : غربة وحنين
طه المومني يكتب : غربة وحنين
الحنين للوطن شعور لا يملك الانسان الا ان يحترمه، رغم المراره التي تسبب احيانا هجرة المرء عن وطنه، ورغم بعض ذكريات الغضب تجاه عدم الرضى او تجاه ظروف معينه صعبه وقاسيه او حتى اشخاص فاسدين ومستبدين يشوهون صورة الوطن تجعل المواطن تواقا للرحيل عن ارض الوطن الذي احبه والكفاح في ارض الغربه، رغم ان الوطن يبقى محفورا كالوشم على جلد الانسان. اجل، فصورة الوطن مستحيل ان تذبل او تموت في خيال المغترب وذاكرته، فتتوقف الحياه عند اللحظه التي غادر بها ربوع وطنه، وتتراقص المشاعر عند سماع صدى اغنيات قديمه او صور بيت العائله، او الأهل والأصدقاء والأحبه في أيام خلت.
حقيقة ان المغترب يستحق ان تكون له وزارة تهتم بشؤونه وتهتم ببناء جسور التواصل بينه وبين اصله، وتعزز الصلات الثقافيه والاجتماعيه والروحيه، كأن تهتم مثلا بتعليم الأبناء لغتهم الأم وتجعلهم لا ينسون تاريخهم وثقافتهم رغم اقامتهم مدد طويلة في بلدان المهجر وحملهم لجنسياتها. لكن للأسف وحتى إن وجدت مثل هذه الوزارات فإنها مجرد شعار او اسم دون معنى حقيقي ملموس. 
ومن هنا كان لابد لايجاد البديل، ومن هنا انطلق نشامى ونشميات من المغتربين بجهود ذاتيه، لتعويض دور الحكومات او عالأقل لمساعدتها، فتمت ولادة ما يسمى "ملتقى نشامى ونشميات أوروبا" ، والذي انبثقت عنه "لجنة نشميات تركيا" برئاسة الدكتورة منار المومني، تلك اللجنة الملقبه "زهور الياسمين".
حقيقة أن جهود جبارة تقوم بها هذه الزهور الياسمينية لتقديم كل ما يستطعن عمله في سبيل تقديم المساعدة لكل مغترب محتاج، وايضا لمد جسور التواصل بين بلاد المهجر والوطن، الأردن الحبيب. 
فالشكر كل الشكر لهذه الزهور اليانعه التي تفوح برائحة الياسمين، والشكر والتقدير موصول ايضا للملتقى الأم "ملتقى نشامى ونشميات أوروبا" . وأمنياتنا ان تنمو وتكبر هذه المسيرة الطيبة التي بدأها هذا الملتقى  لتعم كل بقعة من بقاع العالم التي يتواجد فيها نشامى ونشميات هذا الوطن الجميل، الأردن الحبيب. فالمغترب الأردني عند سفره عن وطنه يضع بعض حوائجه داخل حقائبه، لكنه يضع ايضا كل الوطن داخل قلبه اينما حط رحاله.